يبدو أن قوى جنوبية قد عقدت النية للتحرك باتجاه تشكيل اصطفاف الى جانب المعارضة اليمنية ، واعتبار حل قضية الجنوب يأتي ضمن بقية القضايا اليمنية التي تسعى المعارضة بقيادة المشترك لفرضه قسرا على النظام بصنعاء ، هذا التحرك المعلن والذي كان فيما مضى يجرى سرا وفي الخفاء وعلى استحياء دون تحديد الخطوات بوضوح ، لم تكن تعلنه وتجاهر به هذه القوى الجنوبية بعد سنوات عديدة من ظهور الحراك ، لولا أن قادة الحراك ومكوناته المختلفة قد فشلت في اقناع الآخرين في الداخل والخارج بقدرتهم على إدارة الحراك والقضية الجنوبية وفشلهم في اظهار الحنكة السياسية في قراءة الأوضاع والأبعاد التي تلف القضية الجنوبية ، والايفاء بمتطلبات واستحقاق القضية الجنوبية .
الان هذا القوى القاهرية ستستمر في تحركها ونشاطها وانضمامها الى معسكر المعارضة اليمنية بكل مشاريعهم الظاهرة والخفية ، وفي هذه الحالة لم يبقى امام قوى الاستقلال وتقرير المصير من الجنوبيين الا مواجهة هذه المشاريع الخطيرة وهذه التحالفات من خلال توحيد الصفوف والخروج من هذا الجمود العجيب وهذا التشرذم الغير منطقي وتشكيل جبهة جنوبية واسعة ، وبهذه الخطوة يمكن تحييد تلك المشاريع وحماية القضية الجنوبية من تجريدها من هدفها الرئيسي وهو الاستقلال .
أما إذا ما استمر الحال على ماهو عليه من تهاون ومكابرة وأنانية وتغليب المصالح الضيقة ، فإن قناعات جنوبية أخرى سوف تتغير نتيجة الاحباط والياس من هؤلاء .
ليس أمام مكونات الجنوب السياسية والشخصيات المستقلة المؤيدة للاستقلال الا التحرك المسئول والجاد والفوري لعقد مؤتمر وطني شامل تتوحد فيه كل الامكانيات والجهود في كيان جبهوي واحد تحت قيادة الرئيس الشرعي للجنوب علي سالم البيض .
وما عدا هذا فإن القادم القريب سوف يكون كارثيا على الجنوب .
|