غداة تحرض تنظيم حزيرة العرب القبائل في مأرب للانقضاض على نظام صنعاء القاعدة تخترق أهم مفاصل الأمن اليمني والحكومة مرتبكة
دبي وعدن ألقى اليمن باللائمة على تنظيم القاعدة في هجوم قام فيه مسلحون يرتدون الزي العسكري بمهاجمة مقر للشرطة في مدينة عدن الساحلية بجنوب البلاد اليوم السبت فقتلوا 13 جرحوا العشرات من رجال الامن وحرروا بضعة معتقلين. وهذا هو احدث اختراق لشبكة القاعدة لاحد مفاصل الامن في اليمن.
ويكافح اليمن للقضاء على حركة انفصالية متنامية في الجنوب وتعزيز هدنة مع المتمردين الحوثيين في الشمال. ويتعرض لضغوط دولية لقمع صراعات داخلية حتى يركز على محاربة وجود متزايد لتنظيم القاعدة في البلاد.
وجاء هجوم يوم السبت غداة تهديد تنظيم القاعدة في جزيرة العرب بالرد على الحملة الامنية الحكومية ضده في شرق البلاد. ودعا أبناء القبائل المحلية الى رفع السلاح في وجه الحكومة.
وقالت اللجنة العليا للامن في اليمن في بيان ان الهجوم يحمل بصمات القاعدة مضيفة أن سبعة ضباط أمن وثلاث نساء وطفلا في السابعة قتلوا في الهجوم الذي وقع في الصباح الباكر.
وقال مسؤول أمني لرويترز في وقت سابق ان المهاجمين الذين أطلقوا نيران أسلحة الية وقذائف مورتر تمكنوا من اقتحام مقر شرطة المخابرات وفاجأوا قوات الامن هناك اثناء مراسم رفع العلم.
وتابع قائلا "هذا العدد الكبير من القتلى والجرحى كان نتيجة لان الهجوم وقع اثناء تحية العلم الصباحية." وأضاف أن المسلحين حرروا "بعض المحتجزين."
ووقع تبادل كثيف لاطلاق النار استمر أكثر من ساعة وتصاعدت ألسنة النيران من جزء من المبنى الذي يقع بالقرب من مقر التلفزيون الحكومي في عدن.
وأقامت الشرطة نقاط تفتيش في أنحاء المدينة بعد الهجوم.
وقال المسؤول الامني "القي القبض على عدد من المشتبه بهم". ورفض ذكر مزيد من التفاصيل.
وتركزت المخاوف الامنية الغربية على اليمن بعدما أعلن جناح القاعدة في شبه جزيرة العرب ومقره اليمن المسؤولية عن محاولة فاشلة لتفجير طائرة كانت متوجهة الى الولايات المتحدة في ديسمبر كانون الاول.
وبثت القاعدة بيانا للتنديد بالعمليات التي أطلقها الجيش في محافظة مأرب بشرق البلاد الاسبوع الماضي للقبض على مسلحين يشتبه بانتمائهم للقاعدة ويعتقد أنهم مسؤولون عن كمين نصب لموكب عسكري يمني مما أسفر عن مقتل قائد وجندي.
وقال البيان الذي تم بثه في موقع على الانترنت يستخدمه متشددون اسلاميون غالبا "نحن المجاهدون في جزيرة العرب لن نقف مكتوفي الايدي تجاه ما يقع على نسائنا وأطفالنا واخواننا."
تقرير سابق
وفي تقارير سابقة كان اعلن عن قتل 11 من عناصر قوى الامن اليمنية السبت في هجوم نفذه مسلحون يعتقد انهم من القاعدة على مبنى المخابرات في عدن (جنوب)، موضحين ان المهاجمين تمكنوا من اقتحام المبنى واخراج معتقلين كانوا في داخله. وكان شهود عيان قالوا حسب تقرير سابق ان "ما بين ثلاثة او ستة من عناصر الامن قتلوا واصيبت امراة بجروح في الهجوم الذي شنه المسلحون على مبنى المخابرات".
وبحسب الشهود تمكنت مجموعة المهاجمين من "دخول المبنى ومن اخراج مطلوبين". كما شوهد المهاجمون وعدد غير محدد من المعتقلين الذين تم تحريرهم يغادرون المكان وهم يهللون.
وصرح شهود عيان لوكالة فرانس برس في وقت سابق ان "مسلحين مجهولين عددهم خمسة على الارجح هاجموا مبنى الادارة العامة للامن السياسي (المخابرات) في حي التواهي القريب من مرفأ عدن عند السابعة والنصف (04,30 تغ)".
وبحسب الشهود استخدم المسلحون قاذفات الآر بي جي والرشاشات والقنابل اليدوية.
الى ذلك، افاد الشهود انهم شاهدوا سيارات اسعاف في المكان الذي سارعت قوى الامن الى اغلاقه. واكدت مصادر محلية لوكالة فرانس برس ان الهجوم "نفذه على الارجح عناصر من القاعدة".
وذكرت المصادر ان اثنين من المهاجمين اشتبكوا مع قوات الامن بعد الهجوم. وعدن هي كبرى مدن الجنوب وتخضع لانتشار امني مكثف.
تحريض القبائل ضد الحكم
وكان تنظيم قاعدة الجهاد في جزيرة العرب اصدر بيانا حرض فيه قبائل وادي عبيدة وباقي مناطقة محافظة مأرب (شرق اليمن) على الوقوف في وجه الحكومة، ونفى مسؤوليته عن قتل ضابط في المحافظة في وقت سابق هذا الشهر، وذلك بحسب بيان بالصوت وزع على الانترنت الجمعة.
وقرأ شخص مجهول البيان الذي جاء فيه ان السلطات اليمنية "نسبت زورا الى المجاهدين قتل (العقيد اليمني محمد الشائف في بيان) نشروه باسم الملاحم في اوساط القبائل"، بهدف "زرع الفتنة" مع القبائل، وذلك بحسب البيان الذي وزعته مؤسسة سايت التي ترصد المواقع الاسلامية.
كما اتهم البيان الحكومة بقتل المسؤول المحلي جابر الشبواني في ايار/مايو الماضي في مأرب عبر الاستعانة بطائرة اميركية.
وذكر التنظيم ان صنعاء تسعى الى "زرع الفتنة بين القبائل ومحاولة السيطرة على الوادي (عبيدة) واذلال القبائل وتطويع الشرفاء".
وتوجه البيان الى قبائل المحافظة بالقول "يا اهل مارب الابية... ان سكوتكم عن هذه الجرائم يجرىء الخصم عليكم ... وقد قتل في الامس القريب نساءكم فسكتتم واليوم يقتل نساءكم مرة اخرى فاين الاحرار الغيورون على حرائر مأرب؟".
واضاف "ها هي الحملات العسكرية تتوالى على دياركم والطائرات الاميركية تكشف حرمات بيوتكم".
كما قال البيان ان "الذين يزعم علي عبدالله صالح (الرئيس اليمني) انهم من المجاهدين هم ابناؤكم".
ودعت القاعدة ايضا مشايخ القبائل ان ينأوا بانفسهم "عن الوقوف مع الحملة الصليبية".
وكان الشائف قتل مع جنديين اخرين السبت في الخامس من حزيران/يونيو قرب مأرب (شرق) في هجوم نسب الى تنظيم القاعدة شن ضد موكب رسمي كان في طريقه الى منطقة صافر النفطية، على ما افادت مصادر قبلية وعسكرية.
والشهر الماضي، اقدم مسلحون من قبيلة آل شبوان على شن هجوم بقذائف صاروخية على انبوب نفطي في شرق اليمن ثأرا لمقتل جابر الشبواني الذي قالت الحكومة انه قتل عن طريق الخطأ في غارة شنها الطيران اليمني على موقع للقاعدة.
كما قام مسلحون قبليون فجر السبت الماضي بتفجير انبوب للنفط في مأرب فيما اكدت المصادر القبلية ان عملية التخريب هذه جاءت ردا على فرض الاقامة الجبرية على الزعيم القبلي الشيخ ناصر قماد بن دوحم المتهم بايواء اعضاء في تنظيم القاعدة الذي يتمتع بوجود في المحافظة.
وتتهم القبائل في مأرب ومناطق اخرى بايواء عناصر من القاعدة.
الا ان مصادر قبلية اكدت الاحد لوكالة فرانس برس ان الحكومة اليمنية والقبائل في محافظة مأرب اتفقت على التهدئة وعدم ايواء القبائل لاي عناصر من تنظيم القاعدة.
أ ف ب