وترجل احد الفرسان ورحل عن دنيانا الحقيرة .
رحل في قلوبنا وفي مشاعرنا وبكينا على فراقه وروحه تبكي حالنا .
رحل بشرف وابى الا ان يكون طاهرا ونقيا وشريفا .
ياترى هل يمتد بنا الحال ونموت يوما من الايام بمثل هكذا شرف وهكذا نقاء ؟
احيانا اشعر ان من رحل عن دنيانا هذه بكل منغصاتها وقبحها خير منا الذين نحن ناكل ونشرب وننتظر رحيل فارس اخر ونقي اخر وشريف اخر.
جاء المشيعون من كل مكان ليلقوا على واحد من خير الناس نظرة الوداع واللحظة الاخيرة قبل ان يتوارى عنا ولا يبقى منه الا ذكرى لرجل كان يملئ الارض ضجيجا وهاهو اليوم في سكون وما اقوى صمت القبور .
بلا شك اليوم قلوب انفطرت ودموع سالت وهي ترى احد رجالها في لحظات الوداع الاخير والموقف الاخير .
القتلة يمرحون ونحن نبكي
القتلة يرقصون ونحن نشيع
سيارتهم تحمل ما لذ وطاب
وسياراتنا تحمل به النعوش
نحمل نعشا ونقدم فارس اخر لتشييع اخر.
ادمنا الجنازات والنعوش والجثامين المجانية.
ونخشى ان ندمن الموت لاجل ان نموت.
ربي يرحمك يا فارسنا البطل
وربي يسكنك فسيح جناتة
ويلهم اهلك المحزونيين الصبر والسلوان .
لن ننساك ولن ننسى مبادءك ولا يوم تقاطر ابناء الجنوب ليودعوك الوداع الاخير.