رحمة الله عليك أيها الشهيد فارس .
وكم الحزن في قلوبنا على عدم قدرتنا على المشاركة في تشييع جثمانك الطاهر بسبب كثرة الحواجز الأمنية والعسكرية لقوات الاحتلال الغاشمة، فلقد وصلنا منذ الصباح الباكر (مجموعة من ناشطي الحراك السلمي الجنوبي في العاصمة عدن) إلى حاجز عسكري مستحدث يقع خلف نقطة تفتيش مثلث العند التي أستطعنا إجتيازها بحجج ورجاءات، ولكن بالحاجز الثاني تعقد الموقف أكثر وكادوا جنود الاحتلال الهمج أن يطلقوا النار علينا، برغم وجود معنا في الباص نساء وأطفال .
ولم نيأس إلا بعد مرور سيارة الإسعاف التي تقل جثمان الشهيد فارس وسيارة هايلوكس يبدو أن فيها أهل الشهيد، وبعد أن فتشوا جنود الاحتلال السيارتين سمحوا لهما فقط بالمرور بإتجاه الحبيلين .
فتألمنا كثيرا ً ونحن نشاهد جثمان الشهيد فارس يمر بجوارنا دون أن نستطيع أن نلحق به ونشارك في تشييعه (وهذه المرة الأولى بالنسبة لي، أن أخرج للمشاركة في فعالية ولم أوفق بها) .
وبعد إنتظار أكثر من ساعة جوار الحاجز العسكري (شاهدنا فيها معنى البلطجة وعدم التفاهم مع المواطنين إلا بالعنجهية) عدنا أدراجنا بعد أن يأسنا وبعد أن علمنا بأنه تم تشييع الشهيد فارس محمد أحمد المشألي بما يليق به كفارس جنوبي ترجل من على جواده، فرحمة الله عليك أيها الشهيد البطل، ولا نأمت أعين الجبناء والمتخاذلين .
__________________

عدن مفتاح الاستقلال
|