اشكر الحكيم لحكمته في طرح المواضيع الرائعة
وهنا اريد ان اعلق على الشق الاول من الموضوع وهو سر التغير بالمواقف بين 1994م والوقت الراهن
قبل ان اطرح المداخلة ارجو من الجميع بالاضطلاع على كتاب حرب اليمن 1994م الاسباب والنتائج والصادر عن مركز الامارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية والذي اعده كل من جمال سنيدي، مايكل هدسون، بول دريش، تشارلز دنبار، روبرت بوروز، ومارك كاتز، لما له من اهمية بالغة في معرفة اسباب التغير في المواقف الخليجية بعد ان استوعب راس نظام الاحتلال كثير من النقاط التي وردت في ذلكم البحث والذي نشر سنة 1995م.
واريد ان انسخ مقتطفات بسيطة من الكتاب عله يصل بنا الى نقطة نستطيع ان نفهم منها بعض المتغيرات في المواقف وبخاصة مواقف المملكة العربية السعودية
في ص 111 ( تعتمد ايران اليوم ما يشبه الانفراج في العلاقات مع السعودية، لكن الانفراج لا يعني الود.) ( وتظل مساعدة اليمن خيارا قد تلجأ اليه طهران عندما تسوء العلاقات السعودية - الايرانية مرة اخرى )
ص 114 ( انه لا احد يستطيع الافتراض ان اسقاط علي صالح سيأتي بنظام حكم يقيم علاقات ودية بين صنعاء وجيرانها ) ( قد لا تكون "المشكلة اليمنية" بالنسبة لدول الخليج العربية مشكلة بالامكان حلها، لكن بالامكان فقط ادارتها)
ص 119 ( فالعلاقة مع اللملكة العربية السعودية ستظل على المحك الاساسي طالما بقيت مناطق عسير ونجران وجيزان موضوعا حساسا للشعب اليمني. وهكذا فان معاهدة الطائف الموقعة عام 1934، والتي نصت على ان المناطق الثلاث المذكورة خاضعة للسيادة السعودية لمدة عشرين عاما قابلة للتجديد، تبقى مصدر توتر جدي مادامت حكومة صنعاء ليست مستعدة للاعتراف العلني بالحدود الشمالية كحدود نهائية ودائمة.)
وهذا الامر اعتقد بان علي صالح قد احتواه باتفاقية الحدود الشهيرة في جدة سنة 2000 ، وهذا هو اهم الامور تعقيدا بالنسبة للمملكة العربية السعودية، بالاضافة الى ان هناك بنود سرية في الاتفاقية لم يضطلع عليها حتى مجلس النواب اليمني لا يعلم كنهها الا الله تعالى وهي بحاجة الى استنتاجات علمية ومصادر موثوقة.
وكما جاء في ص 120 ( فالمملكة العربية السعودية المحصورة بين قناة السويس وباب المندب على البحر الاحمر،ومضيق هرمز على الخليج ، قد تجد نفسها مضطرة لان تبحث عن خط لها عبر اليمن تؤمن به من خلاله طريق صادراتها النفطية، حيث ان اقتراحها بانشاء ممر يعبر سلطنة عمان لم يحظ بالترحيب )
وهذه النقطة مهمة جدا جدا، لان المملكة العربية السعودية وفي هذا الوقت والسياق تريد ان تحقق مكاسب استراتيجية من دولة الجنوب المستقبلية فيما اذا لم يتحقق لها عبر حكومة صنعاء الحالية، وقد تستخدم هذه كورقة ضغط على قادة الحراك بمقابل اعترافات ضمنية او علنية رسمية بمشروعية الحراك وقيام دولة الجنوب المستقلة، بالاضافة الى بعض المكاسب الحدودية على الارض.
وبالاجمالي فان المملكة العربية السعودية لها الثقل الاعظم على مستوى الوطن العربي ولا ننسى ثقلها الدولي الاقتصادي وكل دول العالم يهمها استقارها، والمملكة العربية السعودية لها رؤيتها الخاصة في استقرارها باستقرار محيطها.
اخي الحكيم اشرت بذكاء الى نقطة معينة وهي بعض اسباب تخوف دول الاقليم من دولة الجنوب القادمة، واعتقد ان اهم تطمين لدول الاقليم هو وجود قيادة ميدانية موحدة للحراك تعلن بشكل رسمي بان دولة الجنوب تلتزم بالاتفاقيات التي وقعت بين قيادة دولة الاحتلال ودول الجوار بشان الحدود وكل الاتفاقيات الاخرى والتي لا تتصادم مع المصالح المشتركة لدولة الجنوب وشعبها ودول الجوار وشعوبها.
واخيرا اكرر شكري للاخ الحكيم الحكيم على الموضوع المهم للغاية
ولك جل التحايا التي تعبق بروائح حرية الجنوب
|