وَالنِّعَم بِالْقَبَائِل كُلَّهَا قَبَائِل الْجَزِيْرَة الْعَرَبِيَّة قَاطِبَة .
اذَا كُنْت تَقْصِد الْفَتْرَة مَابَعَد الْوَحْدَة الَى الْيَوْم فَأَقُوْل لَك بِأَن سِيَاسَة الْنِّظَام هِي مِن أَرَادَت لْقَبَائِل أَبْنَاء الْعُمُوْمَة مِن الْقَبِيْلَة الْوَاحِدَة فِي الْجَنُوْب أَن تَتَنَاحَر فِيْمَا بَيْنَهَا حَتَّى تَنْشَغِل بِالْإِقْتِتَال وَتَغُض الْطَّرْف عَمَّا يَدُوْر مِن تَدْمِيْر كَامِل لِلْدَّوْلَة ( وَالْمَقَام يَطُوْل لِلْسَّرَد ) .
أَمَّا اذَا كُنْت تَقْصِد فِي مَرْحَلَة مَابَعَد إِسْتِعْادة دَوْلَة الْجَنُوْب فَأَنَا أَقُوْل نَحْن نُرِيْد أَن نَعَيَش بِسَلَام وَأَمَان لَّانُرِيْد لَاحَمْل سِلَاح وَلاتَسُلِيح قَبِيْلَة وَلَاهُم يَحْزَنُوْن نُرِيْد الْمُوَاطَنَة الْمُتَسَاوِيَة لِلْجَمِيْع الْمُوَاطَنَة تَحْت رَايَة الْإِسْلَام نُرِيْد الْشُّعُوْر بِالْمُوَاطَنَة بِهُدُوْء وَسَلَام وَأَمَان ، مَاذَا جَنَيْنَا مِن الْتَسْلِيْح سَوَاء الْدَّمَار وَالْخَرَاب وَالْهُرُوب وَالَإِغُترَاب ، كَم مِن إِنْسَان هَرَب وَتَغَرَّب وَالْسَّبَب الْإِقْتِتَال وَظِل يَحْمِل فِي قُبُلِه كَلِمَة وَاحِدَة مَتَى سَأَعُوْد إِلَى وَطَنْي الَّذِي أَحِن وَأَشَتَاق إِلَيْه فَهَذِه غَرِيْزَة مَوْجُوْدَة فِي كُل إِنْسَان ، لَقَد وَاجَه الْإِنْسَان الْجَنُوْبِي الْكَثِيْر مِن الْصِّعَاب الَّتِي حَاوَلْت وَتُحَاوِل إِبْعَادَه عَن وَطَنِه لَيْس جُبْنَا مِنْه لَابَل أَن الْإِنْسَان الْجَنُوْبِي مُسْتَعِد أَن يَفْدِي وَطَنِه بِمَالِه وَدَمِه وَلَكِن إِن كَانَت هَذِه الْمَشَاكِل أَقْوَى مِنْه فَيُفَضِّل الْإِبْتِعَاد وَلَكِن يَبْقَى هَاجِس وَذِكْرَى مَوْطِنِه الْحَبِيْب فِي قَلْبِه وإِنْتِمَائِه لِأَرْضِه فِي عَقْلِه .
__________________
الأستاذ / أحمد عمر بن فريد
في أي عمل سياسي يستحيل أن يتحقق " الإجماع المطلق " وهذا أمر طبيعي ومسلم به.
|