عرض مشاركة واحدة
قديم 2010-07-01, 04:12 AM   #8
بائع المسك
قلـــــم فعـــّـال
 
تاريخ التسجيل: 2009-10-08
المشاركات: 630
افتراضي

الأخ الفاضل / أبو عامر اليافعي : فيما تفضلت فيه بشأن إبداء الاقتراحات حول الحوار الذي دعا إليه الأستاذ / احمد عمر بن فريد ، فأود أن أنبه إلى بعض أساسيات ومقدمات نجاح أي حوار استكمالاً لما قد أشرت إليه بتعليق سابق في هذا الموضوع لان هناك ــ حسب ملاحظتي لتجربة الحوارات السابقة ــ مفاهيم وسلوكيات خاطئة كانت هي سبب فشله ووأده قبل أن نرى نتائجه بالواقع وعليه فإذا أردنا الخروج بنتائج واقعية ملموسة لهذا الحوار فإنه يلزمنا تصحيح تلك المفاهيم والسلوكيات الخاطئة والتي منها إيجازاً :.
1)الحوار قيمة أخلاقيه وحضارية سامية يستند على مبدأ أنساني راسخ هو القبول بالآخر المختلف والإقرار بحقه الطبيعي في اختيار نمط وطريقة وأسلوب مواقفه الفكرية والمسلكية إزاء أفكار ووقائع وأحداث محيطه الاجتماعي ، بكامل حريته واختياره بما يراه يلبي مصالحه ويشبع رغباته الروحية والمادية ، ومتى استوعبنا هذا المبدأ سندرك حينها أن الحوار هو وسيله لتحقيق غاية إنسانية راقيه هي ترسيخ وتشيد روابط الالتقاء والاتصال والاجتماع الإنساني بين طرفيه من خلال تحديد هدف أو قاسم مشترك اكبر (مصلحة عليا) يستوجب تضحية من الطرفين ببعض مصالحهما الخاصة والآنية في سبيل تحقيق مصلحتهما العليا تلك . وانطلاقاً من هذا الفهم للحوار ، فإنه يجب تصحيح المفاهيم السائدة اليوم بشأن الحوار الجنوبي والتي منها :
1)جعل الحوار بصورة جدال وصراع يحاول فيه كل طرف أن يغلب الآخر ويفرض عليه قناعته ورأيه من خلال حشد كل إمكانياته وحججه وأسانيده التي تدعم وجهة نظره وتسفه وتقلل من رأي ومعتقد الأخر ولو استدعى الأمر لجمع حبال كذبه وحيله للإيقاع بالآخر واستدراجه على نمط برنامج الاتجاه المعاكس ، فهناك فرق بين : الجدال المنهي عنه شرعاً في مواطن عديدة وبين الحوار كقيمه عقائديه وحضاريه راقيه تهدف إلى إيجاد أرضية خصبة للعيش المشترك ، كما أن هناك فرقا بين من يذهب إلى الحوار لغرض فرض أجندته وراية ومعتقداته على الطرف الآخر وبين من يأتي إلى الحوار لطرح راية ووجهة نظره للنقاش والتمحيص والمقارنة مع رأي الآخر للوصول إلى رأي مشترك يجمع مميزات ومحاسن جميع الآراء المطروحة في الحوار بغض النظر من طارحها .
2)إصباغ القضايا الحوارية الوطنية بصبغة شخصية جهوية أو مناطقية أو حزبية ، فهناك فرق بين من يأتي إلى الحوار وفي ذهنه وضمن أجندته الحوارية موقعه الشخصي أو الحزبي أو موقع حزبه أو قبيلته أو منطقته من النتائج أو الأوضاع المطلوب معالجتها في ذلك الحوار ، وبين من يأتي وهو واضع نصب عينيه وفي مقدمة أجندته قضية شعبه ووطنه التي تسمو وتعلو على كل ما هو دونها من قضايا أو مصالح جهويه مناطقيه شخصية حزبية دون أن تلغيها أو تتجاوزها بل أن سموها وعلوها نابع من كونها إطاراً جامعاً وشاملاً لما هو دونها من قضايا ومشكلات وتهدف إلى حلها ومعالجتها على قدم المساواة دون تمييز وانتقاء ..
3)الانطلاق من أحقاد الماضي وتناقضاته لمعالجة قضايا الحاضر وبناء المستقبل ، فهناك فرق بين من يأتي إلى الحوار لتصفية حسابات الماضي مع أعدائه بالأمس أو لإثبات إدانتهم وتعريتهم كرد اعتبار له عما ارتكبوه ــ حسب تصوره ــ من أخطاء قبله .. وبين من يأتي إلى الحوار متسلحاً بتجارب وعبر الماضي المريرة ليؤسس على ايجابياته مداميك الحاضر وأعمدة المستقبل
4)المطلع النبيه على واقع حالنا اليوم سيدرك سبب استهلالي بمقدمات الحوار الأنفة الذكر ، ذلك أن تلك المفاهيم الخاطئة تكاد تكون مسيطرة على كل مساعي الحوار بين الجنوبيين وهي سبب فشل وتعثر تلك المساعي ، وحتى تتضح لكم الصورة أكثر فهناك من يفسر دعوة الأستاذ / احمد عمر بن فريد للأستاذ / يحيى غالب لحوار علني عبر منتديات الضالع وتحديده لمسألة ازدواج الارتباط بين الحراك والأحزاب المرتبطة بصنعاء كمدخل لذلك الحوار ، يفسر ذلك بأنه قصد من دعوته تلك إحراج الشعيبي ليس إلا خصوصا أن رأيه معروف بشأن تلك المسألة وقد عجز في حواره السابق في هذا المنتدى من تقديم مبرر منطقي لتمسكه بحزبه ، لأجل ذلك وجدت نفسي مضطرا للاستهلال بالمقدمة السابق ذكرها ، ولأجل تجاوز هذه الأوهام والشكوك يجب بنظري أولا إدراك أساسيات الحوار السابقة وثانيا اقترح لإنجاح الدعوة التي أطلقها ابن فريد الآتي :
1)عدم حصر الحوار مقدما بين شخصين أو ثلاثة أو أكثر بأشخاصهم أو صفاتهم فلا يسمى مثل هذا حوار ــ بنظري ـــ وإنما تداول للرأي والمشورة حول مسألة معينة أو عدة مسائل لاقتراح حلول لها.
2)نجاح الحوار يقتضي أن يكلف شخصين أو أكثر برئاسة الأستاذ أبي عامر للتنسيق مع هيئات الحراك بالداخل والخارج لاختيار ممثل عن كل منها في هذا الحوار بالإضافة إلى شخصيات مستقلة ومتخصصة يتم التنسيق معهم من قبل لجنة التنسيق للمشاركة في هذا الحوار ..
3) تتولى لجنة التنسيق اقتراح قضايا أو نقاط الحوار وترتيبها وعرض ذلك الاقتراح على الأطراف المشاركة وغيرهم لإبداء أي ملاحظات عليها ثم الخروج برأي نهائي حول نقاط الحوار وترتيبها في النقاش..
4)تتولى لجنة التنسيق وضع جدول زمني للحوار حول كل نقطة من نقاط الحوار ، ويثبت موضوع لما يدلي به المتحاورون لا يشاركهم فيه غيرهم ، ويثبت موضوع آخر لتعليقات ومناقشات الأعضاء حول ما يطرحه أطراف الحوار وغير ذلك .
5)ختاماً قد يرى البعض بأني بالغت في المقدمات والإجراءات المطلوبة للحوار المقترح ولكني أرى أن ما اقترحته ليس إلا خطوطا عريضة لإدارة حوار ناجح حول قضية الجنوب لأنها أكبر من أن تعالج متطلباتها ومشكلاتها في حوار ارتجالي غير منظم ولا منسق ولا يحمل هدف أو غاية ، ولا اعتقد أن هذه المهمة كبيرة أو فوق قدرات منتدى الضالع الذي يعد بحق أكبر صرح إعلامي جنوبي حاليا ولديه من الكفاءات ما تمكنه من تولى أكبر من مهمة إدارة حوار وطني جنوبي .. وفي جميع الأحوال فطرحي هذا مجرد رأي يحتمل الخطأ والصواب .. للجميع تحية
بائع المسك غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس