اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة شيخ الطيور
1 - انعدام الثقة :
نلاحظ إن من أهم عوامل الاختلاف بين القوى السياسية الجنوبية او المجموعات الاجتماعية أو حتى الشخصيات البارزة جنوبيا مع بعضها البعض هو انعدام الثقة بين هذه القوى والمجموعات والشخصيات بعض الأحيان أو اهتزازها في أحيان أخرى ولانعدام الثقة أو اهتزازها في إطار القضية الجنوبية مسارين احدهما عدم الثقة بقدرة هذا الاتجاه او غيرة في قيادتنا بنجاح إلى تحقيق الاستقلال والمسار الأخر هو في عدم ثقة البعض بان الجنوب القادم بعد الاستقلال سيكون جنوبا عادلا للجميع يضلل جميع ابناءة على قدم المساواة في الحقوق والواجبات وانه ممكن إن يسيطر علية هذا الاتجاه السياسي أو ذاك أو تسيطر علية هذه المنطقة أو تلك لذلك علينا إثناء توحدنا أن نضع الضوابط التي تخلق الاطمئنان لدى الجميع باستحالة حدوث تلك الهواجس التي تؤرق تفكير أي جنوبي مما يضعف عطاءه الوطني من اجل حرية بلادة إضافة إلى انه يمكننا خلق ثقافة حول المستقبل عمادها إن البلد الجنوبي المستقل سيحكم من خلال دستور لن تقوم بوضعه النخبة السياسية ولكنة سيكون عهدا وعقدا يشترك في وضعه كل قطاعات الشعب الجنوبي واتجاهاته ومناطقة بما يظمن الحفاظ على حقوق ومصالح الجميع دون استثناء كما إن علينا إن نعزز الوعي الجنوبي بان استقلال الجنوب لن تقوم باستلامة أي قوة جنوبية سياسية أو قبلية أو عسكرية بل إن من سيقوم باستلام استقلال الجنوب هي حكومة جنوبية منتخبة من قبل الجنوبيون قبل يوم الاستقلال بإشراف دولي وبعد إقرار دستور مجمع علية من قبل جميع فئات الشعب الجنوبي السياسية والاجتماعية ...
|
عزيزي واستاذي المهندس عبدالله
اسمح لي ان ابدأ باثراء الموضوع ببعض الاضافات التي اراها ( على الرغم من اني اعتبر نفسي اجهل الناس ) وذلك على مراحل، فقد ابتدأت في النقطة الاولى التي طرحتها، وبعد ان نشبعها نذهب الى النقطة الثانية ومن ثم نضع النقاط التي نرى بانها ذات اهمية وعلاقة بالموضوع.
اولا ما لونته باللون الاحمر في مداخلتك هو بالضبط ما عنيت به مالونته باللون البرتقالي، اي ان هناك فئات مستثناه من هذه المعضلة وهي فئات عريضة جدا وبشكل دقيق معظم عوام الشعب الجنوبي، ولكنهم متأثرين بقليل او كثير بما هم عليه قادتهم ( قادة سياسيون، مشائخ عرف ، مشائخ علوم دينية،شخصيات اجتماعية ...... الخ )، اذن، فالعلاج يجب ان يكون للاقلية المؤثرة.
ولا يكون العلاج الا بمعرفة المسببات للمعضلة، وكما اشرت عزيزي بان البعض لا يثق بقدرة الاخر على النجاح بالوصول الى الهدف ( في الشق الاول من عدم الثقة ) فان هذا يقودنا الى نقطة مهمة جدا يجب ان نناقشها بشكل جدي وعميق وهي:
هل خلقت المكونات والقادة والشخصيات البارزة جنوبيا منزوعة الثقة بالاخر، ام انها قد فقدت الثقة بالاخر في مرحله لاحقة؟
وفي اعتقادي ان قوى الحراك قد خلقت كاملة الثقة بكل ماهو جنوبي بانه قادر على حمل القضية بجدية وقدرة كاملة لتحمل المسؤولية، وهذا رأيناه في اكثر من مناسبة بالاعداد الهائلة ممن استجابوا لدعوات القادة الى بعض الفعاليات (حتى لا يساء الفهم: اليوم كل الجنوب تنتفض ولكننا لم نعد نرى خلال مسيرة بعينها تلكم الاعداد التي رايناها في تشييع شهداء المنصة مثلا ).
اذن فالمعضلة جاءت في وقت لاحق لنشأت المكونات، بل بشكل دقيق هي عندما ظهرت تلك المكونات باسماء مختلفة ( علما بان ظهور عدة مكونات هو ظاهرة صحية)، ولمعالجة هذه المعضلة يجب ان نفهم ماهي اهم الاسباب التي افقدت المكونات الثقة بنجاح الكونات الاخرى.
هنالك العديد من الاسباب، ولكني سوف اطرح سبب واحد فقط في الوقت الحالي من اجل اتاحة الفرصة لاخواني الجنوبيين باضافة الاسباب التي يرونها وايضا لارى الاسباب التي لا اراها انا.
ان اي قضية سياسية في اي بقعة من الكون يتم تبنيها من مجموعة تطلق على نفسها كيان سياسي يجب ان تحدد:
1) ماهي هذه القضية السياسية
2) ما هو سقفها
3) ماهو البرنامج الخاص بالوصول الى السقف
وهذه النقاط الثلاث سوف تقودهم الى نقطة مهمة جدا وهي:
ما هو البنامج الذي يعمل وفقه هذا المكون؟
وهو البرنامج السياسي الواضح الرؤية والشفاف والذي من خلاله سوف يتم استقطاب الاعضاء عن قناعة كاملة بالقضية السياسية التي يناضل من اجلها او البحث عن مكون آخر لدية البنامج السياسي الواضح والمقنع لعامة الناس بالانضمام اليه.
ولكن للاسف استاطعت كل المكونات ان تظهر وبشكل جلي جدا النقاط الثلاث السابقة ولكنها لم تستطع ان تتبنى برنامج سياسي واضح وشفاف.
فلم اجد اي مكون نشر برنامجه السياسي الذي يجعلني اقتنع بما يدعو اليه وانضم عن قناعه اليه او حتى اختلف معه في برنامجه السياسي واتفق معه على الهدف، ولكني اتفق مع كل المكونات الجنوبية بالهدف ولكني لا اتفق مع اي مكون بالبرنامج السياسي الخاص به، وهذا لا يعني ان اختلف معه، لانني لا اختلف مع اي برنامج سياسي لاي مكون على الاطلاق ، وذلك لاني لم اجد برنامج سياسي واضح المعالم يمكن ان يقنعني به ( للعلم هناك بعض المكونات التي لديها رؤية شبه واضحة ولكنها لا ترتقي الى درجة البرنامج السياسي الكامل).
اذن، بما انه لم يقدم اي مكون برنامج سياسي واضح فهذا يحتمل معنى انه غير مؤهل لحيازة ثقة الآخر بالنجاح، وهذا يشتمل الآخر ايضا.
وربما يختلف البعض معي في ان الوقت لم يعد فيه متسع لانشاء برامج سياسية واضحة نظرا لتسارع الاحداث، ولكني اقول له بان قليل من التريث سيصل بنا الى بر الامان خير من الاستعجال الذي ربما يغرقنا.
ملاحظة:
مكونات اليوم هي احزاب الغد.
اما بالنسبة للشق الثاني من عدم الثقة فارجو ان تعذرني الان ولكني عائد اليه في القريب العاجل ان شاء الله تعالى.
ولك جزيل الشكر مرة اخرى عزيزنا المهندس عبدالله
اعتذر عن اي اخطاء املائية لقل النوم
التعديل الأخير تم بواسطة الهمشري ; 2010-07-20 الساعة 05:29 AM
|