اخي العزيز المفلحي وكل الزملاء الذين أسهموا في إثراء الطرح , فبعد تصفحي له ولبعض المداخلات التي أعقبته وجلها مفيده ومركزه وهامة فأني أعتقد جازماً إن المرحلة المنصرمة من تاريخ المسيرة النضالية لشعبنا قد اوصلتنا بنتائجها ومعطياتها وابعادها الراهنة إلى قناعات كبيرة بضرورة العمل على إستيعاب الحقائق كما هي عليه على الارض تماماً بمعنى إن نرى كل التفاصيل بكل الوانها وتنوعاتها ومن مختلف الزوايا وفي كل مربعات العمل والحركة وبعيون مفتوحة , فالنجاح جماهيرياً ووطنياً موجود والإخفاق في بعض الجوانب لا سيما السياسي والإعلامي ايضا موجود ولا يستطيع أحد نكران ذلك ولطالما وحرصنا قائم بدافع العطاء لأجل المزيد من النجاحات فيجب اولاً إن نقر بالاخفاقات جميعها, ونصوب بشكل جريئ وصريح وباخلاق عاليه كل الاخطاء ونسميها بما في ذلك الإشارة إلى شخوص من نعتقدهم متسببين في إحداثها أو بتصرفاتهم مساعدين على بقائها وتواجدها بشكل مباشر أو غير مباشر بقصدهم أو بدون بوعيهم أو بدون برضاهم أو بدون !!
فكل معطيات أرضنا اليوم تجبرنا على مواجهة الواقع وحقائقه بتروي وحنكة وعقل مع شيئ من الصراحة وليزعل من يريد ,هذا القول كررناه دائماً ومن فترة طويلة وخاصة بشان العمل السياسي ومعضلاته وضعف القائمين عليه ..نعم ان معطيات الارض كلها تجبرنا وتلزمنا وطنياً وإخلاقياً على التوقف بتأمل امامها وإستيعابها بكامل تفاصيلها لأجل تهيئة الاجواء الممكنة لاستقبال القادم من المهام والتحديات بالمزيد من التصحيح والتنظيم والتلاحم والتراص حتى نستطيع بناء المستقبل بناء سليم , والكلام العام بهذا الإتجاه قد يطول ويكثر ويتنوع والمهم إدراك المقصد والفكرة أوالزبده كما يقال ..
لذلك فأني أعتقد إن اللحظة اليوم هي لحظة الوقوف الجاد عمليا بمسؤلية وأمانة امام حقيقة المشكلات التي تواجة الحراك السلمي جميعها ( نقف امامها بعد إن نسميها ونقر بوجودها كما أشرت سابقا ) وأولها مشكلة القيادة وأزمة وعي عناصرها وضعف أدائهم السياسي والإعلامي , ويؤخذ للإصلاح معيار التخصص والخبرات ونظج الشخصيات وتأثيرها بما يلائم الحاجة بحجم التحديات والمهام ..هذه القيادات لا بد أن تكون واعية ناظجة معاصرة عميقة مدركة لكل شيئ ولو بشكل نسبي لأن الكمال لله وحده , وقد يكون عناصر هذه القيادة كلهم أو نصفهم من غير الطاغين على المشهد والسطح والمتزاحمين على مربع المنصات والمكرفونات وحمل الملفات !! , هذه القيادة المنقذه التي نأمل بتواجدها على وجه السرعة لا بد إن ايضا تكون أكثر فهم وإستيعاب لمهامها ومسؤلياتها وواجباتها بدرايه كاملة وشاملة داخليا وخارجيا ..
نريد قيادة ناظجة تعمل على طمئنت الناس وبلورة صورة وطنية مثلى لشكل القادم ونوعه ومزاياه بعيداً عن كل ما كان له صله بالماضي وصورة ، حتى ترتص الجماهير بكل امكاناتها خلفها من الداخل إلى الخارج .
ومن خلال متابعاتنا لما يردده الجنوبيون في أكثر من مكان وبخاصة على صفحات المواقع الألكترونية وفي مجالس اللقاءات والأمسيات فأن المشكلات في سياقها العام الغير تفصيلي تتمثل في نقطتين :
الاولى : غياب المفهوم الوطني الجامع للقضية ( الرؤية الواضحة للعمل السلمي والوطني المنظم ) ومعروف نشوء الحراك وتصاعده منذ قرابة 4 أعوام كان ولا يزال بشكل عفوي غير مستند على برامج وخطط ومشاريع سياسية وطنية مدروسة وقد أدئ ذلك إلى تشرذم الناس ضمن مكونات مختلفة كل منها سعا ويسعى لتحقيق بعض المكاسب وفق أهواء فردية ربما على حساب المشروع الوطني وهو الأمر الذي أضعف إلى حد ماء فعاليات مسيرة الحراك السلمي وحرمها من الإقبال النوعي في التأييد والدعم والمسانده داخليا وخارجيا , ويدخل ضمن هذا الإطار غياب الامكانات الداعمة لهذا العمل التحرري وأهمها الدعم المادي الذي كان يفترض البحث على مصادره منذ البداية لتمويل النفقات المختلفة المطلوبة لتنفيذ الفعاليات والأمسيات والندوات وكذا تمويل جوانب الإعلام وعلاج الجرحى وكذا مساعدة أسر الشهداء والجرحئ وغير ذلك , وبدو رؤية إستراتيجة واضحة الأبعاد والمعالم سياسياً ووطنياً داخلياً وخارجياً فلا يمكن إن نتصور إيقاعاَ منضبطاَ ومسؤلاً لمسيرة الحراك ..
النقطة الثانية : وهي ذات إرتباط وثيق ومباشر بالاولى وتتمثل بأزمة العقل السياسي أو ما يسميه البعض بالفراغ السياسي الذي يعيشه الحراك السلمي , وهذه الأزمة أو الفراغ بات واضحاً جلياً وقد وصل المشروع التحرري في هذا المحور الهام إلى حالة من الإنسداد والفشل التام , فشل عام وشامل على مختلف الجوانب , ومن ذلك عدم تحقيق إختراقات وكسب مواقف داعمه على المستوى الخارجي , ايضا عدم مقدرة هذه القيادات السياسية على التوظيف ( توظيف الأحداث والمشكلات والإنتهاكات والمعطيات بصورة عامة بشكل جاذب ) وما يتبع ذلك من عروض ومناورات ومحاورات ولقاءات والخ لإحراز تقدم في المواقف المسانده للجهات والمنظمات والشخصيات إلى جانب قضيتنا لا سيما الفاعلة في صناعة القرار السياسي الدولي والمؤثرة على المنطقة العربية بشكل مباشر أو غير مباشر , فضلا عن عدم مقدرة هذه القيادات على صناعة الاحداث النوعية داخليا وخارجيا التي تحتاجها تحركات المشروع الوطني في مجارات احداث وفعاليات الحراك السلمي الشعبي المتصاعد , ولأن فاقد الشيئ لا يعطيه فأني لا أتصور عطاء من هذه القيادات في ضِل تشرذمها وتباعدها الواضح عن بعضها البعض ( ولا يجب إن نحمل السيد الرئيس كل المسؤلية الذي نعتقد ان خطابه الاخير قد يكون منطلق التغيير العملي وبداية التحرك الحقيقي المطلوب لحل مشاكل الحراك السلمي ومشروعه الوطني والسياسي باذن الله اذا تبعته جهود الترجمة العملية ) , ولمعالجة الخلل بهذا المحور سبق لنا الإشارة لبعض ما نعتقده ممكنا للإصلاح .
وهناك الكثير من يكتب ويكتب للراي واستعراض المشكلات وإقتراح الحلول ولكن الكل حتى اللحظة عاجز عن إستيعاب الأزمة الحقيقية بتفاصيلها الصغيرة ! .. كيف نبدأ ؟ ومن أين ؟ وما هي الألية المطلوبة لتحريك الأجندة السياسية الجنوبية على مسرح العمل ؟ وهل نستطيع رسم مخطط جديد لتوزيع المهام ونقل فلان أو علان من هنا إلى هناك وآخر من الكرسي إلى البيت !
ملاحظة : لا بد إن نفرق بين القيادة السياسية والميدانية للحراك فالسياسية سياسة والميدانية " ميدان " وقيادات الميدان هي التي اوصلتها مسيرة الحراك السلمي إلى مواقع المسؤلية المباشرة في ظروف إستثنائية وأغلب عناصرها فاقده للكثير من الإمكانيات والمقومات والصفات القيادية , حيث تعمل باخلاص للمبدئ والموقف ولكنها لا تستطيع إن تقدم للسياسة والعمل السياسي ما تحتاجه القضية ويحتاجه الجنوب ومستقبله !
شكراً
__________________
[img2]http://fast.mediamatic.nl/f/hmfm/image/810/9884-450-384.jpg[/img2]
التعديل الأخير تم بواسطة ابو عهد الشعيبي ; 2010-05-24 الساعة 02:12 PM
|