2008-05-31, 04:09 AM
|
#3
|
قلـــــم نشيـط جــــداً
تاريخ التسجيل: 2008-05-25
المشاركات: 232
|
في 26 تشرين الثاني 1956 ، اقلع من المكسيك ياخت " غراما " في طريقه الى كوبا ، حاملا على ظهره فيديل كاسترو وشقيقه راوول وغيفارا ، بالاضافة الى 81 ثائرا" .
لم يكد الثوار ينزلون الى شاطئ كوبا ، حتى داهمتهم قوات باتسيتا ، فلم ينج منهم سوى 12 رجلا ، كان بينهم فيديل وراوول وغيفارا . ولجأوا الى جبال " سييرا مايسترا " ليبدأوا المسيرة الطويلة نحو الحكم في كوبا " .
يقول غيفارا في كتابه :
" في كانون الثاني 1956 ، بعد تعرض ياخت " غراما " للهجوم ومقتل معظم الرجال ، ولجوئنا الى الجبال " سييرا مايسترا " ، اكتشفت قوات باتيستا المكان الذي نختبئ فيه ، وهو وهو مكان يعرف باسم " اليغريادي بيو " .
" كنا مرهقين بعد رحلة طويلة مؤلمة ، وان شئت الحقيقة ، فقد كانت رحلة مؤلمة اكثر منها طويلة ، مشينا ساعات لا تحصى عبر البرك والمستنقعات . وكنا نرتدي احذية جديدة ، وكنا جميعا قد اصبحنا مصابين ببثور والتهابات في اقدامنا .
ولم تكن احذيتنا الجديدة والنباتات الفطرية هي عدونا الوحيد على اية حال .
وكان كل ما بقي من معداتنا الحربية هو بنادقنا ، واحزمة الطلقات وكمية صغيرة من الذخيرة المبللة . و كانت مؤونتنا الطبية قد اختفت ، وتركنا " جربندياتنا " في المستنقعات و كنا قد قضينا الليلة السابقة في احد حقول القصب التابعة لمصنع نيكويرو للسكر .
استطعنا ان نهدئ من حدة جوعنا وعطشنا بمص اعواد القصب . ولم يكن الحراس الذين يبحثون عنا في حاجة الى اي أثر ليتعقبوا خطواتنا على اية حال .
فقد كان الرجل الذي عمل مرشدا لنا قد خاننا وكشف امرنا كما اكتشفنا فيما بعد .
لقد تركناه يذهب وهذا هو خطأ ارتكبناه عدة مرات في كفاحنا الطويل حتى تعلمنا انه لا ينبغي عندما نكون في مناطق خطرة ، ان نثق في اشخاص مدنيين نجهل سجلهم الشخصي .
عندما طلع علينا صباح يوم 5 كانون الاول كنا لا نكاد نقوى على السير و على شفا الانهيار ، حتى اننا كنا نسير مسافة قصيرة ، ثم نتلمس فتررة طويلة من الراحة .
وصدرت الاوامر بأن نتوقف عند احد حقول القصب في غابة قريبة من الادغال الكثيفة . ونام معظمنا طوال ساعات الصباح .
وعند الظهر بدأنا نلاحظ علامات نشاط غير عادي . لقد بدأت طائرات السلاح الجوي من طراز " بايبر " مع نوع اخر الطائرات الصغيرة ، الى جانب طائرة خاصة ، تحوم فوق المكان الذي نختبئ فيه . ومضى رجالنا يقطعون ويقصون اعواد القصب دون ان يدركوا ان رؤيتهم كانت واصحة تماما من هذه الطائرات التي كانت عندئذ تحوم ببطء وعلى ارتفاع منخفض .
كنت انا طبيب القوات وكأن من واجبي ان اعالج الاقدام المصابة بالبثور . وما زلت اتذكر آخر مريض لي ذلك الصباح ، كان اسمه " همبرتو لاموثي " وكان ذلك اليوم هو آخر يوم له في الحياة . وما زلت اذكر كيف يبدو متعبا ومرهقا وهو يمشي من المركز الذي اقمته للاسعافات الاولية الى موقعه ، وكان لايزال ممسكا حذائه في يده .
وكنت انا والرفيق <<الميدا مونتاني>> نستند الى شجرة ونتناول حصتنا الهزيلة من الطعام – نصف قطعة سجق وقطعتين من الخبز الجاف – عندما حطمت الصمت طلقة نارية واعقبها مباشرة وابل من الطلقات نزل على قواتنا .
ولم تكن بندقيتي من اجود الانواع ، وكنت انا قد طلبت هذه البندقية عمدا بسبب سوء حالتي الصحية نتيجة هجمات الربو الذي ازعجني طوال الرحلة في البحر ، ولم أكن اريد أن أتحمل مسؤولية فقدان سلاح جيد . ولا أكاد أستطيع ان اتذكر ما حدث بعد الموجة الاولى من الطلقات النارية .
تقدم مني الميدا يطلب اوامر ، ولكن لم يكن هناك من يصدر الاوامر ، وقيل لي فيما بعد ان كاسترو كان يحاول عبثا تجميع الرجال في حقل قصب السكرالمجاور الذي يمكن الوصول اليه ببساطة بعد عبور الطريق . وكان الهجوم المفاجئ بالضافة الى عنف النيران ، اكبر من طاقتنا .
يتبع...
|
|
|