قال بأن من يريد أن يخلفه إبنه لا بد وأن يترك له وطنا مزدهرا وآمنا يسوده العدل والقانون
في حوار مع(حوار).. المتوكل: لا أعتقد أن الرئيس يريد التوريث، والمشترك كسر الخطوط الحمراء وعرى النظام الإستبدادي
10/05/2007 الصحوة نت – ياسر العرامي
قال الدكتور محمد عبد الملك المتوكل – أستاذ العلوم السياسية بجامعة صنعاء – أن اليمن شهدت خلال الفترة الماضية تراجعا في الديمقراطية ومساحة الحرية. واعتبر أن الديمقراطية لا تبنى إلا في ظل توازن القوى السياسية والاجتماعية بحيث لا يستطيع أي طرف منها أن يحكم خارج إطار الدستور والقانون الذي ارتضاه الجميع "بينما التوازن اليوم مختل وهو ما أدى إلى تراجع مساحة الحريات" .
وقال الدكتور المتوكل في حوار أجراه معه " منتدى حوار على الانترنت " أن اليمن شهدت بعد الوحدة مساحة واسعة من الحرية والحراك السياسي كنتيجة لتوازن القوى حينها, "لكنه للأسف توازن قوى عسكري وليس توازن قوى مجتمعي فانتهى إلى السلاح سنة 1994م".
وأضاف المتوكل " الأنظمة العربية ومنها بلادنا حتى اليوم هي عملياً نتاج أحد مؤسستين ، المؤسسة العسكرية أو المؤسسة العشائرية ، أو هما معاً والديمقراطية ليست جزءاً من ثقافتهما ولا داخلة في تنشئتهما, مؤكدا ضرورة إقامة مؤسسات مدنية فعالة سياسياً وغير سياسية للوصول إلى الديمقراطية "عن طريقها يتم إعادة التوازن والمشاركة في إنتاج السلطة",معتبراً أن فكرة اللقاء المشترك آتية من الحاجة إلى بناء توازن ومن بدايتها وحتى اليوم ترتكز على محاولة إيجاد توازن يمنع هيمنة طرف واحد ويكسر الاحتكار للسلطة والثروة ويرسخ النهج الديمقراطي ومبدأ التداول السلمي للسلطة .
وعاد بفكرة اللقاء المشترك إلى عام 1989م الذي قال أنه أنشئ تحت المسمى التجمع الوحدوي للمشاركة والذي ضم سبعة أحزاب قبل الوحدة منهم الإخوان المسلمين قبل إنشاء التجمع اليمني للإصلاح وتلا التجمع سكرتارية الأحزاب بعد الوحدة ثم التكتل الوطني ومجلس التنسيق ، وأخيراً اللقاء المشترك.
وأكد المتوكل أن اللقاء المشترك كسر الخطوط الحمراء في النقد وعرى النظام الاستبدادي الذي أراد أن يجعل من الديمقراطية ديكوراً لتحسين صورته في الخارج على أن تظل ديمقراطية مستأنسة لا تغير موقعاً ولا تحد سلطة, مستشهداً بالتنافس الجاد الذي خاضه المشترك في الانتخابات الرئاسية الأخيرة التي كانت إيذاناً بأن ساعة التغيير آتية لا محالة ، وصاحب هذا الحراك السياسي نمو كبير لمؤسسات المجتمع المدني المهنية والحقوقية والثقافية مما يجعل السير إلى الأمام حركة مستمرة ومتواصلة ويجعل التراجع عملية صعبة وقاتلة .
وحول التبادل للسلمي للسلطة في اليمن قال أننا نحتاج من عشر سنوات من الآن حتى تتمكن من تحقيق الأسس العملية للديمقراطية التي يتحقق فيها الفصل بين السلطات وبناء حكم محلي واسع الصلاحيات ، مضيفاً " أن ذلك يعتمد على دور نشط تلعبه أحزاب اللقاء المشترك وبشكل خاص في الانتخابات البرلمانية القادمة وعلى مدى احترامها للوقت الذي أضاعت منه حتى اليوم سبعة أشهر وتعتمد المرحلة أيضاً على مدى استفادة أحزاب اللقاء المشترك من الحراك الاجتماعي المتصاعد وبشكل خاص ما تفرزه المدارس الثانوية والجامعة من قوى جديدة تبحث عن موقع . إلى جانب التنسيق غير المهيمن مع مؤسسات المجتمع المدني غير السياسية التي تشكل اليوم قوة متصاعدة قد تتجاوز في أهميتها أهمية الأحزاب لو حرصت قواعدها على التفريق بين انتمائهم السياسي ، وانتمائهم النقابي وتعاملوا مع القضايا العامة من منطلق مصالح شرائحهم المتطلعة إلى الحرية والمواطنة المتساوية والانتخابات الحرة والنزيهة .
وعبر المتوكل عن عدم تفاؤله بتغيير الحكومة الجديدة, مركزاً في حديثه على الإرادة السياسية للنخبة الحاكمة التي قال أنها " إذا كانت هناك إرادة سياسية جادة وتريد إصلاحاً فسوف يتم الإصلاح بهؤلاء أو بغيرهم فيما إذا لم تكن هناك إرادة سياسية للإصلاح ومحاربة الفساد وبناء الدولة الحديثة فالحكومة ليست أكثر من " جزاع وقت ".
وتطرق المتوكل إلى مسألة توريث الحكم وسماح الوضع السياسي في اليمن لمثل هذه الخطوة من عدمها قائلاً " لا أعتقد أن الرئيس علي عبد الله صالح يريد لابنه أن يخلفه لأن من يريد أن يخلفه ولده لا بد وأن يترك له وطنا مزدهرا آمنا مستقرا يسوده العدل وسيادة القانون .
http://alsahwa-yemen.net/view_news.a...07_05_10_56259
__________________