عرض مشاركة واحدة
قديم 2010-05-25, 10:59 PM   #59
نايف الكلدي
قلـــــم ذهبـــــي
 
تاريخ التسجيل: 2008-01-09
المشاركات: 4,299
افتراضي



اليمن: توتر في مأرب بعد ضربة
خاطئة للجيش ضد تنظيم "القاعدة"
المستقبل - الاربعاء 26 أيار 2010 - العدد s2031 - الصفحة الأولى - صفحة 1

صنعاء ـ صادق عبدو
ساد توتر شديد محافظة مأرب، شرق صنعاء، بعد مقتل خمسة أشخاص وجرح إثنين آخرين في ضربة جوية نفذها الجيش من طريق الخطأ ضد أهداف لتنظيم "القاعدة" في المحافظة، حيث كان بين القتلى نائب محافظ مأرب، الامين العام للمجلس المحلي جابر الشبواني، وعدد من مرافقيه.
واندلعت مواجهات مسلحة بين قوات الجيش وقبائل عبيدة التي ينتمي إليها القتلى والجرحى، فيما أمر الرئيس علي عبدالله صالح بتشكيل لجنة برئاسة وزير الداخلية مطهر رشاد المصري للوقوف على ملابسات الحادثة التي اثارت غضباً كبيراً في أوساط قبائل مأرب، التي ساندت الرئيس صالح طوال مراحل حكمه .
ونفت مصادر رسمية أن تكون طائرة أميركية نفذت الضربة الجوية في عملية أول من أمس، وذلك رداً على مصادر محلية في مأرب أشارت إلى أن طائرة بلا طيار هي التي نفذت العملية بينما كان الشبواني في طريقه للقاء عدد من عناصر تنظيم "القاعدة" في مهمة وساطة لتسليم أنفسهم إلى السلطات الأمنية. وأكدت المصادر ان الغارة نفذتها مروحيات يمنية وأنه وقع خطأ في تنفيذ الضربة .
وبعد ساعة على الحادثة، اندلعت اشتباكات بين قبائل عبيدة التي ينتمي إليها الشبواني وقوات الجيش، وتحدثت الأنباء عن سقوط قذائف على مبنى المحافظة، فيما صدت قوات الجيش المئات من رجال القبائل حاولوا اقتحام معسكر الدفاع الجوي وقيادة المنطقة العسكرية في المجمع الحكومي في مدينة مأرب، بالإضافة إلى السيطرة على القصر الجمهوري بعد نشر عشرين دبابة في محيط القصر، قبل أن تقوم مجموعات أخرى بتفجير أنبوب نفط في منطقة "كيلو 45" في منطقة عرق آل شبوان ومحطتي نفطة في مأرب .
وسقطت قذيفة على مبنى البنك المركزي في المحافظة ما أدى إلى إحقراق أجزاء منه، وقال مصدر طبي في المستشفى العسكري في مأرب إن سبعة مواطنين أصيبوا جراء قصف عسكري بقذيفتين لسوق شعبي في منطقة الحصين، كما هاجم رجال القبائل أبراج الكهرباء التي تمد العاصمة صنعاء بالطاقة الكهربائية، ما أدى إلى وقف إمدادات الكهرباء لعدة ساعات.
واستمرت الاشتباكات بالأسلحة الثقيلة طوال مساء أول من أمس وصباح أمس قبل أن تبدأ وساطات قبلية لاحتواء الموقف بعد تشكيل الرئيس صالح لجنة تحقيق للوقوف على ملابسات الحادث، كما عبرت اللجنة الأمنية العليا عن أسفها للحادث الذي أودى بحياة المسؤول المحلي في محافظة مأرب .
ووسط حضور كثيف من رجال القبائل في مأرب، تم دفن الضحايا في وقت عقدت قبائل عبيدة اجتماعاً لجميع مشايخها لتدارس آلية الرد على الحادث، وسبق لقبائل عبيدة التي ينتمي إليها الشبواني أن توعدت باستهداف جميع المصالح الحكومية بمأرب رداً على مقتله .
وكان الشيخ جابر الشبواني الشخصية الحكومية التي وقعت أول اتفاقية تنموية مع الحكومة الأميركية عقب حادث الهجوم الذي تعرضت له السفارة الأميركية في صنعاء في شهر رمضان الماضي، وتضمنت الاتفاقية إنشاء مدرسة نموذجية للتعليم الأساسي في مركز محافظة مأرب.
ولقيت الحادثة استنكار الهيئة الوطنية للدفاع عن الحقوق والحريات (هود) حيث أشارت في بيان لها إلى أن "قتل المواطنين اليمنيين بالطائرات الأميركية خارج أحكام القضاء، وتحت مسمى أن القتيل مطلوب أمنيا،ً يعتبر تخليا عن سيادة اليمن في بسط نفوذها على إقليمها ومشاركة في جريمة ضد الإنسانية".
واعتبرت أن ما "جرى أمس بحق الشبواني وخمسة من افراد أسرته ومرافقيه هو تتويج للاستلاب اليمني والاستسلام للإرادة الأميركية"، كما أنه "عمل لا يمكن إن يتم بعيداً عن الملاحقة الأمنية الأميركية لمواطنين يمنيين سمحت الحكومة اليمنية بل وشاركت في قتلهم خارج القضاء".
على صعيد متصل في قضية خطف السائحين الأميركيين، قالت مصادر قبلية في محافظة صنعاء إن الوساطة القبلية التي بذلت أول من أمس للإفراج عن السائحين، فشلت في التوصل إلى نتائج، بعدما رفض الخاطفون تسليم السائحين قبل أن يتم تسليمهم قريبهم السجين حميد شرده الموجود لدى الأجهزة الأمنية .
وأوضحت المصادر نفسها أن حملة أمنية بقيادة مدير أمن محافظة صنعاء محمد طريق توجهت إلى منطقة قبائل شردة، وأنها بانتظار ألاوامر للمداهمة والإفراج عن الأميركيين .
إلى ذلك، بدأ عدد من السجناء في السجن المركزي المحسوبين على "الحراك الجنوبي" إضراباً عن الطعام احتجاجاً على عدم الإفراج عنهم تنفيذاً للمبادرة التي أعلنها الرئيس علي عبدالله صالح قبل أيام .
في الأثناء أصدرت الشعبة الجزائية الاستئنافية المتخصصة في العاصمة صنعاء أمس حكمها بالإعدام بحق كل من عبدالكريم على لالجي، وهاني أحمد دين، المدانين بالتخابر مع إيران.
وقضي الحكم في الجلسة التي عقدت أمس برئاسة القاضي محمد الحكيمي بتأييد الحكم الابتدائي بكل فقراته القاضي بالإعدام للمتهمين الأول والثاني، وبراءة المتهم الثالث في القضية اسكندر عبدالله يوسف لعدم كفاية الأدلة، واستندت المحكمة في قرارها إلى ثبوت قيام المدانين خلال الفترة 1997 ـ 2008 بالتخابر مع دولة أجنبية والاتصال غير المشروع مع من يعملون لمصلحتها، وتسليم وإرسال وثائق وأخبار خاصة بالدفاع والأمن والاقتصاد عبر التقائهم بالملحقين الثقافي والتجاري بسفارة إيران في صنعاء، ما أضر بالمركز السياسي والديبلوماسي لليمن .


http://www.almustaqbal.com/stories.aspx?StoryID=410754
__________________
نايف الكلدي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس