في الحقيقة يا مهندس ان المسألة ليست في الانتماء فـ هو حق لكل فرد ولكن أن يطغى هذا الشعور ليسيطر على صاحبه وينتشر بين أفراد المجتمع ليصبح مجتمعنا كـ مجتمع طبقي يفرق بين المواطنين حسب اللون والجنس والأنتماء !! كما يحصل الان بين قبائل كثيرة ولا نذهب بعيداً ففي اليمن [ الشمال ] خير مثال ... او في بلاد أخرى كـ قبائل القارة السمراء الهوتو والتوتسي ، وذلك نتيجة الجهل والأحقاد التي غذتها تلك السياسات من قبل دول او من قبل تلك الأقلام والعقول او القنوات او الأصابع الخفية .
في أعتقادي أن القبيلة بمفهومها الظاهر الذي نعرفه في اليمن [الشمال ]ٍ وفي بعض مناطق الجنوب أحد معوقات نشوء المجتمع المدني الذي ننشده في جنوبنا بـ أعتبارها حالة انكفاء ذاتي ذات نمطية فكرية غير واسعة ترفض الانخراط في عالم المجتمع المدني بمؤسساته ونظمه وأدبياته المتقدمة. حيث يتم تعزيز قوة المشايخ حينما يتم تحويلهم من مشايخ ضمان إلى متدخلين في الشأن السياسي، وهو ما هو حاصل بالشمال وهي المعضلة التي تواجهها ما تسمى اليمن ..وأصبحوا –أي المشايخ - هم المسئولون عن المواطنين مباشرة من دون السلطة وهذا هو الخلل برائيي وهذا ما يخيفني كثيراً .. فكرة القبيلة في حد ذاتها لا غبار عليها فهي شبه مؤسسة وطن أو دولة (في اصلها وجذورها )، تعتني بشؤون أفرادها وتحميهم وتنظم علاقاتهم مع بعضهم البعض ومع القبائل الأخرى، إلا أن مفهوم القبيلة وعصبيتها لم تعد تصلح لحالنا الآن، فلقد صار لنا أوطان تطالبنا بالانتماء والولاء والالتفاف لها وحولها، وشرع الكثير ن البشر في العلم في بناء ‘دول’ ذات مؤسسات لا مفر من اعتبارها الشرط الأساس لأي ‘تمدين’ وتقدم وتنمية واصبحت القبيلة شيء اجتماعي يعنى بالواجهة الاجتماعية بين الافراد المنتمين للقبيلة فقط وليس له أي ثقل في صناعة قرار سياسي او لا يستطيع ان يفرض قانون على افراد قبيلته غير القانون المسن من قبل الدولة التي ينمتي لها هذا الشيخ وافراد القبيلة ليسو ملزمين بما يقنن لهم من قبل شيخهم اذا لم يوافق الدستور الموضوع في تلك البلاد ، والتمدن والعيش تحت نظام دولة هي من المتطلبات البديهية خصوصاً وقد ولجنا القرن الواحد والعشرين.
|