اولا ، دعنا نؤكد على حقيقة واضحة وردت في المقال الجميل هذا ، وهي التمييز بين الثوابت ، والمتغيرات .
والوحدة هي من الخيارات القابلة للتغيير ، فقد كانت تطرح يقوة كخيار لمعظم الجنوبيين ، ولكن لأنها لم تحقق طموحاتهم ، بل جلبت عليهم الدمار العظيم ، فقد أضحت الوحدة خارج خيارات ابناء الجنوب ، وصار الاستقلال او الانفصال هو البديل الحاضر في وعي الجنوبيين ،
والحقيقة ان هذا الرأي الذي اتبناه شخصيا مستندا الى ، تلك الاسباب التي اوردتها في مقالتك ،
فضلا ، عن ان الجنوبين قد اصيبوا بخيبة ، وفقدان للأمل ، في التأسيس لبناء وحدة حقيقية تقوم على العدالة والمساوة ، يكون فيها القانون والدستور هو النافذ والفاصل في قيادة مسيرة الشعب والوطن ، وترسخت في اذهاننا حقائق مفزعة وفضيعة عن هؤلاء القوم القابضين على الوطن بانهم ليسوا أصحاب قضية وطنية ، ولا يحملوا في ضمائرهم وفكرهم شيء اسمه الوطن والتنمية ، وأن ثقافتهم هي ثقافة وفكر الغنائم والنهب ، أما الشعب والوطن في نظرهم فاليذهب الى الجحيم .
ولذلك ، لا نعول على وحدة مرتقبة في المستقبل تكون لها مواصفات ورمانسيات تطرح من هذا او ذاك ، هناك حقيقة هي ان الحكم والسيطرة لفئة ومذهب محدد ورثت هذا الحق من أجدادهم منذ مئات السنين ، وان اي حديث عن دولة موحدة عصرية هو من قبيل تضييع الوقت لتدمير ما تبقى من تاريخ وهوية وملامح الجنوب .
|