عرض مشاركة واحدة
قديم 2010-06-27, 02:46 PM   #9
عبدالله البلعسي
قلـــــم ماســــي
 
تاريخ التسجيل: 2009-01-15
المشاركات: 13,875
افتراضي

النهار البنانيه

القاعدة" في اليمن نقلت نشاطها الى المدن
بعدما فشلت في تكرار السيناريو الباكستاني مع القبائل لم يمض الكثير من الوقت على العملية التي شنها الجناح اليمني لتنظيم "القاعدة " في محافظتي عدن الجنوبية ومأرب الشرقية حتى شنت أجهزة الأمن حملات دهم وملاحقات واسعة النطاق ادت في يومين الى اعتقال عدد من منفذي الهجوم على مقر جهاز المخابرات بعدن بعد دهم منازل في المدينة في "عملية نوعية خاطفة"، استنادا إلى معلومات استخبارية تم فيها رصد مكان اختباء المطلوبين من أعضاء التنظيم الأصولي.
وأعلنت السلطات اليمنية تصعيد حملات الملاحقة لعناصر " القاعدة " بعدما وضعت قواتها العسكرية والأمنية بمحافظة عدن في "حال استنفار قصوى" سعيا إلى محاصرة المطلوبين المتورطين في الهجوم الكبير الذي استهدف مقر جهاز المخابرات وتسبب بمقتل 10 جنود وولد في السابعة وتحرير سجناء خطيرين من افراد "القاعدة".
ووفقاً لمصادر أمنية، فقد توصلت أجهزة الأمن إلى معلومات تفيد بوجود عدد كبير من مطلوبي "القاعدة" كانوا في طريقهم على ما يبدو إلى القرن الأفريقي حيث تتمركز قيادات الصف الأول في هيكلية التنظيم، مما دعا صنعاء إلى إقفال هذه المحافظة الساحلية التي لا تبعد عن ساحل القرن الأفريقي سوى بضعة أميال بحرية.
وأتاح القبض على العقل المدبر للهجوم على مقر المخابرات غودل صالح ناجي ، لأجهزة الأمن الحصول على معلومات "مهمة وخطيرة" في شأن أعضاء "القاعدة " المطلوبين وقادت إلى اعتقال بعضهم ممن كانوا مجتمعين في احد المنازل في مدينة عدن حيث صودرت أدوات كانوا يستخدمونها في عملياتهم الإرهابية بما فيها السيارة التي استخدمت في عملية السطو على "المصرف العربي" بعدن وسرقة 100 مليون ريال.
وتقول وزارة الدفاع اليمنية ان المتهم ناجي شوهد إلى جانب القيادي في "القاعدة" عمير الكلوي في شريط فيديو يتوعد بالانتقام للهجوم من الحكومتين اليمنية والأميركية حيال الغارات الجوية التي استهدفت معسكرات تدريب لـ"القاعدة" في محافظة أبين في وقت سابق.
وأثارت هذه التطورات الجدل لدى الدوائر السياسية والأمنية التي أبدت قلقا من هجمات إرهابية انتقامية قد تشنها خلايا "القاعدة" انتقاما للعمليات العسكرية التي تعرض لها اخيرا في محافظتي مأرب وعدن.
وتؤكد تداعيات الأيام الأخيرة أن التنظيم الأصولي كان قد قطع شوطا كبيرا في استقطاب القبائل اليمنية في صفوفه غداة إعلانه مأرب "ولاية إسلامية،" إلا أنه مني بهزيمة كبيرة بعدما شرع في تنفيذ هجمات إرهابية واغتيالات استهدفت مسؤولين عسكريين ومدنيين من رجال القبائل.
بيد أن هزيمة "القاعدة " في هذه المنطقة ذات المكون الاجتماعي الشديد التعقيد، مثل انجازا أمنيا مهماً لصنعاء في حربها على الإرهاب، وإن يكن فتح باب مواجهات جديدة خصوصا بعدما أثار إخفاق "القاعدة" في مناطق القبائل جنون سائر خلاياه في اليمن.


سيناريو القبائل
ولم يكن استئناف تنظيم "القاعدة " نشاطه في محافظة مأرب الشرقية المعروفة بتركيبتها القبلية المعقدة والتي يضعف فيها نفوذ الدولة، سوى جزء من سيناريو تبناه الجناح اليمني للتنظيم غداة إعلانه تأليف قيادة موحدة لخلاياه في اليمن والسعودية، واستهدف ضمن أشياء أخرى تحويل هذه المنطقة القبلية قاعدة خلفية لعناصره الفارين من باكستان وأفغانستان نتيجة الحرب التي تقودها واشنطن عليهم هناك وخصوصا أنها تتشابه إلى حد كبير مع مناطق القبائل الباكستانية والأفغانية التي أثبتت التجارب الميدانية مدى نجاعتها في حماية تكوينات التنظيم الأصولي في ظل الحرب الدولية التي تقودها واشنطن على الإرهاب.
وعلى رغم مجازفة صنعاء في شن عمليات عسكرية استهدفت قادة التنظيم في منطقة وادي عبيدة بمحافظة مأرب ضمن سياسة "الضربة الخاطفة" لتلافي الحرب الطويلة في مناطق القبائل، إلا أنها فوجئت بالتكتيك الذي أتبعه التنظيم الأصولي في مواجهة الحملة الحكومية بعدما وجدت أن خلاياه على وشك أن تنجح في الزج برجال القبائل في معادلة الصراع بعد أشهر طويلة من العمل في صفوفهم واستقطاب العشرات من الشباب المسلحين، على غرار السيناريو الذي اتبعته "القاعدة" في مناطق القبائل الأفغانية والباكستانية.
ويشير البعض إلى أن العنصر الأهم في العمليات العسكرية التي شنها الجيش اليمني على خلايا "القاعدة" في مأرب تمثل في نجاحها بضرب المخططات التوسعية لـ "القاعدة" في هذه المنطقة وإسقاط رهاناتها في مناطق القبائل اليمنية وخصوصا أن الجناح اليمني للتنظيم كان نشط بشكل واسع لاستقطاب السكان في مناطق القبائل بالافادة من المكون الثقافي لدى سكان هذه المناطق الذي تتسم بالعداء لأميركا حيال "دعمها لإسرائيل ومجازرها المرتكبة في العراق" سعيا إلى تحويل مناطق القبائل قوة داعمة لخلايا التنظيم وتكرار التجربة التي نجحت في مناطق القبائل الباكستانية والأفغانية.
ويؤكد مسؤولون يمنيون أن التنظيم الأصولي عبّر في بياناته الأخيرة صراحة عن هذا التوجه عندما دعا القبائل اليمنية في مأرب إلى أن تحذوا حذو القبائل الأفغانية والباكستانية في "التصدي للحملات الصليبية" في ما اعتبر "دليلا على شعور التنظيم بسقوط رهاناته على القبائل التي أعلنت تاليا مساندتها للدولة في جهود الحرب على "القاعدة" ومخططاتها الإرهابية".
لكن العملية التي قتل فيها نائب محافظ مأرب الشيخ جابر الشبواني، وهو نجل زعيم قبيلة عبيدة في محافظة مأرب، وعدد من مرافقيه، كانت برأي هؤلاء القشة التي قصمت ظهر البعير وخصوصا بعد اعتراف التنظيم أنه استدرجه قبيل الغارة الجوية التي يعتقد أن طائرة أميركية من دون طيار نفذتها وكانت تستهدف قياديا في التنظيم كان الشبواني يفاوضه من أجل الاستسلام وأخطأت هدفها إلى سيارة الشبواني الذي قضى وعدد من مرافقيه.
وبدا أن صنعاء التي لم تكن على علم بهذه الغارة، إذ ان الشبواني كان في مهمة رسمية للتفاوض مع قادة "القاعدة" المطلوبين لاقناعهم بالاستسلام قدمت الى لتنظيم الأصولي ورقة رابحة على طبق من ذهب ليبدأ الأخير بحشد القبائل لمواجهة الحملة العسكرية بمبرر "التصدي للطغيان الأميركي الذي استحل الحرمات بطائراته المغيرة واتهامه صنعاء بالعمالة لأميركا".
ويقول مسؤولون محليون في مأرب إن رجال القبائل لم يكونوا في واقع الأمر موالين لتنظيم "القاعدة"، بل إن القوة النارية التي استخدمتها الحملة الحكومية عززت الشعور لديهم بأن الحملة العسكرية كانت أكبر من حجم التهديد الذي أعلنته صنعاء، وخصوصا أن عدد المطلوبين من أعضاء "القاعدة" والذين قالت صنعاء إنهم متورطون في عملية إستدراج الشبواني واغتيال أركان حرب اللواء 315 مدرع العقيد محمد الشائف، لا يتجاوز العشرين شخصا.
ودفع هذا الوضع بعض زعماء القبائل إلى اتهام صنعاء بتنفيذ سيناريو معد سلفا تلبية لمطالب أميركية من دون الاكتراث بحياة المدنيين، وهو ما أدى، برأي البعض، إلى تغيير في موقف القبائل من رفض لوجود خلايا التنظيم في مأرب، إلى تأييد مع مضي صنعاء في حملتها التي خلفت عددا كبيرا من الضحايا المدنيين.


حرب المناورات
ويقر بعض المسؤولين اليمنيين بأن النشاطات الإستقطابية والتحريضية لخلايا "القاعدة " في مأرب ساهمت في تأجيج مشاعر العداء للدولة وللولايات المتحدة في أوساط القبائل وخصوصا أنها نشطت في استمالتها من طريق بروباغندا اعتمدت على المعطى الديني باتهام المسؤولين بـ" موالاة الصليبيين" وتحريك قيم النخوة والشهامة لدى مجتمعات القبائل واتهام صنعاء بـ"تنفيذ أجندة أميركية لقصف المنازل والمزارع وانتهاك الحرمات وتدمير المساجد".
لكن صنعاء لم تكن بعيدة من خط المناورة، إذ أحبطت مخططات التنظيم في تجنيد القبائل بتحركات أمنية وسياسية واسعة النطاق شارك فيها الرئيس علي عبدالله صالح الذي أمر عقب الغارة الجوية مباشرة بتأليف لجنة لتقصي الحقائق في حادث مقتل الشبواني، كما تمكن من احتواء غضب القبائل باتفاق هدنة مع زعيم قبيلة عبيدة، والد الشبواني في سياق توجهات حكومية بدا أنها استهدفت مباشرة تقويض نفوذ "القاعدة".
وثمة من يرى أن صنعاء وجهت ضربة قاضية الى التنظيم الأصولي عندما نشرت بيانا في صفوف القبائل منسوباً إلى تنظيم "القاعدة" أقر فيه بمسؤوليته عن إستدراج الشيخ الشبواني الذي وصفه البيان بأنه "أحد رؤوس الكفر" ليكون الضحية في الغارة التي كانت القوات الأميركية تخطط لشنها لاستهداف قياديين في التنظيم، مما دعا القبائل إلى إصدار بيان أكدت فيه استنكارها "لعملية الاستدراج البشعة" وإعلانها دعم جهود الدولة في مواجهة خطر "القاعدة".
وعلى رغم محاولة التنظيم تدارك ما أحدثه هذا البيان واتهامه صنعاء بـ"التضليل ومحاولة زرع الفتنة بينه وبين القبائل"، إلا أن هذه المحاولة اتت متأخرة بعدما أدى هذا البيان إلى تغيير كبير في موقف القبائل الذين شاركوا بفاعلية في ملاحقة عناصر "القاعدة".

http://www.annahar.com/content.php?p...arab&day=Su n
__________________
[IMG]file:///C:/Users/dell/Downloads/562735_452337594800990_1195827186_n.jpg[/IMG]
عبدالله البلعسي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس