عرض مشاركة واحدة
قديم 2010-06-16, 01:40 AM   #1
سفير المفلحي
قلـــــم جديــد
 
تاريخ التسجيل: 2009-10-21
المشاركات: 12
افتراضي واقع لنا نصيب منه

واقع لنا نصيب منه " يتجاهلونك ثم يسخرون منك ثم يحاربونك ثم تنتصر"

هذا هو الواقع الذي نراه ونلتمسه في الجنوب اليوم، ونأمل أن يكون كذلك هو حالنا متدرج حتى الوصول إلى ما نسمو إليه ونرتقبه بفارق الصبر، إنها المرحلة الأخيرة التي يتحدث عنها الأبطال ويعملون لأجلها دون خوف أو اهتمام لِما حوله من الصعوبات والعوائق التي تحاول إيقافه عن هدفه ومطلبه الذي يبذل الغالي والنفيس من أجله، ولكن عند أصحاب الإرادات القوية والعزائم الشجاعة لا تجدي العوائق والمؤامرات التي تبذل لصدهم.

فهم في بادئ الأمر يتجاهلونك ولا يلقون لك بالاً، وكأن شيء لم يحدث ولا يحدث، يتجاهلونك ولكن الخوف قد بدأ يُزرع في قلوبهم، ويتجاهلونك بزعم سير الأمور في الاتجاه الصحيح أمام أعين الغير من الأشقاء والحلفاء بهدف الحصول على ثمن بخس يتقاسمونه فيما بينهم والشعب قد أبتلى بهم، فكل يبذل دراهمه من اجل هذا الشعب المسكين ولكن المتعطشون يلهثون خلف هؤلاء المساكين لكي يقبضون الشيء البخس لقطع لهثهم .

وبعد ذلك هم من يسخر منك، ويلقون عليك الشتائم وأبشع ما حُفظ في ذاكرتهم من ألفاظ واستهزاءات لربما يستحي من هو أهل لها بنطقها أمام الجموع من الناس، وهذا هو الواقع الذي نراه من أولئك المتعطشون للكذب وللنيل من الضعفاء بكلامهم الغير مدروس والغير مقبول لدى هؤلاء الضعفاء أصحاب الحق الذي سلب منهم، ولكن مجبرون على الصبر والتحمل ضد المعاناة، وذلك كله ابتغاء في سبيل النصر واسترجاع حقوقهم.

وبلا شك هم كذلك أولئك المعنيون بالحديث كثير ما نراهم ينتقلون من المرحلة التي سبق لنا ذكرها والتحدث عنها إلى هذه المرحلة المره التي لم تكن في مخيلتهم حدوثها بسبب غباءهم المتميز الذي ينزلقون خلفه واحداً تلو الآخر، مخيل لهم بأنهم أصحاب النصيب المراد نيله من كلا الطرفين، وشتان بين هذا وذاك من حيث المبتغى والأولى بينهما لنيل النصر، فيعدون ويستعدون ويأخذون مواقعهم ويجهزون عتادهم للنيل منك ومن مسارك الذي سبب لهم حالة من الهستيريا التي تلازمهم أينما كانوا، انظروا إلى أين وصل بهم الحال بعد كل التجاهل والسخرية.

وفي النهاية يحدث الغير متوقع بالنسبة لهم" إنه النصر " نعم بعد كل تخطي المراحل والواقع الأليم الذي حل بك تنتصر عليهم وتغلبهم بسبب إرادتك القوية، وكذلك لأنك سلكت الطريق والمسار الصحيح، بينما هم عكس هذا كله، فهم سلكوا مسلكاً يبتغون من وراءه بقاء كرسي يلتمسونه ليل نهار ومال يترفون به في كل حدب وصوب وأملاك وفلل فاخرة وأراضي منهوبة، جل ذلك يحرقون ويشعلون به قلوب المساكين بحديد منصهر بالقهر والبطش، وبعد كل هذا يأتونك صاغرون أذلاء.

إخواني وأعزائي القراء.. ألا تلاحظون بأن هذا الواقع وهذا الحدث ينطبق على حالنا في أرض الجنوب تجاه ما نعانيه من بطش وتآمر وتنكيل وحرمان من حقوقنا المسلوبة، وأصبحنا كالذي يقدم جل ما يملك في سبيل المحبة والإخاء وفي المقابل تُستقبل بالتآمر والخيانة والنهب، أليس من الجدير بنا أن نكون نحن أهل لكل ما أودعناه لهذه العصابة المتغطرسة والمتخلفة.


لقد تجاهلونا عندما خرجنا إلى الإعتصامات والمظاهرات ابتغاء القليل مما سلب مننا كي نعيش ونسد به حاجتنا، ولكنهم سخروا مننا عندما خرجنا واعتصمنا وطالبنا باسترجاع حقوقنا المغتصبة، ضحكوا كثيراً وسخروا حتى امتلأت قلوبهم حقداً علينا، وبعد ذلك انظروا إلى العواقب، لقد أتوا لقتالنا وسفك دمائنا وزجنا في السجون وتيتيم أطفلنا وتثكيل أمهاتنا، وأصبحن الكثير من الزوجات أرامل بلا مأوى وبلا معين لهم يتجرعون كأس الظلم والحرمان، ونأمل من الله عز وجل أن يكون ختامنا النصر واسترجاع حقوقنا وأرضنا وترابنا وكل ما أُخذ بالقوة والبطش، ويعيش بعد ذلك كل فرد طليق حر كالطائر يحلق في السماء دون قيود تستوقفه.
3/ 6 / 1431هـ
15/ 6/ 2010م


أبو فريد
سفير المفلحي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس