عرض مشاركة واحدة
قديم 2010-07-21, 07:01 AM   #3
أحمد الربيزي
قلـــــم فعـــّـال
 
تاريخ التسجيل: 2008-04-28
المشاركات: 764
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم












تابع ( 17)







على مائدة وفي مقيل سعادة السفير عسكر :





العالم المحدود مساحته في هذه الزنزانات التي يحتويها الجناح الغربي بل وكل أقسام سجن الأمن السياسي لا يمكن أن يحتوي أمآلنا وطموحاتنا لأننا حملناها سوى كنا في هذه السجون أو في السجن الكبير وطننا المسلوب منا كما شاءت أقدارنا وأصبحنا هكذا مسلوبي وطن دون ذنب نرتكبه سوى أننا جنوبيين قدر علينا الله لنصير كما نحن عليه اليوم بعيدا عن لغة الهمز أو اللمز وبالرغم انه من حقنا أن نقول لماذا ذلك ولماذا حصل ذلك ؟؟ ولماذا وكيف وو؟؟؟
ان ما يزعجني ليس ما حصل لوطنا من غدر وخديعة ومكر بقدر ما هو مفجع ومؤلم جدا بقدر ما يزعجني التشكيك يبعضنا فما جرى لنا ولبلدنا كبير إلا أننا ناس مؤمنين بمقادير الله التي يسلطها على ما يريد لتصير كما يشاء سبحانه جل شأنه وقد يفسر ما حصل للبلد كلا كما يرى بمنطقه وآخر يرى أن ما جرى لنا من معاناة في وطننا بعد إن سلب من أيدينا أنه بسبب أنفسنا وأن الله متى أراد أن يدمر قرية سلط عليها مترفيها مثلا أو "إن الله لا يغير ما بقوم إلا متى ما غيروا ما بنفسهم " كل تلك الخواطر وغيرها من شئون الجنوب وحراكه السلمي كانت على مائدة سعادة السفير ( العم قاسم عسكر جبران ) في أحدى ليالي رمضان الكريم عندما كان المناوب من السجانين المحترمين وسمح لي بالخروج والجلوس والإفطار الرمضاني و (التخزين ) مع سعادة السفير في زنزانته رقم (7) وعلى أساس أن أكون سريع الانتباه حين يدعوني لو جاءا مسئول من كبار الضباط للتفتيش أخرج سريعا وكأني ذاهبا إلى الحمام , جئت إلى سعادة السفير وقد تعودت إن آتي إليه في زنزانته هو وسالم طاهر الطماح الذي ألحقوه مؤخرا إلى زنزانة عمي قاسم وكنا نتحدث في مسألة التخوين أو نسميها التشكيك في مواقف الرجال سوى من الناشطين أو من قيادات لحراك وكنت اعرف وهي حقيقة يعرفها الجميع أن أكثر ناشط أو قيادي في الحراك الجنوبي تعرض لمثل هذه التشكيك هو سعادة السفير قاسم عسكر جبران والعميد السعدي وغيرهم وكان الكثير من القيادات الوسطية التي يتلقوا التعليمات من مرؤوسيهم يجاهروا بذلك وكنا نسمعهم ونساعدهم على التمادي في ذلك بل وكنا نصدقهم وهذا ما حصل معي شخصيا كنت عندما أشاهد سعادة السفير قبل اعتقاله واعتقالي اشعر نحوه بتقزز والمشكلة إن هناك من يسألني عن موقف عسكر تجدني أتحدث عنه بسلب ويؤخذ على ضوء هذا التشخيص السطحي مواقف مصيرية تدروا المصيبة التي وقعت فيها بدون إن أدرك ذلك ولم أفكر لماذا يتوجه إلى هذا الإنسان هذه الاتهامات ؟ وإنا أشوفه في كل مكان أمامي وفي كل ساحة قبلي لم أسأل ولم أكلف نفسي حتى عنا التفكير لماذا يستهدف هذا الإنسان ؟؟ والمشكلة إن هذا الإنسان كان يعرف بعض التشكيك الذي يوصل إلى مسامعه بعض الأحيان من هنا أو من هناك وبالرغم أنه لم يلفت إليها مطلقا إلا أنه كان يشتغل في الحراك بنشاطه الدءوب بطاقة أكبر من طاقته لكي يثبت للمشككين عكس ما يرمونه ولكن كلما كان شغله متزايد أكثر كلما زاد التشكك والإصرار على تشويه هذا الإنسان , لم ندري ما هي حقيقة الصراع الذي كان يواجهه هذا القيادي النشيط ليس بالكلام بل بالفعل كان يواجهه بصمت القافلة التي تمضي دون أن تلتفت إلى مصدر النباح وعندما تصارحنا في زنزانته التي كانت اكبر من مساحتها الفعلية بكثير كأنني جئت ووضعت إصبعي على الجرح المدمي فلم تمهلنا أعيننا حين كان بروي لنا حقيقة صراعه مع تيار متحزب هو من كان يثير حوله هذه الهالة من التشكيك منذ اليمين الغليظة التي أداها مع سبعة أشخاص من زملاءه الجنوبيين في الخط الحدودي بين اليمن والجنوب في منطقة سناح م / الضالع وذلك قبل حتى الحراك ما يشتعل وبعدها بفترة بسيطة كان تشكيل فصيل جنوبي يدعوا إلى تحرير الجنوب ( حركة تقرير المصير ) ... سنواصل

انتظرونا .. وهذا الجزء دقيق وحساس ودعونا نكتبه على مهل ولا نستعجل وكفاية الحلقتين السابقتين من (17)
كتبناها على عجل ولم تخرج بالشكل المراد لها أن تخرج به فلذلك سامحونا..


التعديل الأخير تم بواسطة أبو عامر اليافعي ; 2010-07-25 الساعة 07:47 AM
أحمد الربيزي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس