عرض مشاركة واحدة
قديم 2010-07-03, 11:23 AM   #1
عميد الحالمي
قلـــــم فضـــي
 
تاريخ التسجيل: 2010-04-16
الدولة: الجنوب العربي
المشاركات: 2,128
افتراضي حكاية الطلاب الاربعة!! ( بقلم : شفيع العبد)

[email protected]

الإهداء إلى المظلومين : حبيب – شرف – وافي – عسكر.

فاصلة أولى:

"من يقع في خطأ فهو إنسان ومن يصر عليه فهو شيطان"!!

· لا يختلف اثنان على إن رئاسة جامعة عدن قد تخلت عن "بدلتها" الأكاديمية واستبدلتها بأخرى شبيهة بتلك التي يرتديها العسكر. وعملت جاهدة على تحويلها إلى ساحة لإصدار الأحكام العقابية بحق من تراهم يخالفونها الرأي والاتجاه والانتماء.. أحكام تخالف اللوائح وتحرم المتهم من حقه في الدفاع عن نفسه أمام "مجلس تأديبي" كما تنص لوائح الجامعة على ذلك..أحكام قائمة على مظنة التهمة بهدف كسر إرادة هؤلاء الطلاب الباحثين عن الحرية الثابت الوحيد في دنيا الإنسان، والمحاطة في هذا الوهم المسمى مجازاً "وطن" بأسلاك شائكة وضعها أصحاب المصالح أمام طريق الحرية وصفوها بـ "الثوابت الوطنية".

· الطلاب الأربعة " وافي – حبيب- شرف- عسكر" صدر بحقهم قرار رقم (5) لعام 2009م بتاريخ 27/5/2009م بناءً على قرار مجلس الجامعة رقم (91) لعام 2009م، قضى في مادته الأولى بتوقيف قيد الطلاب وافي – حبيب –عسكر لمدة سنتين، بينما قضى في مادته الثانية بفصل الطالب شرف باعباد. بتهمة إثارة الشغب في بعض كليات الجامعة.

· الطلاب المتهمون بإثارة الشغب أكدوا في حديثي معهم أنهم لم يمثلوا أمام المجلس التأديبي للدفاع عن أنفسهم وتفنيد التهمة الموجهة إليهم وتفاجئوا كغيرهم بصدور القرار العقابي. صدر القرار بينما كان كلاً من (شرف و وافي) يقبعان في سجن البحث الجنائي بمعسكر طارق بمحافظة عدن للفترة 7/5-10/6/ 2009م. وهذه واقعة أخرى تكشف حقيقة إن القرار سياسي بحت، وان جامعة عدن باتت مرتبطة بالمطبخ السياسي للحاكم، وان هناك من يعمل على إفراغها من مهمتها الأساسية وتحويلها إلى فرع تابع لذات المطبخ يفكر بعقليته ويستخدم ذات التهم والأحكام في مواجهة الطلاب.

· ذات يوم كنت ماثلاً أمام رئيس المحكمة الجزائية المتخصصة بعدن القاضي "محمد الأبيض" بمعية شرف باعباد وآخرين بتهمة المساس بالوحدة.. الوحدة التي باتت معمدة بالوهم..بعد إن قتلوها وعمدوا قتلها بالدم.وصرنا نردد مع الشاعر: "واليوم ماتت عظم الله اجركم..ياذي قتلتوها ادفنوها وسط طين".. وعند نهاية الجلسة عرض شرف باعباد قرار فصله من الجامعة على القاضي الذي قال بعد اطلاعه عليه : "والذي نفسي بيده انه قرار باطل، ولوكنت قاضي لمحكمة المخالفات الإدارية لحكمت ببطلانه من الجلسة الأولى"!!.

· إذا هؤلاء الطلاب ليسوا ضحايا لإثارة الشغب كما تدعي الجامعه، بل أنهم ضحايا لنزغ سياسي حاكم للجامعة، يريد من خلالهم توجيه رسالة لمن يفكر في ممارسة حقه في التعبير عن الرأي وممارسة النضال السلمي، كما هو معمول به في كثير من جامعات العالم والتي تعد بوابة لتغيير الأنظمة البوليسية القمعية. وحرياً بجامعة عدن إن تعيد النظر في قرارها بما يمكن الطلاب من إكمال تحصيلهم العلمي، وان تتخلى عن عنادها وتتراجع عن خطأها.

· واليوم في زحمة النفس المناطقي الذي باتت تتنفسه كثير من المنظمات العاملة في مجال الحقوق والحريات، وكثير من الصحف التي تدعي بحثها عن الحقيقة غابت قضية هؤلاء الأربعة، وجعلوا من الانتقائية والغربلة مبادئ أساسية للتعاطي مع الانتهاكات التي تطال حقوق الإنسان وحرياته وطلاب جامعة عدن مثالاً، حيث صنعت هذه المنظمات وتلك الصحف من هذا الطالب او ذاك بطلاً بينما غيبت قضية الطلاب الأربعة الذين هم بأمس الحاجة للتضامن كفعل أنساني لا يرتبط بالجغرافيا والهوية والصحوبية، وليس هناك مجال للمقارنة بين الأفعال التي بموجبها عوقبوا بالحرمان من إكمال تعليمهم، الأمر الذي يكشف زيف ادعاءاتهم ويسقط عنهم ورقة التوت ويضعهم في ذات الخانة السوداء جنباً إلى جنب مع القائمين بالانتهاك. وبدورنا لا نقر الانتهاكات بحق الآخرين ولكن الاستغراب يتملكنا من الفعل التمييزي الفاضح الذي انجر إليه هؤلاء..واللي على رأسه بطحى يتحسس عليها.

· فصبراً عشاق النضال السلمي والباحثين عن الوطن " حبيب – شرف – وافي – عسكر"..فبشارات الغد بدأت تلوح في الأفق الجنوبي!!.

· فاصلة أخيرة:

أولى لك أن تتألم لأجل الصدق.. من أن تكافأ لأجل الكذب.
((عدن 28/يونيو/ 2010م))
عميد الحالمي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس