الاخ عربي امريكي .. تحيتي واحترامي
الحقيقة موجعة كما يقولون .
ومقالك هذا حمل الحقيقة الموجعة ، التي نقف أمامها عاجزين على نزع مخالبها من جسد الوعي العام الجنوبي
لكن ،، المهم في الأمر ان نستطيع بداية تشخيص الحالة المؤلمة ، ونضع أيدينا على العلة او الجرح ..
ونتفق جميعا ان مشكلتنا الاولى هي هذا الموروث الذي يرفض ان يغادر عقولنا ،،
التعصب الاعمى ، الانانية ، انكار الآخر، عدم الاعتراف بالاخطاء ...
وقائمة طويلة من مثالب وآفات الفكر والتفكير ..
هذه الآفات تراكمت على مدى عقود طويلة من السنين ...
وبذلك لا نتوقع ان تذهب بمجرد ان نقرر إزالتها ،،
أعود الى فكرة الحل الذي تقترحه .. وهو تنشيط الوعي النخبوي للقيام بدوره ..
قد نبدأ اليوم .. وهذا أمر مهم .. وطر يق الالف ميل يبدأ بخطوة ..
ولكن نحن أمام أوضاع تتسارع فيها الاحداث وتشتد ضرواتها
والمجتمع الجنوبي بكل أطيافه يتعرض يوميا لخلخلة اركانه وتهديد لكيانه
.. الغير متماسك اصلا ..
والوقت لا يسعفنا لبناء ثقافة عامة تنقذنا مما نحن فيه ،،
والثقافات تبنى وتؤسس وترسخ بعملية تراكمية تستغرق وقت طويل من السنين .
ولذلك على النخب المثقفة والمستوعبة لطبيعة الظروف والأوضاع أن تبادر الى توجيه
اصحاب القرار الى مكامن الخطر المحدق ، ومسالك الفشل والنجاح ، ومحاولة توجيه الوعي العام ،
بالقدر الذي يحفظ للقضية مصالحها العليا .
النقطة الآخرى في مقالك ، عن القيادات في الخارج ، برأيي أنها تؤمن بأن الداخل هو من يحدد مصير قضية الجنوب ، وهي تتمنى أن يخرج الحراك من حالته المبعثرة الحالية الى حالة أخرى في إطار واحد قوي ، ويمضي نحو هدف الاستقلال وتحقيقه .
ولكن هذا العبث الذي يجري في الجنوب وهذا التشتت والتبعثر والانقسامات اللا منطقية ..
وما نراه من تناقضات وتبيانات فكرية عدمية ... كل تلك الصور المقيتة هي التي أفقدت الحراك ثقة
قادة الخارج به .. وأعني العطاس وعلي ناصر ..
تقبل أطيب تحياتي
|