2010-07-18, 09:19 PM
|
#2
|
قلـــــم فعـــّـال
تاريخ التسجيل: 2010-04-23
الدولة: الجنوب العربي
المشاركات: 975
|
من هو تايم؟
بقلم- سمير جبران
تايم هو اسم مستعار لشخصية يمنية مجهولة اشتهرت بكتابتها في منتديات يمنية على الانترنت خاصة منتدى المجلس اليمني.
وبرغم المدة الطويلة التي قضاها، وهو يكتب عبر هذه الشبكة العنكبوتية (حوالي أربع سنوات، منذ عام 2003م تقريباً،) إلا أن أحداً لم يستطع أن يعرف هذا الرجل الذي شغل الكثير من مرتادي الانترنت وتحديداً المشاركين في المنتدى الحواري المذكور.
طرح رصين وقوي ينم عن شخصية غير عادية، يزيدها إثارة للجدل تركيزه الدائم في نقده على الرئيس علي عبدالله صالح للحد الذي كان البعض يتهمه بأن دافع كتاباته ثأر شخصي بينه وبين الرئيس صالح، وهو ما كان ينفيه دوماً.
طرحه ومضامين كتاباته تشير أيضاً إلى أنه كان –أو ما يزال- مرتبط بالسلطة بشكل أو بآخر، كما تشير إلى قربه من الأوساط الإعلامية والسياسية في الحكم والمعارضة، وهذا ما جعل التكهنات حول شخصه كثيرة.
منهم من قال إنه عبد الرحمن البيضاني، ومنهم قال إنه نجله، ومنهم من قال انه عبدالله سلام الحكيمي، ومنهم من ذكر غيرهم إلا أن المتأمل لكتاباته وطبيعة شخصية، والمتواصل معه عبر الانترنت يستطيع أن يجزم بثقة تامة أنه ليس أحد أولئك ولا يمكن أن يكون!
أحياناً كان يختفي تماماً وينقطع عن الجميع، الأمر الذي كان يفسره الكثير بأنه يقضي إجازته في اليمن، إذ الاعتقاد السائد عند الكثيرين –وهو اعتقاد صحيح إلى حد كبير- أنه يعيش خارج اليمن، وتحديداً –وهذا ربما غير صحيح- في القاهرة.
وقد تصادف اختفاؤه ذات مرة مع وفاة الأستاذ حميد شحرة، ومرة ثانية مع وفاة الأستاذ صالح الجنيد، ومرة ثالثة مع وفاة فرج بن غانم، رحمهم الله، الأمر الذي كان يجعل البعض يتوقع أنه أحدهم، لكنه في كل مرة يخيب ظن المتوقعين، ويظهر مردداً كلمته الشهيرة التي كان يختم بها مواضيعه "فتأملوا.. ولكم خالص التحية المعطر بعبق البن".
يجزم الكثير أنه مسؤول سابق أو مسؤول حالي، ربما سفير أو قنصل، أو على الأقل قريب لأحدهم.
وما أستطيع أن أجزم به - من خلال تواصلي معه لعدة سنوات- أنه شخصية وطنية غيورة، يتمنى أن يرى بلده تنمو وتزدهر، وكنا نتفق – إياه وأنا - خلال نقاشاتنا وتواصلنا المستمر على أن ذلك لن يكون إلا إذا أصبحت اليمن خالية من القات.. ونظام علي عبدالله صالح!
حاولت أكثر من مرة معرفة شخصيته لكنه كان يرفض ويتجنب الحديث حول هذا الأمر.. وقد احترمت رغبته، وكففت عن سؤاله، لكنني لم أكف عن التوقعات بمن يكون، والأمنيات بأن أعرفه يوماً ما!
ولعل هذا هو ديدن الكثير ممن عرف "تايم".. وهو يصول ويجول في أروقة المنتديات.
كنت أحدثه عن بعض الشخصيات السياسية والصحفية وأفاجأ بقوله إنه يعرفهم، بل وله مع بعضهم قصص وحكايات.
يقول إنه شخصية مستقلة لا ينتمي ولم ينتم لأي حزب، لكنه يعد نفسه واحداً من أنصار اللقاء المشترك، ومن المتحمسين له بشدة، وخلال الانتخابات الرئاسية وقف بقوة مع فيصل بن شملان مرشح اللقاء ضد مرشح المؤتمر علي عبدالله صالح، غير أنه رغم تأكيده على استقلاليته لا يخفي ميله لحزب الإصلاح، وقد سئل ذات مرة.. أي حزب ستختار إذا ما أجبرت على الانضمام لأي حزب، فأجاب: الإصلاح.
وفي سؤال آخر حول انتمائه لأي حزب قال إنه ينتمي إلى حزب الوطن الأم، ويتعاطف مع الإصلاح بصورة أساسية واللقاء المشترك، وأضاف أنه لم ينتم لأي حزب سابقا ولا يظن أنه سيفعل ذلك لاحقا؛ ليس بسبب عدم احترامه الحزبية والتعددية السياسية بل على العكس فإنه يرى فيهما سبيلا مهما لتحقيق فكرة التداول السلمي للسلطة التي يعتقد أننا لن نحقق خطوة واحدة الى الأمام بدونها.
ويعزو عزوفه عن الانخراط في أحد الأحزاب لإيمانه بضرورة وجود مستقلين أيضا لترجيح الكفة وتصحيح الميزان من وقت لآخر، ولاعتقاده بأن رغبته في الانشغال بقضايا الفكر والنظر والكتابة تتعارض مع الالتزام الحزبي، مع احترامه لكل العاملين بهذه القضايا من الملتزمين حزبيا، كما يقول في حوار مطول أجري معه بمنتدى المجلس اليمني.
لم يفصح "تايم" عن المنطقة التي ينتمي إليها أيضاً، وعادة ما كان يرد بأنه "شنوبي" إذا ما سئل هل هو شمالي أم جنوبي.
ويقول أنه بصدد إنجاز مشروعه الفكري الذي لم يحدد ماهيته.
اختفى آخر مرة من المنتدى قبل حوالي عام، وكان آخر تواصل بيننا قبل أكثر من ستة أشهر، وتحديداً بعد صدور العدد الثاني من "المصدر" في نوفمبر الماضي.. أرسل لي مشيداً ومشجعاً، وقال إنه لم يكن يتوقع أن تظهر المصدر بهذا الأداء (الإيجابي طبعاً)!
اعتبرتها مجاملة منه وتشجيعاً، وطلبت منه الكتابة للصحيفة، أو أن يقوم بغربلة بعض كتاباته السابقة في حال كان مشغولاً، وقد أرسل عدداً من المقالات، أحدها البروتوكولات المنشورة في هذا العدد، وسبق أن نشرنا له موضوعاً حول "الجرعة" في عدد سابق.
منذ أرسل لي بعض مقالاته انقطع تماماً عن التواصل، أرجو أن يكون ما يزال على قيد الحياة.
نقلاً عن اسبوعية المصدر اليمنية
تايم يكشف قناعه ويكتب بأسمه الحقيقي ...؟
--------------------------------------------------------------------------------
الكاتب اليمني المجهول "تايم" يكتب لـ"المصدر أونلاين" باسمه الحقيقي ويوجه رسالة مفتوحة للرئيس صالح قبل وقوع الكارثة
آن الأوان لترك السلطة والتخلي عن وهم التوريث عاجلاً غير آجل
محمد صالح الرويشان *
الأخ/ علي عبدالله صالح
رئيس الجمهورية
تحية طيبة وبعد:
ليس بين كاتب هذه السطور وبينك أي عداوة أو بغضاء لسبب شخصي أو عائلي، ولكنه مع ذلك يعتبر نفسه واحداً من أشد منتقديك ومن يلومونك ويحملونك مسئولية ما وصلت إليه البلاد من تأزم واحتقان ينذر بالكارثة.
وليس هذا الموقف طارئ بسبب الفشل الواضح الذي وصلت إليه سياستك في إدارة الأزمات الحقيقية والمصطنعة بعد النجاح الذي كان يبدو للكثيرين ممن ينخدعون بظاهر الأمور, ولكن نقدي لك بل ودعوتي إياك للاستقالة قبل أكثر من ست سنوات كان ناجماً عن قناعة بأن الاستبداد لا يأتي بخير مهما اجتهد المستبد أو حسنت نواياه.
وإن خمسة وعشرين عاما - حين دعوتك للاستقالة - من الجلوس على كرسي السلطة كفيلة بتحويل أبسط الناس وأكثرهم إخلاصاً إلى مستبد لا يرى إلا رأيه ولا يؤمن إلا بمصلحته وديمومته على الكرسي. وها هي الأحداث والأزمات التي تلت تلك الدعوة قد أثبتت بما لا يدع مجالاً للشك أنه قد آن الأوان لأن تترك السلطة عاجلاً غير آجل. ليس بسبب أن ذلك سينزع فتيل الانفجار ويفتح الأفق للتغيير السلمي ويجنب اليمن واليمنيين فتنة لا يعلم إلا الله مداها، بل لأن ذلك أيضاً في مصلحتك ومصلحة أسرتك وبطانتك.
لقد كان كاتب هذه السطور يؤمن في الذكرى الخامسة والعشرين لتوليك السلطة أن الدعوة لاستقالتك ضرورة وطنية ملحة، وهو اليوم يراها أكثر ضرورة وإلحاحا.
إن أسلوب إدارة البلاد بالأزمات والحروب أو ما سميته أنت بـ "الرقص على رؤوس الثعابين"، وما وصلت إليه الأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية من احتقان وتدهور بالغين، والفساد المالي والإداري والاستئثار المتفاقم للسلطة والثروة، وما أصاب معاني الثورة والجمهورية والوحدة والديموقراطية والنظام والقانون من تشويه واضطراب في أذهان قطاعات واسعة من اليمنيين، كل ذلك لا يدع مجالاً لأي حلول ترقيعية أو لـ "تصفير العداد" لسنوات وفترات رئاستك.
أخي الرئيس:
إن الحرب السادسة في صعدة، والمنحى الذي وصل إليه الحراك في المحافظات الجنوبية، وتصعيد "القاعدة" لنشاطها في بلادنا، وانسداد أفق الحوار والتفاهم بينك وبين المعارضة السياسية ممثلة في اللقاء المشترك كل واحدة من هذه المسائل أو الأزمات هي في حد ذاتها مؤشر خطير لفشل سياستك فكيف بها إذا اجتمعت؟!**
إن من يعول على المعالجات الأمنية والعسكرية وعلى الحصول على الدعم الخارجي لحل هذه المشكلات لن يكون إلا بمثابة الطبيب الفاشل الذي خرج من غرفة العمليات ليقول: "مبروك..نجحت العملية.. ومات المريض". على أن المريض في هذه الظروف ليس الحوثيين أو الحراكيين أو القاعديين أو المشتركيين، بل هو الشعب والوطن.
أخي الرئيس:
إن الوضع الذي وصلت إليه البلاد يتطلب في تصوري ثلاثة حلول أو معالجات لا يمكن انتقاصها أو الالتفاف عليها.
وهذه الحلول والمعالجات تتمثل فيما يلي:
أولا: أن تكون الفترة الرئاسية الحالية والتي تنتهي 2013م هي أقصى مدى لبقائك في السلطة، وأن تضع مع ذلك استقالتك على الطاولة. وعليك في هذه الأثناء أن تتخلى نهائياً عن وهم توريث السلطة، وأن تلغي كل إجراء أو تعيين تم من أجل ذلك. كما يجب عليك أن تترك رئاسة حزبك "المؤتمر الشعبي العام" الذي صار -مع احترامي لبعض قياداته وكوادره- "مضلة للفساد" بحسب تعبيرك. وليكن ذلك الحزب بعد ذلك - إن قامت له قائمة - حزبا بين الأحزاب.
ثانيا: إعلان هدنة عسكرية وسياسية وإعلامية شاملة. ولن يتحقق ذلك إلا بالكف عن توظيف أجهزة الدولة وإمكانياتها وإعلامها لغير ما يخدم أمن ومصالح الشعب اليمني. ولا شك أن حكومة انتقالية يكون وزراؤها ورئيسها من الشخصيات المستقلة والمؤهلة هي وحدها القادرة على القيام بهذه المهمة.
ثالثا: الدعوة والتنسيق والترتيب مع القوى السياسية والاجتماعية والاقتصادية الفاعلة لمؤتمر وطني عام. على أن لا تستثني الدعوة لذلك المؤتمر طرفاً مهماً بدا ضعفه أو رأياً مهماً بدت غرابته. وعلى أن يتم عقد هذا المؤتمر تحت مظلة الجامعة العربية والأمم المتحدة وفي أرض اليمن لتقرير مصير اليمن.
أخي الرئيس:
الأوان لم يفت بعد، وإن كان قد أوشك أو يكاد. ولعلك كنت تدرك حين أعلنت في 2005م عدم ترشحك في الانتخابات الرئاسية أن الخروج المشرف من السلطة هو خير وأعظم مجد حققه ويحققه الحكام على مدى التاريخ. ورغم أن تراجعك عن ذلك الإعلان يجعل من الصعب على الكثيرين أن يصدقوك مرة أخرى، إلا أن اتخاذ الخطوات العملية بشأن تحقيق الحلول المشار إليها آنفا سيجعل الكثيرين يلتفون حولك لإنقاذ اليمن.
أخي الرئيس:
أدرك وتدرك أنت أن وساوس ومغريات السلطة وبطانة السوء قد تصور لك ويصورون لك أن ما تمر به البلاد إنما هو سحابة صيف أو أزمة وستمر! ولكنك دون شك تؤمن أن الأمر ليس كذلك وأن السلطة "لو دامت لغيرك ما وصلت إليك" و "أن دوام الحال من المحال".
كما أدرك وتدرك أنت أن الوضع صار معقداً جداً. وأن جهدك وحدك مهما بلغت سلطاتك لن يصلح الفساد والاختلال المتراكم. ولهذا كان هذا الخطاب مفتوحاً لينهض عقلاء اليمن وحكماؤها بواجب إعانتك على هذه المهمة وإعانتك على نفسك لتقوم بها !
وإلا فإنها الكارثة التي لن تبقي على أحد.
فتأمل!
نسأل الله أن يجنب شعبنا وبلادنا كل مكروه
ولك خالص الود
والتحية المعطرة بعبق البُن
* استخدم كاتب هذه السطور فيما سبق الاسم المستعار (Time) وذلك في كتاباته التي كان ينشرها في منتدى المجلس اليمني على مدى سنوات حتى 2006م. وهو صحافي يمني عمل لسنوات في الصحافة اليمنية خلال تسعينيات القرن الماضي ويقيم حالياً في الولايات المتحدة الأمريكية لدراسة الماجستير والدكتوراه في مجال الإعلام.
** المصادرة والمنع والاختطاف والأحكام الجائرة التي تتعرض لها الصحافة والصحفيون في بلادنا مؤشر خطير على عمق الأزمة والطريق المسدود الذي تسير فيه السلطة.
|
|
|