عرض مشاركة واحدة
قديم 2010-06-30, 12:21 AM   #3
أحمد الربيزي
قلـــــم فعـــّـال
 
تاريخ التسجيل: 2008-04-28
المشاركات: 764
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم






2- (العريس الشاب والزنزانة الحمراء)






كانت سيارة الأمن السياسي تهوي بنا باتجاه طريق المعلا تواهي وكنت قبل إن يختفي منظر قريبي الذي تركناه حائرا مذهولا نظرت إليه وكأنها نظرة استغاثة أخيرة كغريق أنهك من شدة المقاومة ليصعد إلى سطح الماء ليأخذ آخر نفس يستطيع استنشاقه وقد يفهمها قريبي الذي وضع في موقف لا يحسد عليه وهو الإنسان المناضل الكبير الذي خاض نضالاته وهو في أعز شبابه في جبال فحمان وفي زنجبار وفي المنطقة الوسطى مع ألكوكبه العظيمة من مناضلي ثورة 14 أكتوبر 63م أنه الخال الوالد محمد صالح الجعري فسلاما عليك أنت ورفاق دربك ممن ناضلوا في عموم مناطق الجنوب فمنهم من قضاء نحبه ومنهم من ينتظر , إن السرعة التي كانت تقطع بها هذه السيارة الطريق القصير الى (الفتح ) لم يكن كافيا ليقنعني بسرعة مرور هذه الدقائق التي كانت دهرا على كاهلي قلت لهم وقد أخذوا هاتفي ومحفظتي وفتشوني : أنا مخطوف من قبل من ؟ من أنتم ؟ واستأذنتهم أن امضغ القات لو أن المسألة سوف تمر دون ضرب لأنني لا أريد إن يختلط القات بالدم فقالوا: لا عيب هذا الكلام هذه أساليب قديمه...و قالوا : أتعبتنا منذ أربعة أيام ونحن نلاحقك وكنا على وشك اقتحام منزل صالح طاهر الذي كنت تقيل فيه



قلت لهم : على ماذا ؟ وماذا عملت ؟ وقلت لهم : لو كنتم فعلتم هذه الحماقة في منزل بن طاهر لن يخرج شخص منكم الناس لن يسمحوا باقتحام منازلهم بكل سهوله ودارت أحاديث أشبه بمجادلة وكان أحدهم يتكلم في هاتفه ليبلغ جهات عديدة بأن المهمة انتهت وعليهم العودة ومكالمة أخرى تدل على إن المتحدث من الجانب الآخر شخصية قياديه يتم تبليغه إن العملية أو هكذا نجحت .



في سجن الفتح أخذوا حزامي و( المشده ) ومائة ريال كانت في جيبي وأدخلوني (الزنزانة الحمراء) كما قال لي باسمها الشاب الوحيد الذي يسكنها منذ أربعة أيام وهي زنزانة خارج السجن الرئيس وأظن أن اسمها جاء من الطلاء الأحمر على جدرانها , رحب بي هذا الشاب المعلاوي وأسمه طارق (العمودي) تقريبا لأن لقبه لست متيقن تماما منه والشاب اللطيف هذا سجنوه ليكمل شهر العسل في هذه الزنزانة فلم بمضي غير عشرة أيام من زواجه هي ساعتين لا أكثر من ذلك قضيتها في زنزانته الحمراء كما يدعوها وهي زنزانة لا يتجاوز مساحتها متر ونصف في مترين وتفوح منها روائح البول والقاذورات , وطارق هذا الشاب البدين والطويل نسبيا قد احتواها بجسده وتم القبض على طارق لأنه صاحب شركة إلكترونيه تأجر المواقع الالكترونية التي تعملها للصحفيين وللصحافة في شبكة ألنت وفي ما بعد عرفت من خلال زميلي الصحفي البطل (فؤاد الجنوب الراشد) أن المكلا برس كانت مستأجرة من شركة هذا الشاب ,على ما أذكر بعد مغرب تلك الليلة جاء السجان وهو الوحيد الجنوبي الذي أصدفه رجل كبير لاحظت تعاطفه معي من خلال تعامله معي جاء ليضع على عيني عصابة ويقيد يداي معتذرا بإشارات فهمتها وودعت زميلي العريس الشاب والذي لا اعرف مصيره منذ ذلك اليوم وقادني السجان ومعه اثنان أسمع تحاورهم إلى غرفه للتحقيق ...





إلى الملتقى في جزء آخر باذن الله


التعديل الأخير تم بواسطة أبو عامر اليافعي ; 2010-07-10 الساعة 05:21 AM
أحمد الربيزي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس