الحقيقة ان الموضوع جدير بالنقاش وتبادل الرأي من أهل الرأي ، وهذه المسألة المطروحة اليوم هي قضية تعبر عن ثقافة مجتمعية بدرجة اولى سادت على مدى سنوات طوال أي ان القضية لم توجد فجاة بل تراكمت عبر مراحل من التغيير الاجتماعي في المجتمع الجنوبي كله بعد الاستقلال عام 1967م الى يومنا هذا .
نعرف ان المجتمع الجنوبي عقب الاستقلال تعرض لجملة من التغييرات القسرية الهائلة في نسيجه ومكوناته وثقافته السياسية والاجتماعية وحتى الدينية ، كل تلك التغييرات المتركمة خلقت مجتمع متحرر من القبيلة ومن الشيخ ووجد كل فرد نفسه متساوي في الحقوق الواجبات مع أي فرد آخر في المجتمع .
ربما في الضالع تجسدت هذه الظاهرة بشكل اوضح عن غيرها في المحافظات الآخرى بسبب أن النظام اليمني عمل بشكل مدروس على خلخلة النخب السياسية وبعثرتها في اتجاهات متعددة فضلا عن تشييخة لارذل القوم ولذلك فشلت ظاهرة المشيخة في الضالع حيث اصبح الشيخ هناك لا قيمة له ولا أحد يعيره أي اهتمام بل ان الكثير لا يعلم من هو الشيخ لهذه القرية او الناحية ..
هذا الاختلال الكبير في نسيج ومكونات النخب المختلفة أحدث هذه المشهد الذي نراه وعلى كافة المستويات من قيادة المحافظات الى داخل البيت الواحد .
أنا شخصيا ، أعاني من هذا فأنا حراكي ومع استقلال الجنوب بينما أخي لا يعترف بالحراك وبشدة بل انه يسخر مني عندما أوعده بأن الاستقلال الجنوب أمر لا محاله .
اخواني أمر خطير حصل لمجتمعنا الجنوبي بعد الوحدة وعلى مدار العشرين سنه الماضية ، فقد تداخلت المفاهيم وتبعثرت المبادىء وسقط منها الكثير ، وتصدعت القيم الا من رحم ربي .
لذلك ما هو ماثل امامنا الا نتاج مرحلتين متناقضتين قبل الوحدة وبعدها الى اليوم .
|