عرض مشاركة واحدة
قديم 2010-06-18, 07:21 PM   #2
الزامكي
قلـــــم فضـــي
 
تاريخ التسجيل: 2008-02-10
المشاركات: 2,807
افتراضي

اخي الصحاف مساء الخير


موضوعك اعلاة مزيج بين المزحه السياسية الخفيفة و بين علوم المعرفة الفلسفية.


ما تطرقت له لامس بعض الحقائق و بالذات باننا نذهب من بين احضان امهاتنا بفكر طفولي عفوي يرتكز على سياسة الترويج الحزبي لها فترت مراحلة الدراسة الثانوية و نصل الى ارض الغرب و يتم تعليبنا في مرحلة ما بعد المراهقة لغرس تلك الافكار التي ذكرتها في تعقيبك اعلاه و لكن من يتحمل تلك المسئولية هل يتحملها الاب الامي او شبة امي ام تتحملها قيادات الحزب؟؟؟؟ هل كانت تدرك قيادات الحزب الى اين تذهب بهولاء الشباب في مرحلة مبكرة من حياتهم لتعليبهم حسب الحاجة؟ الارهابيون يركزون في نشاطهم الدائم على صغار السن لتعليبهم بنفس الطريقة الغربية فهل الطرفين (الارهابيون و الاشتراكيون) يمكننا نضعهم في نفس الجريمة ام انهما يختلفان في الاهداف و الاستراتيجيات؟؟؟ اسئلة كثيرة تعترض اي عمل وطني صادق و قبل البحث عن الاجابة لابد بان نبحث عن الاسباب و الدوافع لها حتى نتمكن من تحييدها و عدم تكرارها في المراحل القادمة؟


في احد نقاشاتي مع عضو مكتب سياسي بهذا الخصوص قلت له لماذا ترسلون شباب في اعمار الزهور لتعليبهم بنمط غربي و قال كيف نحن نرسل شباب ما بعد 18 سنه و يدرك الصح من الخطاء؟ قلت له للاسف هذا خطاب قيادي كبير بالحزب و لكنني اقول لك بان مثل هذه المرحلة من العمر هي افضل المراحل لتعليبة و تشكيلها حسب رغبة الجهة المضيفة لشباب وقال ماهو الحل لديك؟ قلت الحل قبل ابتعاثهم للخارج بسن مبكر يفترض تعملون لهم دورات تثقيفية و تشرحون لهم الاختلافات و انماط الحياة في تلك البلدان او ترسلون خريجي الجامعات الجنوبية لمواصلة دراستهم بعد ان وضعتوا لهم الارضية لحماية انفسهم و حماية الوطن من الاختراقات الفكرية


و قال فكرة جيده ولكن متطلبات الحزب و سياسة تتعارض مع ما تقول لان ارسال الشباب في سن مبكر هو الهدف منه غرس الافكار الاشتراكية في عقول المبعوثيين لدراسة ليتحملون المسئوليات في قيادة الحزب على اسس عقائدية اشتراكية محضة.


على كل حال اقول للاخ الجنوبي المتابع للمنتداء, بان المعرفة الانسانية مركبة بين الجانب النظري لها و بين التجربة اليومية لها على الارض لان المعرفة تحتاج للمعلومة و المعلومة تحتاج الى التجربة العملية و المعرفة النظرية التي تكشف جوهر الواقع من خلال كشف القوانيين لحدوث تلك الوقائع وتبريرها كما ان هناك ايضاً نظريات افتراضية و هي تحتوي على المعلومات الغير مؤكدة بالممارسة اليومية و قد تكون صحيحه او غير صحيحه و لكن عامل الزمن هو الحكم على صحتها او نفيها.


هناك ناس لديهم القدرة التحليلية المحسوسة للأشياء التي تكشف الظواهر ومن الطرف الاخر هناك التحليل المجرد والذي يتعلق بالغيبيات البشرية لهذا الانسان او ذاك هذا التحليل المجرد يكشف جوهر المشكلة في تحليلها و هذه السمة نادر جداً بالانسان و لا تتوفر الا عند الانسان الذي يمتلك قدر عالي المعرفة النظرية و التحليلية وايضاً الفطرة البشرية المعرفية التي منح الله هذا الانسان بها.


هناك ادراك حسي يلتمسه الانسان من خلال الاعضاء الحسية ( الشم و السمع و البصر ...الخ) و هذا الصفة تتوفر في كافة الكائنات البشرية بدون استثناء وهي معلومات اولية التي تصلنا عبر الاشياء المحيطة بنا وتصل عبرها الى العقل البشري عن طريق الحواس الخمس و هي النوافذ التي من خلالها نتفاعل مع العالم الخارجي.


ان الادراك الحسي هو شكل المعرفة الحسية و هو البوابة للانتقال الى التصور او التخيل في عالم الغيبيات و الانسان الطبيعي يحصل على علم الغيبيات عبر الادراك الحسي لاعلى صوراً لخصائص منفردة بدون نظام بل على صورة الاشياء الواضحه موضوعياً في الواقع الحي ويبقى التحسس و الاستيعاب (الادراك) قائمين في ذهن الانسان ما دام الشيء الموضوعي مستمر بالتأثير على حواسنا العقلية و العاطفية ولكن ماذا سيحصل اذا ما توقف الشيء عن التأثير على حواسنا؟


ان وعي الانسان مرن و يختلف من شخص الى اخر و لكن تأثير العامل الخارجي مهما كان قصيراً في حياة الشاب (الانسان) يترك اثرة الدائم في عقلية الشباب اي ان الانسان يتذكره و يبقى في وعية و من هنا اقول بان ما تعلموه الشباب فترة شبابهم في المدارس الماركسية سيظل قائم في عقليتهم حتى ياتي البديل الحقيقي للاحلال محلة و من هنا تقع عليكم كمثقفين مسئولية وطنية في ايجاد الطرق و الاساليب والحلول من تلك الافكار التي تعلموها فترة شبابهم و التي لا ذنب لهم الا انهم عاشون بالجنوب فترة حكم الحزب.


الوقت يداهمني و حبيت اعرج على موضوعك بما سمح لي الوقت من طرحه لكم.


لك تحياتي
الزامكي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس