الأخوة الأعزاء جميعا ...
شكرا لكم جميعا .. وشكرا للأخوة الذين استطاعوا إيصال هذه الرسالة إلى بعض المنتديات العربية واخص بالذكر العزيز / أبو فيصل الحضرمي .
وفي الحقيقة ان ما يتعرض له الجنوب اليوم من احتلال همجي متخلف يعتبر من وجهة نظري الشخصية " اكبر عملية سطو سياسي - عسكري " قام بها عربي تجاه عربي .. أو قامت بها دولة عربية تجاه دولة عربية أخرى... والمؤلم في كل هذا ان " أصحاب الحق " واخص بالذكر ( بعض ) نخبهم السياسية والقيادية والاجتماعية تكاد تسقط هذا الحق أو توشك ان تتنازل عنه في عملية تبدو " شاذة " تاريخيا ! وغير منسجمة مع ابسط ما درجت عليه البشرية في تاريخها ( القديم والحديث ) .. حتى تبدو لنا المسألة في مجملها غير مفهومة ومربكة الى حد كبير.
أخي العزيز / أبو عامر اليافعي
رغم كل الألم والمعاناة التي يعيشها شعبنا .. والتي يدفع البسطاء من أبناء الجنوب ثمنها من دمائهم ومن حقهم في الحياة , وتلك التي يدفع ثمنها أطفال أبرياء يجدون أنفسهم بين لحظة وأخرى " أيتام " كما هو حال ابنة الجنوب ( عائشة ) .. وغيرها . الا ان تلك المعاناة , وكأي معاناة حقيقية تمر بها شعوب حرة , تحمل في طياتها وفي المها وقهرها جوانب ايجابية تتمثل من وجهة نظري الشخصية في ما يسميه علماء الاجتماع السياسي بعملية (( بناء الأمة )) .. أو " صناعة الهوية الوطنية " التي تتجاوز في جوهرها عصبية الانتماءات العضوية الضيقة كالمناطقية و العشائرية , وهي انتماءات عصبية كانت – ولا زالت – سبب رئيسي في إخفاق الدولة العربية القطرية في تحقيق الاستقرار السياسي والتمكن من الديمقراطية الحقيقية .
وعلى هذا الأساس ... فقد كان لهذه المعانة دور كبير في بلورة هم وطني جنوبي جامع , كان من الطبيعي لهذا الهم ان يشعر بحجم الكارثة التي تعرض لها الشهيد الحدي أو الشهيد فارس طماح بصفتهما من ( الجنوب ) دون ان يحتاج ذلك للتذكير في لحظة معينة بأن الاثنين من ( يافع ) لكي يكون حمل همها بمقتلهما اخف وطأة على النفس .. وأنا على يقين تام بأن شخصية مثقفة في مكانتك الكريمة تدرك ذلك وتقدره .. مع تفهمي للقضية الخاصة التي تتحدث عنها بجميع أبعادها ( الاجتماعية – السياسية ) ... وربما لن آتي بجديد اذا ما قلت لك بأن معرفتي الشخصية بالإمكان والتضاريس الجغرافية والسكانية لمناطق ( ردفان – يافع – الضالع ) بحكم تنقلي فيها كثيرا أثناء تواجدي في الداخل , اكبر بكثير من معرفتي بما يماثلها في شبوة .. وهنا يكمن اكبر تفسير عملي لصناعة الهوية الوطنية التي تتجاوز المناطقية والعشائرية , وهذه الحالة ما كان لها ان تكون لولا وجود قضية وطنية جامعة هي قضية ( الجنوب المحتل )... ثق ياعزيزي بأن مصاب يافع هو مصاب الجنوب كله من أقصاه الى أقصاه.
|