8- ( أخبار من القسم الغربي)
(( أحمد القنع بين الحياة والموت ))
أياما مضت لا ادري كم هي ؟ ولا أدري حقيقة الأمر ما هو اليوم الذي نعيشه بل ولا ابالغ أن قلت لا ندري كم هي الساعة التي نحن فيها؟ تمر الأيام متثاقلة والأحوال هي هي لا جديد غير أن التحقيقات انتهت لم نعد نصعد إلى أدارة التحقيقات المملة والمزعجة لم أعلم خلال أقامتي في زنزانة الطارود الجنوبي رقم (5) أن أخواني وزملائي وأصدقائي صلاح السقلدي وفؤاد راشد معي في هذا المبنى في أحد أقسامه بل كنت أعرف أن أخي فؤاد معتقل في المكلا ولم أعلم حتى ان أخي صلاح السقلدي قد تم القبض عليه برغم ورود أسمه في التحقيقات التي تمت معي سوى في عدن أو في سجن الأمن السياسي في صنعاء وكانت أسألتهم الملحة حوله والمتكررة عن معرفتي به وكنت أقول لهم وهي الحقيقة إنني لم التقي صلاح إلا في ما ندر ولكني اسمع عليه في شبكة ألنت كأعلامي جنوبي ورئيس تحرير شبكة خليج عدن الإخباري ولقاءاتي به معدودة هذه ألقاءات أحداها في الوهط منطقة من لحج قريبة من عدن ومرة كذلك صدفة في السوق , في زنزانتي كنت من بين المعتقلين الجنوبيين ككل في هذ القسم الجنوبي من سجن الأمن السياسي في البدروم لوحدي فيما زملائي فؤاد وصلاح كانوا كما قالوا لي فيما بعد ـ بجانب بعضهم البعض في القسم الشمالي بدروم والقنع وفادي باعوم وحسين زيد قبل إن يطلعوا الاثنين ويبعدوهم من جنب القنع كانوا جيران بعضهم البعض في القسم الغربي بدروم نعم وحيدا لا أعلم شي عنهم عدى صوت أخي وصديقي أحمد القنع الذي يرسله بين الحين والآخر إلي مناديا بصوت عميق من بعيد وكأنه من عمق بئر فأنني لا أدري عن بقية زملائي أي شي فيا ترى من أي اتجاه يأتيني هذا الندى العميق من صوت أحمد القنع في ساعات الفجر الأولى حين تهدئ قرأت القراءن وترتيله من زنازين مختلفة بجواري لعل ما يؤنس وحدتي هنا في هذه الزنزانة خاصة بعد مرور أكثر من نصف شهر هو تخفيف حدة الرقابة على نافذتي التي كان يمنع فتحها وكذلك وجود أربعة مجندين جدد من محافظة أبين سلموهم المناوبة في هذا القسم وكانوا يسمحوا لبعض المعتقلين من القاعدة بإعطائي أكل , في بعض الأوقات انتهزت فرصة وجودهم وسألتهم عن القنع وكان قد بداء يشتد عليه مرضه الذي يعاني منه من سابق وهو ترسبات في الكلية الباقية لديه ـ للعلم انه أزال بعملية جراحية أحدى كليته التي أصيبت بفشل وتليف , كانوا يحدثوني عن مرضه وكنت أدعي له بالشفاء وفي مرة سمعنا في ساعات الفجر الأولى ( وهذا يحصل دائما لما يتعب أحد المساجين ) نعم سمعت صياح ودقدقة شديدة على باب زنزانة من القسم القريب منا وصوت أشخاص وصراخ لشخص يتألم بشدة وحالة ما يشبه الطوارئ لدى السجانين ومن ثم صوت زمار سيارة إسعاف ولم أعلم ان هذه الجلبة كلها كانت بسبب انهيار مفاجئ لصحة زميلي أحمد القنع على أثرها تم نقلة و إسعافه إلى أحد المستشفيات القريبة من السجن وهو في حالة إغماء شديد وفي الصباح جاء إلي أحد المناوبين السجانين من أبناء م / أبين وكان يبدوا عليه التعب والإرهاق الشديد وقال لي من نافذتي الصغيرة اليوم الفجر صاحبك تعب كثيرا وكانت صحته قد انهارت ولولا لطف الله كان انتهى صحت مش مصدق قلت قتلوه وكان يسكتني وإنا مش مصدق وأمسك بكم قميصه محلفا إياه هل عادة حي يرزق وجلس يقسم لي بأغلظ الإيمان انه سليم وأنهم أعادوه إلى زنزانته ولاحظ إنني مش مصدق ولكنه وعدني أنه في أقرب فرصة تتاح لهم سوف يخلوني أشوفه دون ما حد يعلم وكنت متخوف عليه فعلا وفي فجر اليوم الثاني أخرجوني من زنزانتي وهو خارج زنزانته بحكم انه مريض يتم السماح له بالجلوس خارج زنزانته والتقيت صديقي أحمد القنع وكان لقاء حار تعانقنا ولا أخفيكم أن الدموع جرت بين مآقينا دون أن نستطيع إخفائها كان لقاء مؤثر جدا لاحظنا تأثر الجنود حقيقة لاحظنا ذلك بوضوح بل أن أحدهم شاهدناه وهو يمسح عيناه , وقلت لصديقي أنني لم أصدق نفسي أن عادني يمكن أن أشوفه في يوم من الأيام وشرح لي ما جرى له مؤكدا أنه كان لا يعلم ما جرى له الا في المستشفى بعد إن عملوا له الإسعافات والتنفس الاصطناعي , نعم كان بين الحياة والموت ولكن ربنا لطف به مسكين أحمد دائما توقع له مشاكل مرضية فقد حدث له في ما بعد كذلك مشكلة في أحدى ركبتيه التي كانت تؤلمه فتم نقله إلى مستوصف وأجراء عمليه شفط مياه من ركبته وتم مع شفط المياه شفط المادة اللزجة التي تساعد مفصل ركبته على الحركة بمرونه (( ولذلك كان يقول لي من خلال فتحة صغيرة يطل علينا منها أثناء وجودنا في الشماسي في ما بعد بصوته القوي يقول : "يا أخي شفطوا ماء من ركبتي وشفطوا معه السليط وألان ما عاد أقدر أن اعطف ركبتي " ))
شوقي لرؤياك أيها الصديق البطل أيها الأسير الذي يعاني ويلات السجون وظلماتها أنت والبطل الصنديد السفير قاسم عسكر والذي قابلته في ما بعد ولنا حكايات جميلة وحكايات محزنة ستقرؤونها في الحلقات القادمة فكم هي مشاعر عمي قاسم فياضة وكم بكينا فرحا في زنزانته وكم حزنا وكيف كنت أهرب من زنزانتي في الدور الاعلى الذي انتقلنا إليه قبل رمضان بيومين كنت أهرب الى زنزانة عمي قاسم المجاورة وكم هتفنا وكم كان هذا الإنسان بجنوبيته وحبه للجميع ومشاعره الوطنية الكبيرة ووو والشامخ أبن الشامخ فادي باعوم شوقي لمقابلتكم والالتقاء بكم وانتم بين أخوتكم كم يحزني بقاءكم في هذه السجون كم يحزني بقاءكم في سجون الأمن السياسي الكريهة وفادي الذي لم التقية في السجن الا مصادفات قليلة سيأتي ذكرها وحتى لا أفسد عليكم المفاجآت .... أستودعكم الله والى اللقاء
