عرض مشاركة واحدة
قديم 2010-06-11, 06:09 PM   #8
NoOne
قلـــــم فضـــي
 
تاريخ التسجيل: 2008-07-18
المشاركات: 1,095
افتراضي



شاهدوا دور الأب فيما حصل للجنوب وهو كان أكثر تطرفا من الرئيس اليمني ضد كل ماهو جنوبي وتعلموا ، فمن المعيب أن نصدق حميد وننتظر 15 سنة ليقول في مذكراته كيف ضحك علينا مرة أخرى


"
من إيجابيات الوحدة هي التعددية الحزبية التي لم يكن لدينا أي تحفظ عليها أو معارضة لها، لأن الجو كان مهيأ لها حتى في الشمال، فكان هناك شيوعيون وناصريون وبعثيون وإخوان مسلمون.. كانت هناك أحزاب لكنها لم تكن معلنة.

بعد إعلان الوحدة فتح الرئيس مكتبه وديوانه لنا ولغيرنا سواءً من القوى المنضوية تحت مظلة المؤتمر الشعبي العام الذي كان يضم نواة لأحزاب غير معلنة، أو الذين لم يكن لديهم تطلع حزبي من المشائخ وأنا كنت أصنف ضمنهم، وحرص الكل على تنظيم أنفسهم في أي حزب وتحت أي مسمى أرادوا.

وبالنسبة لنا المشائخ والعلماء كان توقعنا أن الحزب الاشتراكي دخل الوحدة وسيضم إليه الأحزاب اليسارية في الشمال من ناصريين وبعثيين وتلك المسميات الأخري، حزب عمر الجاوي مثلاً، وسيشكلون كتلة واحدة وكنا جميعاً في المؤتمر الشعبي العام وسيخرج منه كل اليساريون وينضمون إلى الاشتراكي، ولهذا لا بد لنا من إنشاء أحزاب تكون رديفة للمؤتمر ، وطلب الرئيس منا بالذات مجموعة الاتجاه الإسلامي وأنا معهم أن نكون حزباً في الوقت الذي كنا لا نزال في المؤتمر.

قال لنا: كونوا حزباً يكون رديفاً للمؤتمر ونحن وإياكم لن نفترق وسنكون كتلة واحدة، ولن نختلف عليكم وسندعمكم مثلما المؤتمر. إضافة إلي أنه قال: إن الاتفاقية تمت بيني وبين الحزب الاشتراكي وهم يمثلون الحزب الاشتراكي والدولة التي كانت في الجنوب، وأنا أمثل المؤتمر الشعبي والدولة التي في الشمال، وبيننا اتفاقيات لا أستطيع أتململ منها، وفي ظل وجودكم كتنظيم قوي سوف ننسق معكم بحيث تتبنون مواقف معارضة ضد بعض النقاط أو الأمور التي اتفقنا عليها مع الحزب الاشتراكي وهي غير صائبة ونعرقل تنفيذها، وعلى هذا الأساس أنشأنا التجمع اليمني للإصلاح
في حين كان هناك فعلاً تنظيم وهو تنظيم الإخوان المسلمين الذي جعلناه كنواة داخلية في التجمع لديه التنظيم الدقيق والنظرة السياسية والأيديولوجية والتربية الفكرية.
وفتح الباب للقاءات والتشاور، وبذلت قصاري جهدي لأجمع كل العلماء وكل ذوي الاتجاه الإسلامي في تنظيم واحد. لم نترك عالماً إلا واجتمعنا به قبل أن يعلنوا قيام أحزاب أخرى، بمن فيهم السيد محمد المنصور والسيد احمد الشامي والسيد عبدالله الصعدي والسيد محمد المطاع وكبارات العلماء من السادة وغيرهم، والسيد محمد المطاع دخل معنا وكان من العناصر التي أسهمت في التأسيس ولا أدري ما الذي جري حتى خرج علينا بعد ذلك من التنظيم.
وإلى جانب العلماء أيضاً تشاورنا مع المشائخ وعدد من المثقفين وإن كانوا عدداً قليلاً. لكن كثير من المشائخ من كل أنحاء اليمن دخلوا التنظيم وتأطروا وأخذوا بطاقات التجمع وقطعوا العهد بالعمل في هذا التنظيم، أما بعض المثقفين ومنهم محمد الفسيل ومحمد الرباعي ومحمد المتوكل وأبوبكر شفيق هؤلاء كانوا أكثر فتوراً. الرباعي ومحمد المتوكل حاولنا معهم وأعطيناهم فرصة كاملة أن ينظموا كيف ما أرادوا وأن يشاركوا في التخطيط لهذا التنظيم بالصفة التي يرونها وبقينا علي اتصال معهم إلي أن أعلنوا موقفهم، وأعلنا قيام التجمع اليمني للإصلاح وتم نشر أسماء المؤسسين في حينه في صحيفة الصحوة.

"

مذكرات الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر

قضايا ومواقف

الفصل التاسع : مخاضات الوحدة والفترة الانتقالية

ص: 256 - 257


الطبعة الثانية : 1429 هـ ـ 2008م
رقم الإيداع بدار الكتب اليمنية : (530 /2007)
الآفاق للطباعة والنشر
صنعاء- الجمهورية اليمنية


NoOne غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس