منحتم الأرض ما أحيا بواديها
وفي البحار لكم دانت شواطيها
انتم ذرى المجد والتأريخ يكتبها
صحائف سطرت أبهى معانيها
صمودكم أبهر الدنيا بروعته
وهكذا الخيل تزهو في نواصيها
وقد قدمتم فكان الله رائدكم
وفيلق الحق قد أرسى رواسيها
فلستموا من يكون الكفر آسره
إذ الأباة أبو إلا مواضيها
فغارة الله تعلو فوق هامتهم
وراية الله تحدونا فنفديها
صنعتم المجد فأحتار الزمان بكم
وقد رقيتم الى أعلى روابيها
هيهات ان يلتوي من بعدكم عصب
وقد زرعتم رياض جلّ ساقيها
فكل بدر بكم تضوي جوانحه
وكل نجم بكم للروح ضاويها
يا اشرف الناس في دهر تقاذفه
شم الخطوب وقد فاضت مآسيها
سماؤكم حلة غراء زاهية
راحت تظلل دنيانا وتكسيها
نام البغاة وثوب البؤس يدفنهم
وقد صحوتم على أحلى قوافيها
فمن نمجد لا ندري بكوكبكم
فكلكم نخبة والله هاديها
فلا مديح يداني ريح هيبتكم
ولا مقال سيستقصي نواحيها
وأينما حلت الأقدار في زمن
فسوف تذكركم أعلى نواديها
تبارك الله إذ أرسى دعائمكم
وبث فيكم ربى فاضت نواحيها
هجرتم العيش فاشتاقت جوانحكم
الى الخلود وما تاقت لفانيها
فلا الشدائد تقوى ان تطاولكم
ولا الموالي وما ساقت لقاضيها
فذا علي لسان الحق منطقه
يحكي حقائق أمجاد ويرويها
كأنه فوق ضوء النجم منبره
يطل والكون سمّاع لراعيها
وسيفنا وهو سيف الدين نعرفه
سيف على ثلة الأوغاد داحيها
فكم تباهت به أيامنا فرحا
وكم شهدنا له بالخير ساقيها
((منقول ))