الإضراب الشهري ، ومحاولات إفشاله بالقوة .
ففي تاريخ 7 يونيو ساد إضراب شامل في بعض من المدن الجنوبية وعلى وجه الخصوص مديريات ردفان الأربع وطور الباحة بمحافظة لحج ومديريات محافظة الضالع الجنوبية ومناطق متعددة من محافظتي أبين وعل وجه الخصوص مدن لودر ومودية ومكيراس والمحفد وكذا في محافظة شبوة ومنها منطقة جردان النفطية وبلدة العرم ، حيث استجاب المواطنون لدعوات الحراك الجنوبي للقيام بممارسة حقهم في الإضراب العام والشامل تعبيرا عن رفضهم لسياسات السلطة تجاه القضية الجنوبية ... وتنفيذا لذلك الإضراب فقد أغلقت المحلات التجارية بشكل كامل ، وتوقفت الحركة العامة ابتداء من تمام الساعة السادسة من فجر يوم الاثنين السابع من يوليو حتى الساعة الثانية عشر ظهراً ، و بحسب ما ذكرته وكالة أنباء عدن فقد تعطل العمل كذلك في العديد من الدوائر الحكومية في تلك المناطق .
وعلى أثر تنفيذ أهالي مدينة الضالع إضرابهم العام لشهر يونيو ، فقد أصيبت المدينة بشلل تام في الحياة العامة .. إلاّ إنه وكرد فعل من قبل السلطة على نجاح الإضراب فقد أقدمت قواتها المسلحة على قصف عشوائي على منازل المواطنين ، قتل على أثره ثلاثة مواطنين والعديد من الجرحاء .. وهم الشهداء منير صالح ، عمادأحمد وعبد الوهاب عفيف .
وذكرت " وكالة أنباء عدن " بان الحركة العمة في غالبية مديريات محافظة أبين يوم الاثنين الموافق 7 يونيو قد أصيبت بالشلل التام ، وبدت مدينة "لودر" كبرى مدن المنطقة الوسطى مقفرة من أي حركة تجارية أو عمالية ، كما شهدت مديريات المحفد ومكيراس ومودية والوضيع وأحور وشقرة نجاحا مماثلا للإضراب . وفي مدينة جعار تمت استجابة المواطنين لتنفيذه بصورة فاعلة . كما إن مدينة زنجبار عاصمة المحافظة شهدت إضراب جزئي ، من حيث إن بعض من متاجرها قد أغلقت أبوابها بينما البعض الأخر قد فتحتها .
مسيرات ومظاهرات في بعض المدن الجنوبية ، تواجه بالقمع العسكري المسلح .
محافظة عدن .
ـ شهدت منطقة خور مكسر من محافظة عدن خلال الأسبوع الأخير من شهر يونيو احتجاجات شعبية واسعة ، تمثلت بخروج مئات من المواطنون للتعبير عن غضبهم لما أقدمت علية قوات السلطة من محاصرة حي السعادة وحي الأحمدي ، وإطلاق النار على منازل المواطنين والقيام باعتقال أعدادا منهم ، وإقدامهم على قتل أحد شباب الحي بعد تعذيبه أثناء التحقيق ..
ففي يوم الخميس الموافق 24 يونيو أقدمت قوات من الأمن السياسي تدعمها فرق من القوات المسلحة على محاصرة حي السعادة والمناطق المجاورة له وتطويقها عسكرياً ، ومن ثم قيام قوات الأمن السياسي بمداهمة منازل المواطنين بحجة البحث عن مطلوبين لهم علاقة بحادثة الهجوم على مبنى الأمن السياسي في منطقة التواهي يوم السبت الموافق 19 يونيو .
وقالت مصادر محلية لـ" وكالة أنباء عدن " إن أفراداً من الأمن المركزي أطلقت النار بشكل عشوائي بالأسلحة الخفيفة على منازل حي السعادة في خور مكسر وحي الأحمدي المجاور له ، مما أدى إلى إصابة عددا من المواطنين .
وذكرت الأنباء إلى أن قوات الأمن السياسي داهمت منازل الحي وتم اعتقال ستة عشر من الأهالي منهم عضو المجلس المحلي لمديرية خور مكسر عبد النبي محمد صالح الحفري الملقب (مدرم) وأخيه خالد محمد صالح وكذا الشاب أحمد درويش ، وعلاء النخعي ، محمد النخعي ، زاهر النخعي ، عادل النخعي ،
وليد مقناش ، مازن ناصر وإياد ناصر وغيرهم من الشباب الذين من بينهم أيضاً عددا من القصر الذين لا يتجاوز عمر بعضهم الـ12 عاما.
على أثره خرج المئات من مواطني حي السعادة في تظاهرة بعد صلاة العشاء من نفس اليوم .. تم خلالها إحراق إطارات السيارات وقطع طريق كورنيش ساحل أبين ، احتجاجا على ممارسات السلطات الأمنية و العسكرية المستفزة ، والتي تعتبر عدوان غير مبرر تجاه مواطني الحي .. كما قامت مجموعة أخرى من المتظاهرين بقطع إحدى الطرق بين أحياء خور مكسر ومدينة كريتر باتجاه فندق عدن من حي المرور وحي السلام وأحرقت إطارات السيارات.
وذكرت (( وكالة أنباء عدن )) بان وحدات أمنية قامت بقمع التظاهرتين بإطلاق الرصاص الحي والغازات المسيلة للدموع و مطاردة نشطاها بين أزقة أحيا المنطقة .
وعلى أثر توالي أنباء وفاة الشاب أحمد درويش على يد قوات الأمن السياسي ، وهو أحد شباب حي السعادة الذي تم اعتقاله في تلك الحملة العسكرية ، خرج مواطنو الحي في اليوم التالي الجمعة 25 يونيو بتظاهرات ساخطة وغاضبة ، منددين بجريمة قتل الشاب أحمد درويش ، والمطالبة بمحاسبة مرتكبي تلك الجريمة النكراء .
ـ وفي حي العريش من منطقة خورمكسر خرج يوم السبت الموافق 26 يونيو الأهالي بمظاهرة تضامنية غاضبة على قيام القوات الأمنية بتعذيب الشاب أحمد درويش أثناء التحقيق معه مما أفضى به إلى الموت .. وقد أقدمت السلطات على قمع تلك التظاهرة التنديدية ، مستخدمة الغازات المسيلة للدموع وغيرها من أدوات القمع الأمني .
ـ وفي منطقة ( كود قرو ) الواقعة في منطقة البريقاء من محافظة عدن ، تعرض المواطنين الذين تجمعوا احتجاجا على قيام آليات مصفاة عدن بالعمل على أرضيهم ، دون موافقتهم .. تعرضوا بتاريخ 30 يونيو لإطلاق ناري قامت به أطقم عسكرية ــ كأسلوب لتفريق تلك التجمعات الاحتجاجية ــ ، من ثم قيام وحدات من الأمن المركزي مساء بمداهمة منازلهم ، واعتقال عددا منهم . وسبق أن أقدمت قوات الأمن الحكومية يوم الأربعاء الموافق 16 يونيو على قمع اعتصام قام به نساء وأطفال منطقة كود قرو احتجاجا لعمليات سلب تتعرض لها أراضي مملوكة لهم .
وذكرت " وكالة أنباء عدن " بان قوة أمنية داهمت الاعتصام مستخدمة أعصية ذات صواعق كهربائية في مواجهة النساء المشاركات ، مما تسبب في صعق امرأة وتدعى عليا محمد بليم 42 عام وهي زوجة الشيخ صالح عوض قرو ، على أثره تعرضت للإغماء ونقلت إلى مستشفى 22 مايو بمديرية المنصورة .
ـ على أثر إعداد موظفو وعمال ميناء عدن بتنفيذ اعتصام سلمي بالقرب من جولة كالتكس في منطقة المنصورة من محافظة عدن للمطالبة بتحسين أوضاعهم المعيشية ، أقدمت قوات الأمن يوم السبت الموافق 5 يونيو باعتقال تسعة من موظفي وعمال الميناء وهم بحسب ما أوردته " وكالة أنباء عدن " محفوظ محمد أحمد ، محمد أمين ، خالد عبد الرب ، توفيق أحمد محمد ، مازن طه عبد الحميد ، حسين الشبيلي ، منير سعيد ، عبد الله علي عامر وفضل السيد . وقد اجبروا جميعا على التوقيع على تعهدات خطية بعدم المشاركة في أية إعتصامات قادمة .