عرض مشاركة واحدة
قديم 2010-07-08, 02:28 AM   #7
ألجزيرة نت
موقوف
 
تاريخ التسجيل: 2010-06-26
المشاركات: 41
افتراضي

قال لي أحدهم أن علي سالم البيض متخم بالهزائم والنكبات،هزيمة الوحدة الاندماجية إلى هزيمة حرب صيف94م إلى الغيبوبة السياسية على مدى 15عاما تعطلت معها كل قواه العقلية والفكرية، إلى أدائه الحاضر طيلة أكثر من عام في قيادة الحراك الجنوبي، مؤكدا أن البيض لا يفكر بل ينفذ أجندة أشخاص آخرين واقع تحت تأثيرهم.
صاحبي هذا تحدث عن المهندس حيدر العطاس وعن ديناميكية الرجل، وحيوية حركته وتصريحاته وقدرته على الإدهاش بإطلاق المبادرات والإتيان بالحلول وسلاسته و تعاطيه مع الفرقاء ومع المتغيرات، ولهذا فقد أطلقوا عليه صفة(مهندس الإنفصال) ،هو المهندس ولم يكن المنفذ وإلا لكان الوضع غير هذا- حسب رأي صاحبي-.
مؤخرا ظهر العطاس (مهندس) الإنفصال ليهندس للفيدرالية بمبادرته الجديدة، وكأنه قرأ رسالة المحيط العربي والدولي، بموقفهم الثابت مع وحدة اليمن،فأراد بها تحريك المياه الآسنة منذ أربع سنوات والبحث عن منفذ جديد وباب يجب أن يفتح، فلتكن الوحدة إذن ولكن بصيغة (الفيدرالية) ثم تحدث المهندس عن عشرة شروط باعتقادي ستكون أقسى على النظام في صنعاء من أصوات (فك الارتباط والاستقلال) التي يستثمرها لصالحه داخليا وخارجيا.
ولأن العطاس الأقرب لدول الخليج ويقيم في السعودية فإن مبادرته هذه تشبه إلى حد كبير ذات المبادرة التي كان قد قدمها للبيض قبل الوحدة وفي إطار مشروع الإصلاح السياسي والاقتصادي ، لكنها رفضت من قبل الأخير، وهي اليوم ربما تحمل بصمات هذا المحيط اللاعب المؤثر في عمق اليمن شماله وجنوبه، والمبادرة هذه بمثابة الفرصة الأخيرة للنظام قبل أن يأتيه الطوفان.
نعم أربع سنوات ونحن ( نعك) في شعار وحيد ومطلب جامد ( فك الارتباط) ويا ليتنا معه جمعنا أشلائنا الممزقة وأعضائنا المتناثرة، ليتنا وثقنا الروابط فيما بيننا، لتنا أقمنا الجسور فيما بين الجزر المفككة في أرخبيل الحراك الجنوبي، ليتنا فككنا المشكلة وبحثنا عن حلول تخرجنا من هذا التيه، أربع سنوات من مسيرة الحراك ونحن نعرض نفس البضاعة بنفس الطريقة وبنفس السيناريو والإخراج ونفس الوجوه نفس المظاهرة ونفس الخطاب والبيان والمتحدثين، لم نحاول التغيير لنحقق الرواج المنشود.
أخطأ الجنوب بالأمس يوم ذهب إلى الوحدة دون أن يتصالح مع بعضه ،فكانت النتيجة فاضحة بهزيمة94م واليوم تتكرر المأساة من جديد بمواجهة الوحدة بأشلاء ممزقة، وعقليات شمولية إقصائية.
قدرة القيادة على إحداث الانفراج .. على الإتيان بالجديد .. القدرة على الإتيان بعنصر المفاجئة.. على فتح أبواب الأمل وإشعال جذوة التفاؤل.. على زرع الثقة عند الأتباع .. على قراءة الواقع بعين ثاقبة واستشعار المخاطر ووضع الحلول.
القيادة بهذه الصفات هي التي تتربع القلوب قبل الكرسي، يسير الأتباع خلفها بسلطان القلوب والعقول قبل سلطات المنصب، والله الهادي
ألجزيرة نت غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس