اتهامات للرياض بمحاولة تقويض الوساطة القطرية
اليمن: سقوط 69 قتيلا وجريحا في المواجهات بين القبائل والحوثيين وضعت المواجهات المتجددة بين المسلحين الحوثيين ورجال القبائل الموالين للدولة من جهة وقوات الجيش اليمني من جهة أخرى في جنوب صعدة، عراقيل جديدة أمام جهود الوساطة القطرية المقرر أن تبدأ الشهر المقبل استنادا إلى الاتفاق الأخير بين الرئيس اليمني علي عبدالله صالح وأمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، على مرجعية اتفاق الدوحة لإحلال السلام مع تجدد المعارك بين المسلحين ورجال القبائل الموالين للدولة والتي أوقعت في يومين نحو 69 قتيلا وجريحا من الجانبين، وسط تفاعلات سياسية واتهامات بتدخل سعودي على خط الأزمة يوازي التدخل القطري.
وفي اليومين الأخيرين توسعت المواجهات المسلحة بين الحوثيين ورجال القبائل الموالية للدولة في منطقة حرف سفيان بمحافظة عمران، مما أدى إلى نزوح مدنيين عن قراهم وإقفال الطريق العام الذي يربط صنعاء وصعدة، لكنها شهدت أمس هدوءا حذرا في أكثر مناطق القتال قبل أن تتجدد مساء.
وإذ افاد برلمانيون ووجهاء أن القتال انحصر بين الحوثيين ورجال القبائل الموالين للدولة، أكد القائد الميداني للمسلحين عبد الملك الحوثي أن ما حصل في الأيام الاخيرة كان "دفاعا عن النفس"، مشيرا إلى مشاركة وحدات من قوات الجيش المرابطة في مديرية حرف سفيان في المواجهات.
تفاعلات سياسية
وأبدت دوائر سياسية قلقها من أن تؤدي التفاعلات في مجلس النواب "إلى قرع طبول الحرب". وتحدثوا عن سيناريو يسعى إلى تقويض جهود الوساطة القطرية مرة ثانية من طريق إشعال حرب سابعة، بعدما تحولت اليمن مسرحا لصراع قوى إقليمية"، في أشارة إلى المملكة السعودية ودولة قطر.
وكان رئيس الكتلة السياسية لحزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم في مجلس النواب الشيخ سلطان البركاني، طالب أعضاء المجلس الذين أعلنوا تعليق عضويتهم إرجاء هذه الخطوة "ورفع القضية إلى رئيس الجمهورية باعتبار أن في يده وحده قرار الحرب والسلم". وأضاف: "الحرب السادسة أوقفت بناء على مبادرة النقاط الست" وحذر من "قرع طبول الحرب السابعة من طريق استدعاء الحكومة".
ووصف نواب قرار السلام في صعدة بأنه "لعبة سياسية" وانتقدوا لجوء البعض إلى التصعيد مشيرين إلى أن أي قرار قد يتخذه المجلس حيال التداعيات الحاصلة "قد يفهم منه أن المجلس يقرع طبول الحرب" وطالبوا اللجنة المشرفة على تنفيذ مبادرة النقاط الست باحتواء أية تداعيات كما طالبوا الحكومة بتنفيذ التزاماتها بإحلال السلام".
دور سعودي
وكان الأمين العام لحزب "الحق" المعارض حسن محمد زيد إتهم المملكة العربية السعودية بالسعي إلى "إشعال حرب سابعة في صعدة من خلال نفوذها القوي". ورأى "أن الحضور القطري في اليمن قد يستفز الجارة الكبرى فتعمل من خلال أصدقائها ومواقع نفوذها على التعجيل في تفجير الأوضاع،ـ خصوصا وأن الإرادة اليمنية للسلام ليست قوية بدرجة كافية للتصدي لقوى الحرب".
وقال إن "زيارة أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني لصنعاء قد تكون سببا للتعجيل في تجدد المعارك في صعدة ما لم يتم التنسيق القطري مع السعودية أو يتحرر اليمن من النفوذ المطلق للسياسة السعودية". وأضاف: "العلاقة اليمنية - الإيرانية الايجابية والجيدة منذ عام 1994، هي الهدف من إشعال الحرب في صعدة ولو كانت السعودية هي الهدف لحركت إيران ورقة الشيعة الامامية الذين يمثلون نسبة عالية في المملكة ولحركتهم في دول أقرب إلى السعودية ولوجدت الكثير من الأوراق".
صنعاء - من أبوبكر عبدالله