عرض مشاركة واحدة
قديم 2010-06-29, 05:59 AM   #18
الحالم بالوطن
قلـــــم فضـــي
 
تاريخ التسجيل: 2009-06-29
المشاركات: 1,192
افتراضي بأي ذنب قتلوك .. يا درويش - كتب وجدي الشعيبي

بأي ذنب قتلوك .. يا درويش..!!!
كتب/وجدي الشعبي
اهتزت الأرض وارتجفت السماء عندما سمع أبناء حي السعادة بمدينة خور مكسر بعدن أن صديقهم وأبنهم احمد درويش البالغ من العمر 25 عاما, قد ودع الحياة في إحدى زنازين الوحوش الغادرة بعد أن سيق إليها بطريقة وحشية تفتقر إلى قيم الإنسانية في هجوم غير أخلاقي على مخدعه, لم يعمل المهاجمون أي اعتبار لحرمات المنازل ومشاعر ساكنيها من النساء والأطفال والشيوخ متجاوزين كل الشرائع السماوية التي تحرم دخول البيوت من غير استئذان أهلها.
ليس ذلك فحسب بل أسرف الأشباه من الرجال بعد اعتقالهم لدرويش على تعذيبه في ظرف لا يستطيع الدفاع عن نفسه وهو مسلوب الإرادة ومكبل الأيدي بالسلاسل الغليظة في زنزانة ضيقة يتعاون زبانيتها في تعذيبه, الذين فقدوا ضمير الإنسانية والأخلاق العربية, وهو ليس إلا أسير بين أيديهم العابثة, لا يمتلك غير التوسل لله على ما أصابه من ظلم وبطش فاقدي الرحمة.
أبناء حي السعادة (حي النمارة) لن يصمتوا عندما جاءهم خبر اغتيال صديقهم بل شدوا السواعد وحشروا المأزر وخرجوا إلى الشوارع يحملون أكفانهم على أكتافهم يهتفون لن تنام أعين الجبناء بعد موتك يا درويش, هنا ارتعب أولئك المعتوهين ليحشدوا كل قواتهم لإغلاق الشوارع والجولات ليس إلا رهبة من شباب (حي النمارة) الذين اسكتوا مرددي الزيف والإدعاء وتشويه الحقائق للنيل من الرجال لكسب ود التعاون الخارجي باسم القاعدة والإرهاب, ليتضح جليا أن كل ما أدعوا به كذب وزيف وافتراء, وأن الحق أقوى من القوة وأن أصوات الرجال أقوى من أصوات المدافع, ولن يضيع الله حق ورائه مطالب هكذا تفاجئ من تعودوا على الغدر وقتل الأنفس البريئة بغير حق.
وأن مقتلك يادرويش يحقق قول الشاعر الثائر:
جرح يصيح على المدى وضحية** تتلمس الحرية الحمراء
عشت عظيما يا درويش , وقتلت مظلوما بأيدي الغدر والمجرمين,فستضل جرح ينزف في نفوس الأحرار وضحية تدعوا إلى التحرر والاستبسال, فإلى جنان الخلد شهيدا في ركب الصديقين والأنبياء, لم تمت أنت يا درويش وإنما أنت حي ترزق في قلوبنا وعند ربك ألم يقل جل جلاله " ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أموات بل أحياء عند ربهم يرزقون" فنعم الحي حي أنجبك, ونعم الأم أم ولدتك, فهنيئا لك السعادة الأبدية, وعقبى لنا حي السعادة إنجاب الكثير من أمثالك, ألم تكن ناصرا للفتيان من تعقب شواذ الأمن المركزي, ألم تكن الحامي للفتيات من عبث العابثين من شواذ الغزاة المنحطين.
لقد قهرتهم ببأسك الشديد عندما سلبتهم السلاح وهم يتتبعون شرف الناس وتركتهم مسلبين السلاح كالنساء وأنت تحمل كبريائك وثقتك وبنفسك وأصدقائك الأوفياء من أبناء (حي النمارة) الذي أنجبك وقادر على أن ينجب الكثير من مثلك, وأن قوات (الغدر) ستبقى كما عدناها من الضعف والهزال, من الجبن والهوان, تخشى سطوة فتية (حي النمارة) وترتعب من مواجهتهم, ألم يقل الشاعر:
إن اللصوص وإن كانوا جبابرة ** لهم قلوبا من الأطفال تنهزمُ
الحالم بالوطن غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس