طرحٌ قيّمٌ من الأخ عبدالقادر الزعيم "سابقا" ونزار السنيدي " حاليا".
اعتقد إن ماتم طرحه هنا يحوي القضية الجنوبية ومشكلة الاختلاف وطريقة الاتفاق .
حديثٌ مهم يتطلب منا أن نقرأه بتمعن وعمق والمراد أولا وأخيرا من هذا المقال هو تشكيل وعي وطني وفهم لمجريات الأمور وتبيان أسبابها وربط مايحتاج إلى ربط وعقله وفصل ماهو يحتاج إلى فك عن طريق الفكر .
أولا أود أن أشير إن التباين ظاهرة صحية مهما كانت حجم تلك التباينات وهي في الأساس وفي وضعنا الحالي تعتبر مرحلة انتقالية بين ماكان وبين ماسيكون ولم تنضج الظروف كما ينبغي ويحتاج لنا وقت حتى تكون تختمر الظروف أولا ثم النضج لاحقا .
ثانيا ومن خلال قراءة التاريخ القريب للجنوب ومن خلال الوضع الراهن سنجد حقيقة لا يمكن أن نرفضها عقليا وخاصة عندما نضع لها مقارنة جدية وبعيدا عن الأحكام المبيتة والجاهزة وننظر إليها بمصداقية هدفها الجنوب في المبتدأ والمنتهى إن الجنوب الآن في أجمل لحظات تاريخه وسيكون لهذا الوضع نتائج رائعة للجنوب خاصة إذا ما عرفنا كيف ندير قضيتنا بالاتجاه الصحيح والشكل الأمثل .
ثالثا أنا اختلف مع من يريد العجلة في تحقيق مايصبو إليه لأني مقتنع تماما إن ما يأتي سريعا يذهب سريعا وان طول المدى يقطع الحبل الحجر فالأعمال التي تأتي متأنية وسليمة تكون ارسخ واثبت وأكثر موافقة للجميع خاصة أنها تمضي متغلغلة في الأعمال والتوجهات مع مشاعر الناس ورغباتهم شيئا فشيئا .
رابعا نحن نحتاج إلى التمييز بين الأمور والأحداث كحقيقة لا غبار عليها وبين ماهو رأي أو وجهة نظر أو موقف منها . وخلط الأمور بين الحقائق والآراء يؤدي عادة إلى اختلاف لانهاية له وينتج عنه رؤى مشوهة وناقصة في كثير من جوانبها وغالبا مانصل فيها إلى طريق مسدود أو عقم فكري يخلق بالتالي نفسيات متزمتة أو خاوية أو مريضة وهو ما يؤثر معنويا على نضالنا وطريق الحرية فالمعنويات التي نمتلكها هي أقوى سلاح لدينا في مواجهة الآلة وقوة التدمير وإمكانيات الاحتلال .
خامسا لدينا مشكلة لها ثلاثة اتجاهات تحتاج منا أن نكون واضحين فيها وهي الرؤية السياسية للجنوب في فترتيه : فترة النضال لأجل الاستقلال وفترة بناء الدولة القادمة . وكذلك رؤيتنا من نموذج أو شكل التوحد بين مكونات الحراك الجنوبي والأخذ بأفضل الطرق التي لاتؤدي إلى تفجر صراع بينها نحن في غنٍ عنه أو إلغاء وتهميش من يكون خارجه وبالتالي أسلوب التوحد الجبهوي اعتقد هو الأفضل على الأقل في الوقت الراهن . والأمر لثالث هو الخيارات والأدوات المناسبة لعملنا الآن السلمي أو الكفاح المسلح أو المزج بينهما وذلك لان في أمور تستدعي الدفاع عن النفس وتوجيه رسائل مفيدة خاصة لمن هم أكثر ضراوة وعداء للجنوب وأبناءه .
الموضوع هذا فضفاض وواسع ولايمكن أن نلم بما يحتويه في مقالة واحدة ولكن كما اشرنا هو نوع من أنواع تشكيل الوعي لدينا وهو مانحن بحاجة إليه كثيرا .
تحياتي للزعيم السنيدي وشكرا لمقالك الجميل والقيم .