عرض مشاركة واحدة
قديم 2010-07-03, 05:25 AM   #12
أحمد الربيزي
قلـــــم فعـــّـال
 
تاريخ التسجيل: 2008-04-28
المشاركات: 764
افتراضي

تابع ..

معين المتوكل :

صحوت من نومي الثقيل على يوم جديد ربما أو ربما إن ذلك اليوم هو نفسه باعتبار إن الزمان في هذه الزنزانة قد توقف عند دخولنا إليها وجدت بعد صحوتي بعض المأكولات التي تم قذفها لي من مينائي الوحيد وهي من جيراني الذين يرحبوا بجارهم الجديد نافذتي مغلقة و كل النوافذ مغلقة تسمع آهات من بعيد وهناك من يقراء قرءان تسمع صوته وترتيله الجميل يولد فيك شعور بالرهبة والحنين في آن
بعد أيام لا أدري كم ؟ بداء الضغط والحصار المشدد يقل ولكنه لم ينتهي أو قد يتفاوت أما بحسب نفسية السجان أو بتغيير السجان بسجان أقل حدة بالنسبة لي كانت القناعة بما كتب الله علينا هي ما كنت أسلي نفسي بها كما وهذه ليست مبالغة ولا تندرج ضمن المزايدة التي قد يتهمنا بها بعض في حقيقة الأمر أن حجم القضية التي اعتقلنا عليها تجعلنا مقتنعين وصابرين بوضعنا في هذه المعتقلات بل وجعلنا حتى أقويا في تعاملنا مع السجانين والمعتقلين من القاعدة والحوثيين الذين نشعر بتقارب بيننا في المعاناة , بدأت بالتعرف على بعض الجيران من المعتقلين وكان التعاطف الذي شعرنا به في وجوه المعتقلين من أصحاب الحركة الحوثية كبير فقد كانوا يرموا لنا من نوافذنا وبسريه بعض الأطعمة التي تأتيهم من خلال الزيارات الأسبوعية لهم نعم بسريه فهذا ممنوع ومحظور ولو أكتشفهم السجان يسارع لوضع قيود على إقدامهم
تعرفت على شاب في منتصف عقدة الرابع متين وسيم الطلعة وتبدو على وجهه بقايا نعمه ضمرت نسبيا من سنينه الثلاث التي قضاها في هذه الزنازين وهو رجل خلوق أسمه (معين المتوكل )، وجدنا فرصة بسيطة نتكلم أثناء غياب السجان وهذا الشاب الذي تعرض للكثير من التعذيب عندما كان معتقل في زنازين البحث الجنائي وكذلك في سجون الأمن القومي هذا الشاب المحسوب على الحوثيين ينتمي إلى منظمة حقوقية كان يكتب على معاناة أهلة من آل البيت الذي تعذبهم السلطة الغاشمة كتب وكتب وأدى واجبه ليخوض فيما بعد التجربة نفسها التي كان يكتب عنها وينبذها واكتوى من نيرانها
ما زلت أتذكر (معين) الذي ساعدني كثير ووفر لي كل ما يحتاجه المعتقل الجديد حتى أعطاني من ملابس قميص محترم بديلا عن القميص الذي صرف لي وقد تشطط في الأسبوع الأول
مازلت اذكره عندما كان يرمي لي من أكله ما يستطيع ويرمي لي صحيفة الثورة والتي هي فالأصل ممنوعة عن المعتقل الجديد برغم ان تصفحها يدخل ضمن عذابات السجن إلا أنها كانت مرغوبة في تلك الأجواء مازلت أتذكرة وهو الشاب الذي أمرضه التعذيب إلى درجة لا يستطيع إن يتحملها بشر إن يروي لي الطرق المبتكرة التي مارسوها وتفننوا فيها لتعذيبه كنت أبكية وابكي نفسي سرا .
هكذا كان هذا الرجل وهكذا كانت الزنزانة التي يتبدل الجيران من حولها ويذهبون لا ادري إلى أين وهي باقية على ساكنها ألحراكي الجنوبي نعم نقلوا من جنبي معين المتوكل ولم يعد لدي صديق ولكن سرعان ما أتى صديق وراء صديق ورحل صديق ولكلا حكاية وو..

وسنعود ...

التعديل الأخير تم بواسطة أبو عامر اليافعي ; 2010-07-10 الساعة 05:29 AM
أحمد الربيزي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس