موضوع مهم نحن في أمس الحاجة لمناقشته بهدوء...
الكثير من المتداخلين حتى الآن خلطوا بين الإنتماء و الولاء... و مسألة الولاء لا يمكن تجزئتها بين القبيلة و الوطن بل تكون من نصيب أحدهما... عرب الجزيرة كانوا معروفين بولائهم للقبيلة حتى التعصب في العصرالجاهلي و لهذا كانوا في أسفل سافلين... و عندما جاء الإسلام تحول الولاء إلى الله و الإسلام و بالتالي إلى دولة الخلافة الإسلامية فإستطاع أبناء القبائل أن يقيموا أعظم دولة في التاريخ...
و إحترامنا لمشائخ القبائل و السلاطين و الترحيب بإلتحاقهم بالحراك ليس من باب الولاء للقبيلة بل لأن هؤلاء المشائخ أعلنوا ولائهم للوطن الجنوبي و ليس للقبيلة و وضعوا مصلحة الوطن فوق مصلحة القبيلة و إلا ما كان لأبناء الجنوب من المهرة إلى المندب أن يرحبوا بهم و يشيدوا بهم.... فهل ترحيبنا بإنظمام الشيخ النقيب للحراك لولائه ليافع أم لولائه للجنوب؟... و هل الشيخ النقيب سوف يدافع عن مصالح أبناء يافع أم عن مصالح أبناء الجنوب عامة؟؟
مشائخ الجاهلية الذي ألتحقوا بالإسلام إستبدلوا الولاء للقبيلة بالولاء للإسلام و لم يعد هناك ذكر للقبيلة كمركز للولاء بل بقيت كلقب و ربما إنتماء و لكن الولاء كان لما هو أكبر منها!!!
و ما نقل هنا عن السلطان طارق الفضلي بأن الإشتراكي قبيلة من لا قبيلة له فإنه لعمري شرف لا يستحقه الحزب الإشتراكي لأنه كان قبيلة القبيلي و المناطقي و أحداث 13 يناير تشهد على ذلك...
و التاريخ ملئ بالأمثلة عن أشخاص قتلوا أقرب الناس إليهم لأنهم خانوا الوطن.. و إلى من يحاولوا أن يساوا بين الولاء للقبيلة و الولاء للوطن أوجه السؤال التالي:
لو أن شيخ قبيلتك خان الوطن... ماذا سيكون موقفك منه؟ و لو أن قبيلتك وقفت ضد الوطن كيف ستتصرف؟ هل ستقاتل مع قبيلتك ضد الوطن؟
و الوطن بحد ذاته حتى يستحق ولائنا ... يجب أن يحفظ مصالحنا ويصون كرامتنا و يحكم بيننا بالعدل عن طريق مجموعة من القوانين التي تضبط تعامل المواطنين مع بعضهم و تعاملهم مع الحاكم. لو قدم الوطن لنا العدل و المساواة و حفظ لنا كرامتنا و حقوقنا فإنه من البديهي أن يكون ولائنا له... ولكن عندما يدار الوطن من قبل عصابة فاسدة كما هو حاصل في اليمن فمن الطبيعي أن يكون ولاء المواطن للقبيلة التي تحميه من تعسف الحاكم و طغيانه!!
و على العموم الولاء للقبيلة هو في طريقه للزوال كما حصل في كل دول العالم لأن هذا هو منهج التطور... القبيلة تذوب في الوطن بمرور الزمن من جيل إلى جيل مع إنتشار الحضارة المدنية... و قد ذكر أحد المتداخلين و بشكل جميل كيف تغير إرتباطه و إرتباط إبته بالقرية مقارنة مع أبيه!!!
كل دول العالم المتطور كانت تعيش يوما ما على شكل عشائر أو قبائل سواء في أروبا أو جنوب شرق آسيا أو حتى في البلدان العربية حيث يتناقص تأثير القبيلة رغما عن أنف الحكام الذين يحاولون أن يستخدموا القبيلة من أجل الحفاظ على كرسي السلطة!!!
__________________
درة الجنوب ...... الشهيد الطفل عبدالحكيم الحريري
|