[أبو عامر اليافعي]

اسباب كل هذه الحيرة تكمن في التناقض بين الشعارات والواقع .
فلا دعاة الوحدة وحدويون ولا دعاة الديمقراطية ديمقراطيون ولا دعاة الجمهورية جمهوريون.
ولا دعاة الاشتراكية اشتراكيون ولا دعاة القبيلة قبائل حقيقية ووو الخ.
تغيرت الامور والتطور العلمي المذهل سحق الكثير من المفاهيم والماديات طغت على الروحيات وحتى الروحيات نفسها مثل طبل اجوف تسمع ايقاعه وهو خواء.
اعتقد الناس ان الوحدة خاتمة كل الصراعات ومنطلق السلام والامان واكتشفوا انها بداية لصراع اخر اشد مرارة فتصور الحالة النفسية لانسان منهك القوى مدمر الحيوية عندما يكتشف ان المحطة التي وصل اليها ليست المحطة المستهدفة وانها بداية العناء المر .
تعبت الناس من الدماء ومن الحروب ومن الوعود الفارغة وادركت اخيرا ان الموت والدم سبيل جديد على نهر اكثر غزارة من الدماء .
الكثير من الجنوبيين استسلم للوضع وقبل الواقع على مضض ولا امل يلوح في الافق والجميع كان ينتظر لعل وعسى ولكن لم يات لعل ولا اتى عسى .
وفي وسط هذا الضياع الذي لم يتخيله المرء مسبقا حدث شيء جديد وامر جميل لم يكن في الحسبان ولم يصدقه حتى من اتى به .
انه الحراك الجنوبي الذي جاء عرضا ليقطع طول التيه والضياع والبلاهة .
الحراك قلب الامور راسا على عقب على الجميع وتناثرت الاوراق وتطايرت وساد الخوف مما قد ياتي وهذه الضجة الكبيرة والضوضاء الممتد .
هل هي فوضى خلاقة ؟
لا اعتقد ذلك لان التشكل القادم يفرض نفسه شيئا فشيء مستندا على حق انساني واخلاقي وتلك دائما تاتي منتصرة حتى وان عانت في اول الطريق والزمن والتوقيت لهذه الامر لايمكن التنبوء به لانه مرهون بظروف وشروط داخلية وخارجية وقد تصحو يوما على فجرا لايمكن ان تستوعبه او يكون في مخيلتك من قبل .
لك التحية اخي الصحاف.