السلوك الإنساني سواء كان صادراً عن فرد أو جماعة يوصف بأنه نشاط إرادي واعٍ وغائي ، ومتى فقد إحدى أوصافه تلك ، فإنه أما أن يكون عدماً لا يعتد به في حال صدر عن إرادة معدومة أو مكرهه ، وأما أن يكون عبثاً أو لهواً أو ترفاً في حال أنه صدر دون أن يتوخى منه صاحبه تحقيق أية غاية أو هدف أو نتيجة معينه ...
والظاهر من خلال وقائع حال الحراك الجنوبي مؤخراً أنه يتدحرج بنشاطه صوب اللاوعي واللاهدف أو غاية ، فصار نتيجة ذلك من قبيل اللهو أو العبث مع شديد الأسف لقول ذلك ولكنها الحقيقة التي أوصلتنا إليها هيئات وقيادات الحراك الحالية التي اختزلت دورها القيادي والتنظيمي في دور المؤذن للصلاة في مواقيتها دون أن يفكر بمن سيأتي للصلاة جماعة أو كيف سيأتي أو كيفية انتظامهم في صفوفها .. الخ فدوره يقتصر على الإعلان عن دخول وقت الصلاة فقط ولا يهمه وليس من مهامه ما يستوجبه ذلك الإعلان على العباد من تكاليف وواجبات ، إلا أن الفارق الوحيد بين المؤذن وقيادة الحراك هو أن المؤذن يصلي جماعة مع المصلين الذين لبوا نداءه بينما قيادات الحراك تؤذن وتنام والظاهر أنها لا تؤدي حتى الفروض في مخابئها !!
إذن فالمخرج هو البحث عن قيادة مؤذنه تؤدي فروضها جماعة في الميدان وتحرص على نوافلها وتتهجد في الثلث الأخير من الليل ...
هلا بحثتم لنا عن قيادة بهذه المواصفات أم أن طابور المؤذنين لم يخلص بعد ..
تقبل فائق تقديري واحترامي لطرحك الرائع واختيارك الموفق للمواضيع الهادفة