بسم الله الرحمن الرحيم
6- ((الزنزانة رقم (5) تحت الأرض ))
عندما يتوقف الزمن :
هنا في الزنزانة رقم (5) يتوقف الزمان وينفصل من متلازمة الأبدي المكان وهنا لا اقصد الزمان المكان في بعده الكوني الفلسفي ـ أن صح التعبير ـ الذي أكتشف الفلاسفة العظام في القرون التي خلت وكل ما أقصده ببساطة السرد القصصي لمعاناة عشناها وفيها انعدم عندنا الإحساس بالزمن من حيث عدم الشعور به وبمروره وذلك لثقل الساعات وبطئ دوران عقاربها التي كأنها قد توقفت في هذا الحيز الرهيب ذو الأمتار الأربعة والذي تتساوى فيه ساعات ليلة بنهار لأسباب كثيرة فضوء هذه الزنزانة وهو المصدر الوحيد عبارة عن مصباح كهرباء ( لامبه ) ترسل ضوءها الأصفر وتجعل الزنزانة رقم (5) صفراء بلون التعاسة في كل أوقات اليوم لا تتغير ومن ناحية عدم انتظام النوم فقد تصحو في أي وقت وأنت لا تدري أنت في أي وقت وفي أي يوم وفي أي فصل وفي أي عام خاصة لو نسيك السجان الذي يفتح لك لتزور الحمام وهو المسموح الوحيد بزيارته هنا وبانتظام أثناء أوقات الصلاة لتأخذ راحت في الخمس الدقائق الممنوحة لك لتتوضاء للصلاة وهي مناسبة ربما لتعرف الوقت وقت الصلاة وأظن إن السبب الوحيد ربما لاختلاف عدد الركعات في كل وقت من أوقات الصلاة
الزنزانة رقم (5) هو عنواني قد ربما هنا يكون السجن مختلف عن ما سواه من السجون التي نقرا عنها ونشاهدها في الأفلام العربية فهنا لا توجد أرقام يحملها السجين هنا أنته لوحدك في هذه الزنزانة وهي اسمك وعنوانك لكن أنت ألان الهدف لجيرانك الأشباح الذين تسمع أصواتهم من عدة اتجاهات الكل يريد يعرف من أنت ؟ الكل يريد إن يتكلم معك في الفرص المتاحة عند غياب السجان لكن السجان مشدد عليك وأنت الأكثر استهدافا لمراقبته وهو الأكثر حرصا على محاصرتك هكذا يبدو لي , وطالما أنت الجديد فالإصرار يكون أشد على معرفة هذا المجهول من أي داهية جاء إلى هنا وما هي قضيته ؟ هذه الأمور كلها وضعتها خلف جسدي المتعب ووضعت راسي على ساعدي الأيمن وافترشت بقايا فراشي العاري من غير لباس والمبتور من النصف الأسفل ورقدت في ما تبقى من نهار الأول من يونيو 2009م والذي انتهى عنده التوقيت والتاريخ .
يتبع ..