عرض مشاركة واحدة
قديم 2010-06-03, 04:06 PM   #2
أبو عامر اليافعي
قلـــــم ماســــي
 
تاريخ التسجيل: 2008-02-14
الدولة: الجنوب العربي
المشاركات: 18,528
افتراضي

صحيفة ألمانية: الجنوب يريد الخروج من الوحدة وطائرة هليكوبتر أنقذت حياة الرئيس صالح



قالت صحيفة ألمانيةأن اليمن تحتفل بمرور عقدين من الزمن على إعادة توحيد البلاد، ولكن لا يوجد سبب يدعوا للابتهاج بين شطري البلاد التي تعصف بها الحرب الأهلية التي اتخذت نمط حرب العصابات.

وذكرت صحيفة صحيفة سود فست بريسسة(sudwest presse) أن طائرة هليكوبتر أنقذت حياة رئيس الدولة عندما قام مؤخرا اثنين من منفذي العملية في جنوب اليمن بإطلاق النار على موكب الرئيس علي عبدالله صالح ، وبالفعل كان في الهواء عندما تمت العملية التي أدت إلى مقتل أحد أعضاء الوفد المرافق له ، وجرح ثلاثة.

وردا على ذلك قامت القوات الحكومية بالانتقام من مدينة الحبيلين مسرح الجريمة وهي معقل للانفصاليين ، وذلك بوضعها لعدة ساعات تحت قصف نيران المدفعية.

وتستطرد الصحيفة : هذه هي الحياة اليومية في اليمن الموحد ، والذي يحتفل بالذكرى العشرين لإعادة توحيده. ولكن بينما يزداد تقارب الناس في شرق و غرب ألمانيا أكثر وأكثر فإنه في جنوب اليمن يتظاهر عشرات الآلاف من الناس في الطرقات رافعين أعلام جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية السابقة من أجل التحرير.

ما بدأ قبل ثلاث سنوات كتظاهرة للضباط الجنوبيين السابقين ضد فقدان معاشاتهم التقاعدية تحول في هذه الأثناء إلى مسيرات احتجاجية منتظمة ، تتخللها حوادث إطلاق النار مع الشرطة والاغتيالات السياسية.

وأشارت الصحيفة إلى أن 1500 من المنتفضين يقبعون وراء القضبان. وقتل أكثر من 100 – من ضمنهم حارس بوابة الناشر هشام باشراحيل في مدينة عدن الساحلية. حيث قام الجنود بمهاجمة منزل باشراحيل بالصواريخ ، وذلك لأن صحيفته ، الأيام ، أقامت منتدى لدعاة الاستقلال كان أوسع نطاقا مما يسمح به هوى النظام.

"
الحرب الأهلية على نار هادئة" ، هو الوصف الذي يطلقه المحلل السياسي عبد الغني الارياني على الوضع في وطنه في حديثه للصحيفة.
"
حركة الاحتجاج في الجنوب من دون شك يمكن أن تصبح تحديا كبيرا لاستقرار البلاد. بل و ربما لتماسك الدولة ،" جاء ذلك في تحليل لمركز الخليج للأبحاث ، و هو معهد للبحوث ومقره في دبي.

لقد حدث من قبل ، في عام 1994 ، بعد فترة قصيرة من إعادة توحيد البلاد أن قام سكان البلاد بمحاربة بعضهم . و بعد ثلاثة أشهر من الحرب فاز الشمال الأكثر سكانا ، بدعم من المرتزقة من صفوف المقاتلين الإسلاميين ، والذين تعلموا حرفتهم في أفغانستان خلال الحرب مع السوفيات. ومنذ ذلك الحين لم يهدأ سخط الجنوبيين على الوضع.

"
نحن هنا نعامل كالماعز" يشكو أحد الباعة في عدن ، والذي -- كالجميع هنا -- لا يريد أن يُكتب اسمه. الشمال يستخرج الثروات المعدنية في الجنوب و يعمل على مصادرة حقوق السكان السياسية والثقافية و يتهمهم بالردة و الانفصال. ، ومع ذلك – تنوه الصحيفة - فإن هيئتهم القيادية ممزقة و لا تملك برنامج واضح للمستقبل.

وتضيف : غالبية الأعضاء يتوقون للرفاهية كما في أيام الحكم الاستعماري البريطاني قبل عام 1967 ، عندما كان ميناء عدن يعتبر بعد نيويورك وروتردام ، ثالث أكبر ميناء في العالم.

وهناك أيضا فجوة اجتماعية كبيرة لا زالت حتى اليوم تفصل الجنوب عن الشمال ، والناجمة عن الحقبة الشيوعية ل 23 عاما ، الذي ألغى العديد من العادات والأعراف القبلية والعادات الدينية. و حظر الزواج من الفتيات القاصرات. وكانت النساء على قدم المساواة نسبيا مع الرجال و يخرجون بدون نقاب . و كان معدل البطالة غير معروف ، ومستوى التعليم أعلى من الشمال .

في صهاريج الطويلة القديمة يمكنك رؤية بقايا ذلك الماضي. فهناك حلبة الرقص الدائري و ورائها مباشرة مكان للفرقة التي تعزف على الهواء. و مقاعد من الخرسانة للشرب في المكان الذي كان يعتبر أكبر مكان للاحتفالات في عدن ، ويقال انه لا يزال حتى اليوم مهجورا ، بينما و مع نسيم المساء البارد يسمع صوت الأذان ينادي للصلاة في المساجد.

و مع الوحدة جاء التشدد الإسلامي و جاءت "الذقون" كما يطلق الناس على المتشددين الإسلاميين بازدراء و معهم جاءت عادات صارمة و اشتعلت النيران في مصنع البيرة و اختفت أوجه النساء خلف النقاب على حد تعبير الصحيفة.

ولكن نائب وزير المالية جلال يعقوب يعرف أيضا الجانب السلبي لتلك الفترة. فعندما أجبر النظام الشيوعي والده مع زملاءه على التظاهر للمطالبة بخفض الرواتب في عام 1975 قررت عائلته الفرار. "الناس يتذكرون الأشياء الجيدة و أما السيئة فينسوها" ، يقول: كان جنوب اليمن في عام 1990 مفلسا. كانت السلطة تقمع أي نوع من المعارضة و قتلت رجال الدين الإسلاميين و المعارضين للنظام دفنوا أحياء في حاويات. الحصول على السمك والبطاطس في كثير من الأحيان كان يتم بعد ساعات من الانتظار في الطابور، و كان من المستحيل تقريبا السفر خارج البلاد: جنوب اليمن كان كوريا الشمالية في السبعينات.

وتخلص الصحيفة بالقول : الوضع الحالي للبلد يغذي في عيون يعقوب الحنين إلى الماضي. اليمن هي واحدة من أفقر البلدان في العالم. واحد من كل ثلاثة من السكان الـ 23 مليون نسمة قد لا يأكل بما فيه الكفاية. نهاية هذا العقد سوف تجف آبار النفط الخاصة بنا ، مما سيؤدي إلى انهيار جزءا كبيرا من عائدات الحكومة. و كذا هنا تهديد جدي بنفاذ المياه تقريبا.

__________________
تَهونُ عَلَينا في المَعالي نُفوسُنا * * وَمَن يَخْطَبُ الحَسناءَ لَم يُغلِها المَهرُ
أبو عامر اليافعي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس