مقتل جندي ونجاة مسؤول مخابرات
الجيش اليمني شن هجوماً واسعاً لرفع الحصار عن موقع عسكري
خطت الأزمة في جنوب اليمن أمس نحو التصعيد العسكري، مع شن الجيش هجوماً أول شاملاً استهدف مواقع يتمركز فيها مسلحون انفصاليون يحاصرون منذ أيام موقعا عسكريا في منطقة جحاف بمحافظة الضالع الجنوبية، ما أدى إلى سقوط جرحى بين المدنيين وتخريب منازل. فيما قتل جندي وأصيب آخر بجروح في مكمن استهدف في مدينة الضالع أركان حرب المخابرات العسكرية في اللواء 35 مدرع الذي نجا من الحادث.
وأفاد سكان محليون إن وحدات من الجيش مدعومة بالسلاح الثقيل قصفت بالمدفعية أحياء في القرى القريبة من الموقع العسكري المحاصر، ثم دارت مواجهات بين المسلحين وقوات الجيش التي زحفت في اتجاه المنطقة، في محاولة لفك الحصار عن الموقع، فتصدى لها المسلحون الذي شنوا عليها هجمات مباغته وزرعوا في طريقها خنادق لقطع الطرق.
وقال مواطنون إن وحدات الجيش فتحت الطريق الرئيسي بين مدينة الضالع ومديرية جحاف والتي أقفلها المسلحون، مشيرين إلى أن أعنف المواجهات حصلت في منطقتي بئر زغلول والعزلة، حيث أقام المسلحون حواجز تفتيش، وامتدت تالياً إلى ضواحي مدينة الضالع، مخلفة ضحايا من الجانبين، إلى سقوط جرحى من المدنيين.
وأكد وجهاء أن القصف المدفعي، أدى إلى تدمير ستة منازل في قرية النجيد، بينما فر عشرات السكان إلى مناطق بعيدة وتحصن آخرون في ملاجئ هربا من القصف المتبادل، بعدما غرقت منطقة جحاف كاملة في الظلام، نتيجة تعرض المولد الكهربائي الذي يغذي المنطقة بالطاقة الكهربائية لقذائف مدفعية، إلى إتلاف كابلات التوتر العالي.
وأوضح مسؤول محلي أن مسلحي "الحراك الجنوبي" حاولوا دهم الموقع العسكري المحاصر، فتصدت لهم تعزيزات عسكرية من مواقع أخرى، مشيراً إلى أن مدينة الضالع شهدت كذلك مواجهات بعدما شن مسلحون هجمات على مواقع عسكرية في ضواحي المدينة لم تعرف حصيلتها.
وعزا قياديون في "الحراك" اشتعال المواجهات إلى رفض قادة في الجيش تنفيذ توصيات اللجنة الرئاسية المكلفة احتواء التداعيات الأمنية التي خلفها قصف الجيش مناطق سكنية مطلع الشهر الجاري، مما أدى إلى مقتل خمسة مدنيين وإصابة 20 آخرين، إلى تدمير منازل.
وأوصت اللجنة الرئاسية بسحب الموقع الذي يرابط في جبل البديع إلى موقع دار الحيد العسكري المطل على مدينة الضالع في مقابل انسحاب المسلحين من المناطق المحيطة. وشهدت مناطق جنوبية عدة تظاهرات احتجاج رفعت خلالها أعلام دولة الجنوب السابقة وصور نائب الرئيس اليمني السابق علي سالم البيض وشعارات تطالب بـ"فك الارتباط".
محاولة اغتيال قائد عسكري
إلى ذلك، نجا أركان حرب المخابرات العسكرية في اللواء 35 مدرع العقيد محمد عبد الوالي ثوابة من مكمن مسلح، استهدفه مع عدد من مرافقيه في قرية خوبر بمحافظة الضالع. وروى شهود أن مسلحين مجهولين أطلقوا النار على سيارة ثوابه قرب المجمع الحكومي، فقتل الجندي محمد عبد المجيد هزاع وأصيب آخر بجروح.
وهذا الحادث هو الثاني من نوعه بعد الهجوم المسلح الذي أدى الى مقتل ضابطين في الجيش وإصابة إثنين آخرين في هذه المحافظة التي تشهد اضطرابات أمنية نتيجة تنامي مشاعر التأييد للمطالب التي يقودها "الحراك الجنوبي " بانفصال الجنوب عن الشمال.
قراصنة في باب المندب
على صعيد آخر، أفادت وزارة الداخلية أن قراصنة صوماليين نقلوا مركز نشاطهم في السطو المسلح على السفن من قبالة السواحل الصومالية في خليج عدن إلى مضيق باب المندب، بسبب سوء الأحوال الجوية في بيان أنطوى على تحذيرات من إمكان تعرض السفن التجارية الدولية لهجمات القراصنة في المضيق المائي الذي يربط أوروبا وآسيا. وأكدت أن قوات خفر السواحل اتخذت الإجراءات الكفيلة بمواجهة أعمال القرصنة في هذه المنطقة التي شهدت عشر محاولات قرصنة وسطو مسلح استهدفت سفنا تجارية يمنية وناقلات نفط أحبطت جميعا بعد تدخل قوات خفر السواحل اليمنية . وتعبر سنوياً هذا الممر البحري نحو 20 ألف سفينة ذهاباً وإياباً في اتجاه قناة السويس وشرق آسيا غير أن الأوضاع السياسية المضطربة وغياب الدولة في الصومال تحالفت مع البيئة الطبيعية التي تعوق الحركة السريعة للسفن هناك، لتنتج ظاهرة أثارت قلق العالم، الذي بات ينظر إلى المنطقة على انها بؤرة تهديد متفاقمة لحركة الملاحة الدولية.
http://www.annahar.com/content.php?p...arab&day=W ed