عايدون ياعدن و عدن في شعر د. محمد عبده غانم
وهذه " صيرة " في الأفق ماثلة
وحولها البحر بالأمواج يصطفق
هنا على الشاطئ المسحور قد عمل
الأذواء من حمير للمجد واستبقوا
كانوا ملوكاً تهاب الناس دولتهم
فلم يجوروا في الحكم بل رفقوا
آه لو طرت معي فوق عرانين الجبال
ورأيت الشاطئ المسحور في ضوء الهلال
وسمعت الحور ينشدن أناشيد الجمال
لا تقولي شاعر قد هام في وادي الخيال
ذاك قلبي سطرت فيه أحاديث الليالي..
جبل شيد على بحر خضم
وتعالى يشرف القاع الرحيبا
يتلقى الموج بالصخر الأصم
صامداً لا يرهب الضرب الرهيبا
جاثم تحت رشاش من لجين
صبه البدر عليه من سمائه
أي طود لاح في النور لعيني
لامعاً مثل الدراري في بهائه
جبل في صخره صوت الزمان
صارخ يدوي كما تدوي الرعود
هز قلبي وشعوري وكياني
وجميع الناس من حولي رقود
أنت أضفيت على العالم سحراً من سنائك
صار فردوساً وصار الناس فيها كالملائك
وكأن الصخرة الجرداء في النور سبائك
والحصى در وهذا الماء ديباج الأرائك
أين هاروت ليلقي أرضه تحت سمائك؟!..
__________________
|