2010-07-25, 08:01 AM
|
#6
|
قلـــــم فعـــّـال
تاريخ التسجيل: 2008-04-28
المشاركات: 764
|
( للتوضيح )
كنت أقول ولا زلت إن كل المتاعب التي لاقيناها في سجون نظام الاحتلال اليمني للجنوب مهما كبرت ومهما بلغت قسوتها من مدى إلا أنها لا تساوي قطرة دم واحدة أريقت من أجل الجنوب من شهداء وجرحى حرية الجنوب الأبطال الذين بذلوا بسخاء دماءهم وأرواحهم الطاهره في سبيل حرية بلدهم وإعادة استقلالها وكرامتها وعزتها وعزة أهلها وشعبها الجنوبي العظيم أو لحظة وقوف واحدة تحت أشعة شمس صيفنا الجنوبي الحار وقفها ناشط جنوبي وهو يهتف في ساحات النضال السلمي للجنوب بالروح بالدم نفديك ياجنوب وعندما فكرت أن أكتب هذه الحكايات لست قاصدا منها الا رفع معنويات أخواننا الذين يناضلوا في ساحات النضال السلمي العديدة سوى كان في مدن وقرى الجنوب المحتل أو في بلدان الشتات وفي مدنها وفي المحافل العربية والدولية وفي كل مواقع ومنتديات الجنوب في الشبكة ألعنكبوتيه وكذلك الاستفادة من ما جرى لنا في هذه التجربة المريرة وليعرفوا كيف يواجهوها ويأخذوا منها ما يستفيدون من دروسها ويتجنبوا ما وقعنا فيه لأننا أصبحنا جميعا أمام هذه الاحتلال المتخلف الهمجي معرضين للأستشهاد في أي لحظة من رصاصات الغدر الاجراميه لبلاطجة قوى الأحتلال في ساحات وميادين الشرف عندما نخرج لنهتف سلميا لتحرير الجنوب عاريي الصدور أو إن نكون مشروع للاختطاف من قبل عصابات ( جانجوييد) يمني والزج بنا في سجونه المظلمة التي لازالت من بقايا العصور الوسطى وكذلك كتبت هذه الحكايات لتكون شهادتي على ما جرى ويجرى لأبناء الجنوب في سجون الاحتلال .
مرت أيام عيد الفطر المبارك بثقل أيامه الكئيبة وكأن كآبة العالم كله قد تجمعت في أركان هذا السجن الحقير مرت وقد كدنا نطفح من ثقلها ورزا لتها أيام عيد الفطر التي شرعها الله لكي تكون أيام للسعادة والسرور والفرح عند كل مسلم بعد صوم شهر رمضان وثواب الأجر إلا أنهم حولوها في سجون النظام القمعي اليمني لأيام تعيسة جدا فالكل هنا يحن لأسرته ولأهله ولأولاده
كان أول يوم في العيد ونحن في زنزاناتنا قمنا الصباح وصلينا صلاة العيد ووجدنا أننا لا نستطيع عمل شي آخر حاولنا الخروج بطلب من السجان إن يخرجنا لكي نزور سعادة السفير فرفض ذلك رفضا قاطعا.
وفي ظهر ذلك اليوم وصلتنا زيارة من والدتي المسكينة التي لم أشاهدها تبكي أشد من ذلك النهار عندما سمحوا لها تزورني ولنفسها أدخلوها غرفة صغيرة لكي تسلم علي وأدخلوني إلى هذه الغرفة ولمجرد ما شاهدتني قفزت لتحتضني .. أبنها الذي لا زال في نظرها طفل وهي تبكي بحرقة وتتلمس وجهي وكفاي وشعري وأنا أتحاشى النظر في عيونها لكي لا ترى تأثري ولا ترى دموع احتبست في مقلتي وتحشرج صوتي الذي أحاول أصلاحه بصعوبة أحاول أظهار صلابتي وقوتي أمامها بكل ما استطيع عمله هي مجرد دقائق ما استطع افهم منها كلمه لم تقدر أن تتمالك نفسها كي تقول لي كيف حالك ؟ ودعتها وإنا أقول لها لا تقلقي علي أنا بخير كل شي تمام وهي دافنه وجهها في منديلها الأسود أثناء مغادرتها , كانت والدي الكبيرة في السن تزورني أسبوعيا منذ أشهر وتشاهدني من بعيد من خلف الشبك ومن على بعد أكثر من خمسة أمتار في هذا اليوم سمحوا لها وقد كانت تطالب أن يسمحوا لها بأن تسلم على ولدها دون جدوى أكثر من مرة وأن أقول لها ارتاحي لا تتعبي نفسك يا حجة أنا بخير أصرت أن تزورني كل أسبوع ربنا يعطيها العافية .
ما من شك وأنا أتذكر أيام العيد في السجن إن أتذكر صديقي الأسير البطل أحمد القنع وهو لا يزال في أغبية السجون ودهاليزها وزنازينها المظلة تذكرته الآن حين ذكرت أصعب زيارة وكانت أول زيارة و أكثر زيارة أحزنتني وتذكرت يوم روى لي صديقي القنع كيف كانت زيارة عائلته الأولى له وما جرى له ولأسرته يومها فقد وصلوا زوجته وأولاده وأخواته إلى صنعاء قادمين من أبين م / لودر وقت الزيارة وذهبوا إلى السجن مباشرة وهم مرهقين من السفر وسمحوا لهم في وقت كان آخر الوقت المسموح به في الزيارة وعند ما أدخلوا الأسرة وحطوهم في الشبك أدخلوا والدهم أحمد القنع عليهم وكان حينها في أشد مرضه ( الم شديد وتشنج يصيب أحد ركبتيه ) فدخل على أسرته وهو في الم شديد من ركبته وكان يحبوا وعندما شاهدته زوجته بهذه الوضعية أصيبت بإغماء شديد وسقطت أمام الأولاد وكانوا أولاده في أشد حالتهم (وهم صغار في السن لا يتجاوز أكبرهم 16 سنه ) كانوا لا يدروا ما ذا يعملوا وهم يشاهدوا والدهم يحبوا وأمهم سقطت مغشيا عليها فكان الجميع يصيح والعسكر يهدوا الأطفال وصراخ الأطفال وعويل أخوات ألأعلامي القتع المهم يوم صعب ( مدبر ) كما كان يصفه لي صديقي وزميلي أحمد القنع
وبقي إن نشير هنا وفي نهاية الفصل الأول هذا من حكايات أسير سابق أننا قد أوصلنا رسالة بما يعانوه أخواننا المعتقلين والذين يحملوا الكثير من القصص التي سيحكونها سوى كتابة أول شافهيه في المقايل وبالتأكيد أن بعض الإخوة من المعتقلين لديهم تجارب أشد وأفظع بكثير من ما عانينا نحن وقد نقلنا في هذه الحكايات والتي أكملنا الفصل الأول منها والذي يروي الفترة الزمنية منذ أن تم اعتقالي في 12 مايو 2009م إلى ما بعد عيد الفطر المبارك وأن شاء الله سيكون الفصل الثاني منذ بداية محاكمتنا في 23 نوفمبر العام زميلاي فؤاد وصلاح وإنا إلى أن تم الإفراج عنا في 31 مايو 2010م
واطلب من جميع الإخوة أذا لديهم أي استفسارات أنني مستعد أن أجيب عليه أما عبر الايميل حقي أو عبر المنتدى عبر الرسائل الخاصة أو أي وسيله يروها مناسبة
وسامحونا لو أنا قصرنا في شي ويعذرونا
ومن هنا أتيح ألفرصه للأخوة المعتقلين الآخرين ليكتبوا ما لديهم
و سنعود بعد أن نعد الجزء الثاني أعداد جيد ومن ثم إخراجه بشكل أفضل
أستودعكم الله والى لقاء قريب ...
|
|
|