إن أسباب المآسي والنكبات التي حلت على مجتمع مناطق الجنوب منذُ ما قبل عام 67م حتى اليوم , هي من صنع قوى سياسية تنتمي في المواطنة والولاء إلى مناطق الشمال ( الجمهورية العربية اليمنية ) تم إشراكها في قيادة سلطة النظام الحاكم بدولة مناطق الجنوب ( جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية ) , ولم يكن ولاءها لهذه الدولة أو لمجتمعها . الأمر الذي أدى إلى اختلال في التوازن الوطني داخل تركيبة قيادة النظام الحاكم في الجنوب , وتعرضها للتقلبات المستمرة والصراعات الحادة بسبب تغيير تحالفات تلك القوى المندسة في إطار الحزب الاشتراكي اليمني الحاكم , لترجيح الكفة وقت الضرورة حسب ما تقتضيه مصالحها وغاياتها التي لا تخدم الوطن وشعب الجنوب , بل تخدم أهداف من يقف وراءها . . وهي أيضاً من صِنع القوى المتبنية لنظرية عقيمة وفاشلة , مفادها النضال المشترك لتصدير الثورة من مناطق الجنوب (جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية ) إلى مناطق الشمال ( الجمهورية العربية اليمنية ) والسيطرة على حكم مناطقها , ومن ثم إصلاح المجتمع في تلك المناطق رغماً عنة .
• تلك القوى ( بمسمياتها المختلفة ) نراها اليوم تحت مبرر الدفاع عن الوحدة وحمايتها , تعمل جاهدة مع نظام الاحتلال للقضاء على الحراك السلمي الشعبي الجنوبي وإجهاض نضاله المشروع بوسائل وطرق ملتويّة غير مباشرة , متعاونة مع قوى الجهل والظلام على قهر وظلم أبناء الجنوب , بسلب حقوقهم وممتلكاتهم ونهب خيرات وثروات أرضهم ووطنهم .
|