مداخله من منظور تاريخي اسلامي " للعصبيه القبليه مناصر " بدليل ومناهض بدليل
فبعد انتهاء حالات الاحتلال الغربي للكثير من دولنا العربية و الاسلامية قامت الدول على اساس تكنوقراطي بعيد عن سلطة القبيلة و تحولت السلطات القبلية الى سلطة ثانية في الدولة بعد سلطة القانون و الدستور ، فجمعت هذه الدول بين الاقليات القومية و العرقية و القبائل المختلفة بعد ان كانت بعض الدول تعيش حالة من حالات الصراع القبلي المرير ، فانطلقت الاوطان على قاعدة العدل الاجتماعي و المساوة ، بالاخص ان الدين الاسلامي الحنيف قد الغى المفهوم القبلي من خلال مفاهيم جديدة جعلت من الارتباط بالقبيلة ارتباط ثانوي و ليس ارتباط من الدرجة الاولى ، فكان مما يدافعون عن فكرة اختصار سلطة القبيلة ضمن بوتقة الوطن من خلال نظرة اكثر شمولية من خلال الدين يعتمدون على قول الله ـ سبحانه وتعالى ـ: "وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم"، وقوله: "إن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاعبدون"، ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم: "كلكم لآدم وآدم من تراب إن أكرمكم عند الله أتقاكم"، ويقول الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ: "لا فضل لعربي على أعجمي إلاَ بالتقوى". وهكذا أصبحت الهوية السياسية لمجتمعاتنا تنطلق من خلال الوحدة الوطنية و الروح الاسلامية بعيد عن روح التعصب للقبيلة .
و كان المدافعون عن فكرة الالتفاف حول القبيل يعتمدون في دفاعهم على أن الولاء يجب ان يكون للقبيلة قبل الوطن على احاديث رسول الله و منها إن الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: إن الله اصطفى من ولد إبراهيم إسماعيل، واصطفى من ولد إسماعيل بني كنانة، واصطفى من بني كنانة قريشاً، واصطفى من قريش بني هاشم، واصطفاني من بني هاشم، وقوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ: إن الله خلق الخلق فجعلني من خير فرقهم وخير الفريقين، ثم تخير القبائل فجعلني من خير القبيلة، ثم تخير البيوت فجعلني من خير بيوتهم، فأنا خيرهم نفساً وخيرهم بيتاً. فكان بنظرهم رسول الله يفاخر بقبيلته و نسبها الشريف