[شيخاوي]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فارس الصحراء

والله لوبتجيب مكبرات الدنيا كلها اخي سيف العدل
اليد ماهي يدها والدليل تخيل ان يدها امتدت الى
الاسفل طول اليد بطول البنت وقارن اليد اليسرى
التي اسفل الجك انها صغيرة جدا مقارنة باليمنى

طالما وأنت فارس الصحراء فأكيد نظرك متصحر لا يرى إلا السراب. طيب أبش لو أقلك أن الصورة حقيقية 100 % وكل الأبعاد طبيعية جدا واليد اليمنى بالضبط بنفس مقاس اليد اليسرى . تعرف ليش شفت اليد اليمنى مختلفة عن اليسرى ؟ السر كالأتي: أن عينك شبيهة جدا بالكاميرا فالكاميرا تلتقط أشعة الضوء من العالم الخارجي وتضغطها في حزمة ضيقة لتسقط على قطعة فيلم صغيره. وعينك تلم أشعة الضوء في صورة صغيره جدا بأبعاد قاع كرة عينك ومن هذه البقعة يرسل احد الأعصاب الصورة إلى مخك والذي بدوره يعرضها لعدة اختبارات عبر غرف العمليات المختلفة حتى يفسرها وبالتالي يفهم طبيعة الصورة المرسلة إليه. ولعلمك فان كل عين من عينيك ترى صوره للعالم مختلفة اختلافا طفيفا عما تراه العين الأخرى فالعين اليسرى تستطيع رؤية جزءا زايدا من الجانب الأيسر وكذلك ترى العين اليمنى جزءا زائدا من الجانب الأيمن . ولكن غرف عمليات المخ هي من تجمع هاتين الصورتين في صوره واحدة كما هي عليه في الطبيعة.
غير أنه عندما يكون هناك خلل عضوي أو تدخل إيحائي على عمل الدماغ فقد تبان الصورة على غير ما هي عليه بالواقع.
التدخل الإيحائي هو عند ما تغشش وتؤثر على عمل الدماغ أي عندما لا تكون محايدا في النظر للأشياء كما هي في محيطها فأن دماغك يستنتج ما أوحيت له به . والإيحاء يصدر من القلب .... وكما أثبت العلماء أن القلب هو من يوجه عمل الدماغ : فإذا عمى القلب عمى البصر كما جاء في قوله تعالى: (( أفلم يسيروا في الأرض فتكون لهم قلوب يعقلون بها أو آذان يسمعون بها فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور)) [الحج:46] وقوله تعالى: ((لهم قلوب لا يفقهون بها)) [الأنعام:179]

لذلك دعونا ننظر بقلوب برئيه ومحايدة إلى الصورة فماذا سيفهم دماغنا من الصورة المرسلة إليه؟ سيفهم الأتي: أنها صوره ريفية لأطفال ونساء وشباب بسيطين جدا لا تظهر عليهم مظاهر مدنيتنا الزائفة كلهم كالأسرة الواحدة منهمكون في انتظار قطرات الماء التي يجمعونها بأدوات الطبخ وبدبة الزيت....فدبة الزيت تستخدم لجلب الماء من أماكن بعيدة وعادة ما تعطى للأطفال ليجلبوا بها الماء. أطفال الأرياف لا يذهبون للروضة كما يعتقد المعلقون من خلف شاشات اللاب توب بل يقومون كالكبار ببعض المهام التي تتطلبها حياة الأسر الريفية. الصورة هي من أحد أرياف الجنوب العربي ومن لا يستطيع معرفة أرضه وأهله ولباسهم وملامحهم فيمكننا أن نعتبره عائش في جزر واق الواق وليس في لبنان أو أفغانستان أو العراق والذي أجزم بأن من أورد أن الصورة من أحد تلك البلدان لا يعرف عن تلك البلدان شئ وذلك ليس معيبا، غير أن المعيب أن لا تعرف أبناء بلدك .

وكذلك سأقول لكم ماذا رأيته في صورة الطفلة : أبرز ما وصل إلى دماغي من تلك الصورة هو ملامح الحزن في وجه الطفلة الذي يتقطع له القلب ويحزن من حزنه.... أين ابتسامة الطفولة البريئة...ماذا تقرأ ون في عيني هذه الطفلة .... هل تشبه أطفالكم ؟ بالتأكيد لا. ولذلك فلا عجب أن نسمعكم تقولون بأن الطفلة قد بدلوا لها عيون لتظهر بمظهر تلك العيون الحزينة!!!! لماذا تعتقدون أن الناس يمثلون عليكم ؟ هذه الطفلة لا تعرف أن صورتها البريئة ستكون عرضة لتعليقات من ينعمون بالثرثرة من وراء الكيبورد لأنها لم تشاهد قط الحاسوب الآلي ... همها الوحيد كيف توصل ما تحمله بعناء من الماء إلى أمها التي تنتظرها بشغف كبير لكي تعد القهوة لرجلها الذي يشتغل في الطين ( الحقل بلغة مثقفي الكيبورد)

من الصورة نرى كذلك هولا الناس الطيبون منهمكون في الحصول بصعوبة على مياه الشرب . وبالتأكيد لم يتجمعوا هناك لكي يلتقطوا صوره ويبدلون بها يد البنت كما بدر إلى البعض من المعلقين على الصورة.

هولا الناس لا يمثلون ولا يعرفون النفاق ولا يمتلكون عقول مشوهه كعقولنا. أنهم ببساطة ناس بسطاء يعيشون حياتهم الريفية الأصيلة كما هي وقد يقضون ساعات طويلة قبل أن يحصلون على كمية كافية من الماء.

السؤال الذي تبادر إلى ذهني المحزن حزن تلك الصورة هو ماذا حققته ثورتي سبتمبر وأكتوبر والوحدة المجيدة من انجازات في الجنوب لمثل هولاء الناس ، لمثل هولاء الأطفال ؟؟؟؟ الجواب يمكنكم أن تقر أوه في ملامح وجه تلك الطفلة البريئة الحزينة حزن أبناء الجنوب.


ملتقط الصورة كان موفق جدا في نقل حقيقة مشاركة أطفالنا في كنف الحياة ومشقاتها وتلك الطفلة التي بالصورة هي رمز عزتنا وشموخنا أنها قد تكون بنت شهيد أو بنت معتقل أو بنت مناضل من أبناء المناطق المحاصرة والتي تعرفونها جيدا . ولذا علينا أن نتأمل في الصورة أكثر مما ذهبت إليه أعيينا السطحية وعقولنا المعطلة وقلوبنا الميتة.