اليمن: تبادل الاتهامات بين الحكومة والحوثيين بإشعال حرب سابعة
2010-07-05
صنعاء - وهيب النصاري
اتهمت السلطات اليمنية جماعة الحوثيين بعدم التزامهم بتنفيذ البنود الست التي تم الاتفاق عليه لإيقاف الحرب وإحلال السلام في شمال البلاد، فيما نفى الطرف الثاني تلك الاتهامات وحمل السلطات مسؤولية تجدد المواجهات المسلحة بين الطرفين في محور حرف سفيان والإعداد لحرب سابعة.
وقالت مصادر قبلية يمنية: إن الاشتباكات تجددت بين قبائل مسلحين موالين للسلطات اليمنية وجماعة المتمردين الحوثيين في حرف سفيان بمحافظة عمران التي تبعد عن العاصمة صنعاء بحوالي (70 كم) صباح أمس الأحد بعد الاتفاق الأخير الذي وقع الأسبوع الماضي بين الطرفين لإيقاف المواجهات.
ومن جهته، اتهم مصدر في اللجنة الأمنية العليا اليمنية العناصر الحوثية باختراق وقف إطلاق النار في خط محافظتي صعدة وحرف سفيان صباح أمس الأحد. وقال: إن تلك العناصر خرقت وقف إطلاق النار وقامت بقطع الطرق والاعتداء على المواطنين، وحمل المصدر ذاته تلك العناصر مسؤولية هذا الخرق وما يترتب عليه من نتائج.
وعبر مصدر مسؤول في اللجان الوطنية المشرفة على تنفيذ النقاط الست عن أسفه لمواصلة العناصر الحوثية عملية التسويف في تنفيذ النقاط الست وآليتها التنفيذية. وما تم الاتفاق عليه في المحاضر الموقعة بين اللجان وممثلي تلك العناصر.
وقال المصدر ذاته: إنه رغم مرور أكثر من أربعة أشهر منذ إيقاف العمليات العسكرية بناء على إعلان العناصر الحوثية الالتزام بالنقاط الست، إلا أن تلك العناصر ظلت تماطل في تنفيذ كامل النقاط الست وتتنصل عن تنفيذ كافة ما تم الاتفاق عليه في المحاضر الموقعة بين اللجان الوطنية وممثلي تلك العناصر.
ودعا المصدر العناصر الحوثية إلى عدم التسويف والالتزام التام بالنقاط الست وآليتها التنفيذية وكل ما تم الاتفاق عليه مع اللجان الوطنية بما في ذلك البرامج الزمنية، وتمكين اللجان الميدانية التي تم تشكيلها من إنجاز مهامها دون عراقيل، منبها أن بعض تلك العناصر الحوثية رافضة لعملية إحلال السلام والتي تعمل على تقويض أي اتفاق يتم التوصل إليه من أجل ترسيخ الأمن والسكينة العامة وعودة النازحين إلى قراهم ومناطقهم والبدء في عملية إعادة الأعمار في محافظة صعدة.
وأكد المصدر أن اللجان الوطنية التي شكلها الرئيس علي عبدالله صالح حريصة على مواصلة أداء مهامها من أجل تعزيز جهود إحلال السلام.
ومن جهتها، اتهمت جماعة الحوثيين السلطات اليمنية بالتمهيد لحرب سابعة من خلال قيامها بالتصعيد الميداني وشراء الأسلحة وحملة الاعتقالات التي تشنها في صفوف أتباعهم وأنصارهم، وقال ممثل الحوثيين بحرف سفيان أبومالك: إن قيام السلطة بشراء صفقة أسلحة روسية مؤخرا دليل على عزمها خوض حرب سابعة، مشيراً إلى أن السلطة تحاول التملص من الاتفاقيات الموقعة معها من خلال اتهاماتها بخروق الاتفاق وغيرها.
ونقل الموقع الإخباري المستقل "نيوز يمن" عن أبومالك أن الاتفاق الأخير مع السلطات اليمنية والذي اشتمل على 22 بندا جديدا قد ألغى اتفاق البنود الستة الموقعة عقب إيقاف الحرب السادسة، مضيفا أن بندين تم الاتفاق عليهما، من تلك البنود أن يقوم الحوثيون بتسليم المعدات بالتزامن مع إطلاق المعتقلين وهو البند الرابع عشر من الاتفاق الجديد.
وأضاف أن السلطة لم تنفذ مطالبهم التي كفلها الدستور والقانون اليمني دون أن تلتزم بتنفيذ المطالب المشروعة منذ وقف إطلاق النار.
وعلى صعيد الحرب التي تشنها السلطات اليمنية على عناصر القاعدة قررت المحكمة الجزائية اليمنية المتخصصة في قضايا الإرهاب حجز قضية المتهمين منصور دليل ومبارك الشبواني المتهمين بالانتماء لتنظيم القاعدة إلى 6 يوليو الجاري للنطق بالحكم.
وفي جلسة أمس الأحد برئاسة القاضي محسن علوان استمعت المحكمة إلى المرافعات الخاصة بالنيابة العامة التي طالبت بإنزال أقصى العقوبات عليهما، وتتهم النيابة العامة الشبواني ودليل بالاشتراك في عصابة مسلحة للقيام بأفعال إجرامية استهدفت قيادات عسكرية وأمنية ووحدات من ضباط وأفراد القوات المسلحة والأمن والمعدات العسكرية ومنشآت حكومية وأمنية ومقاومة القوة العسكرية.
وحسب قرار الاتهام فإن المتهمين ضالعان في الهجوم الذي استهدف أفرادا من الجيش على متن شاحنة تحمل أسلحة وذخائر في محافظة مأرب نهاية يوليو العام الماضي، كما قام المتهمان مع آخرين من تنظيم القاعدة خلال محاولة رجال السلطة العامة القبض عليهم بقتل جنديين ومواطن وإصابة 6 جنود آخرين، وغيرها من التهم التي تستهدف قيادات أمنية وعسكرية في الفترة السابقة.