[الصحّاف]

منذ سنوات والكثير يكتب ويتحدث من جنوبي الخارج وهذا بفضل الفراغ وعالم " النت " وهي حالة إمكانيات أفسحها عالم النت للجميع في الخارج ... والجميع في الخارج بات عالم الانترنت له عادة للحوار المطاط وما أن ينام المرء منا إلا وينسى ماذا قال بالأمس ...

رغم علم الكثير بأن الداخل لايتابع النت كثيرا ً لإشغاله في قوت يومه أو في الحالة التي وصل إليها الداخل من " ظلم وإقصاء ومؤامرات وكذب على الذقون من نظام أفسد الأرض والإنسان وبات عامل الهدم والتخلف ... وأحاديث الخارجي هي متابعات إخبارية ليس إلا ... مما يجعل الأمر غير مؤثرا على أرض الواقع في الداخل ... إلا أن هذا التنفس الذي يقرأه الكثير في عالم النت في المواقع الكثيرة التي باتت منفذ شهرة وتفريغ أصبحت عامل سلبي على الحراك الجنوبي لإشعال الخلاف و وتفريخ التكتلات ....

مما عكس عبر الاتصالات شئ مما يجري في الخارج على الداخل دون أن يكون هناك عملا ً خارجيا ً إلا ما نرى من قبل شخصيات معدودة تظهر إعلاميا عبر القنوات الفضائية وهي الأكثر عملا ً في القضية الجنوبية وإن كان هناك شئ من الدعم فأنتم يا مناضل الداخل تعرف ضعفه ونوعه ومصادره وقوته ومدى تقويتكم عبره فأنتم أقوى مما يقال في الخارج وأنتم الأصل والقوة التي تعكس للخارج صلابة المطالب وجلب المؤازرة وتصاعد قضيتكم ،

ورغم التفاعل الجنوبي المنقطع النظير في الداخل والخارج إلا أن الخارج كان أداءه سلبا ً على الداخل مما أفضى إلى تكتلات كثيرة باتت تتصارع فيما بينها وعلى رأس هذه الكتل المتنازعة القيادات التي تسمى " تاريخية " ومناصريها من الجنوبيين بل وشاع المناطقية كثيرا ً وغرور التعامل الفارغ للمضمون ...

وليس كذلك فحسب بل تدير سياسة تكتلاتها بالعقلية الحَجرية التي عفاء عنها الزمن ... ومن يلتمس العمل على أرض الواقع خارجيا لن يجد شئ كما يروج له الكثير فقط أو كما تلتمسون من وعود فضفاضة لا تاريخ لها ...
بل هي أحاديث الساعة أو السهرات وجميعنا يعلم هذا ولا نريد مزايدات أو أحاديث " الخراط المروج له عبر المواقع ومن ينكر هذا فعليه أن ينظر إلى " حال الخارج الجنوبي المحزن " وإن كان الداخل يريد أن يمضي كما بدأ أول مرة " بقوة منقطعة النظير " عليه أن لايعول كثيرا ً على الخارج الجنوبي " الضعيف " وعليكم أيها المناضلون في الداخل تشكيل أنفسكم ما تريدون لا كما يريده الخارج " الضعيف الممزق ...

وننصح قيادات الداخل والحراك الجنوبي ومن يعمل في القضية الجنوبية " داخليا ً "أن يفرضوا نفسهم على العالم الخارجي كما فعلوا وتستمروا " فأنتم أيها المناضلون الأحرار والقيادات الحقيقة الداخل ولا تلتفتوا للخارج فأنه " في حالة محزنة وممزقة ...

إلا ما جاءكم طواعية أو عنوة للمشاركة على أرض الواقع بعمل حقيقي بعيد عن الثرثرة والكلام الكثير الذي لايفيدكم والاعتماد على حقكم في الداخل فعليكم أن تفرضوا عليه رؤيتكم للقضية الجنوبية ... وترتيب أنفسكم أجدى لكم وأنفع فإن الخارج الجنوبي تكتلات ضعيفة لم تدرك حجم القضية الجنوبية أو العمل الحقيقي والكلام أكثر من الفعل ...

وهذه الرسالة من جنوبي لايختلف عن جنوبي الخارج في الثرثرة الكثيرة وقلة العمل الحقيقي وهي من الواقع الجنوبي الخارجي ... وعليه نقول لكم استعينوا بالله واعتمدوا على أنفسكم بالداخل وحينها سيأتي إليكم من كنتم ومازلتم تصرخون بأسمائهم عنوة يبحثون عن
العمل الحقيقي والانخراط تحت رؤيتكم وراياتكم ... وهذه الكلمات البسيطة أكتبها من واقع الحال كما هي دون تكليف في بلاغة الحديث أو الخطاب لتكون مفهومة لديكم ... والسلام عليكم ...