عرض مشاركة واحدة
قديم 2010-05-18, 10:58 AM   #2
منصور بلعيد
قلـــــم فعـــّـال
 
تاريخ التسجيل: 2009-11-03
المشاركات: 366
افتراضي

[center]
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة بائع المسك مشاهدة المشاركة

أخي علي المفلحي : لقد بذلت جهداً رائعاً وتقريباً تكاد تكون قد تطرقت بصورة مباشرة أو غير مباشرة الى جميع أو جل الاختلالات الحاصلة في مسيرة الحراك الجنوبي وابرز أسبابها ...

وبنظري أن النظرة المنطقية التحليلية التشخيصية لأي مشكلة تقتضي تحديد ماهية تلك المشكلة ثم البحث في أسبابها ومقدماتها وجذورها الأولى التي غذتها بمقومات البقاء والنماء ، وعلى هدىً من تحديد ماهية المشكلة وأسبابها يتم اقتراح وإيجاد الحلول المناسبة لاستئصال أسبابها وتدارك نتائجها وتداعياتها الخطيرة بالمعالجة..

وبإسقاط ما سبق على أزمة الحراك الحالية ، نجد أن الكاتب قد أشار إلى عدة مظاهر لماهية تلك الأزمة (المشكلة) يمكن إجمالها بتعثر مسيرة الحراك وعدم تجانس وتوافق قياداته وهيئاته وتنافرها وبروز حالة عداء بينها .. الخ ، بمعنى آخر تعثر مسيرة الحراك وبروز مظاهر الوهن والتخبط وعدم الوضوح فيها ، كما أشار الكاتب إلى عدة أسباب لتلك المشكلة يمكن إيجازها : صراع الماضي والحاضر ومفاهيمهما بين القيادة ، اختراق السلطة لصفوف الحراك ، عدم وجود رؤية واضحة للقضية الجنوبية , عدم إجماع قيادة الخارج على الهدف ، غياب الحوار ، تغليب البعض للمصالح الشخصية والحزبية ، عدم قدرة مواكبة القيادة لحركة الشارع ..

دعونا لا نختلف على ماهية المشكلة فهي باختصار كما أشار الكاتب لمظاهرها تتلخص في اختلال نشاط الحراك داخليا وخارجيا سياسيا وميدانيا ، ولكن الأمر المهم هو تحديد سبب ذلك الاختلال ؟ وهل ما ذكره الكاتب من أسباب هي جميعها جذر المشكلة ومسببها ؟

للإجابة على السؤالين يقتضي بنظري تحديد ماهية السبب : عرف علماء أصول الفقه الإسلامي السبب بأنه : " ما يلزم من وجوده الوجود ويلزم من عدمه العدم " بمعنى أن سبب أية مشكلة هو الذي يلزم من وجوده ، وجود تلك المشكلة ومن عدمه عدم وجودها ، فلولا ذلك السبب لما وجدت المشكلة أساسا ، وترتيبا على ذلك ، فهل الأسباب السبعة التي ذكرها الكاتب ينطبق عليها ذلك الوصف ؟ لنتساءل :

ــ هل يلزم من وجود ( صراع الماضي والحاضر ومفاهيمهما بين القيادة ) وجود جميع الاختلال الحاصلة بين مكونات وقيادات الحراك اليوم ، لا يستطيع أحد أن يجزم بذلك فضلا عن أنه لا يلزم من عدم وجود هذا الصراع عدم وجود تلك المشكلة ومن ثم فقد احد شرطي السبب ، كما أن الصراع بين الماضي والحاضر القديم والجديد الأصالة والمعاصرة ، مسألة قائمة ومن سنن الحياة البشرية منذ الأزل إلى الأبد ، وتحول هذا الصراع إلى معوق ومعرقل لتتطور وتقدم أي امة أو شعب ، يرجع إلى أسباب أخرى ثقافية أو عقائدية ، وهذه الأسباب قائمة في مجتمعاتنا العربية والإسلامية والصراع حولها إلى الآن قائم في ميادين أخرى لم يصل بعد إلى الحراك الجنوبي واسأل الله إبعاده عنه ..

ـــ هل يلزم من وجود (اختراق السلطة لصفوف الحراك) وجود جميع الاختلالات الحاصلة اليوم في نشاط الحراك ، قد تكون الإجابة بالإيجاب في حالة التسليم المطلق بحصول ذلك الاختراق ، ووجود ذلك الاختراق بحد ذاته مشكلة تتطلب بحث في أسبابها ومعالجة تلك الأسباب ، ولا أظن أن الاختراق مسلم به في الوقت الراهن .. فضلا عن أن عدم وجود هذا السبب لا ينفي وجود المشكلة فيفقد بذلك احد شرطي السبب ..

ـــ هل يلزم من ( عدم وجود رؤية واضحة للقضية الجنوبية) وجود جميع الاختلالات الحاصلة اليوم في نشاط الحراك ؟ الإجابة نعم دون تحفظ أو تردد لتحقق شرطي السبب فيه، ذلك أن الرؤية أو البرنامج السياسي لأي هيئة أو حزب هي بمثابة المرشد والدليل الذي يضبط له اتجاهات السير وزمنه ومكانه وهو سفيره المعرف به أمام الآخرين وبغير هذه الرؤية أو البرنامج السياسي فهو كالأعمى الذي لا يعرف اتجاهات طريقه ومسالكها وكاللقيط الذي لا يعرف الناس والديه ولا نسبه ، ووفقا لهذين المثلين يجب إدراك وضع الحراك الجنوبي اليوم فهو ــ بدون برنامج سياسي ــ بالنسبة للجنوبيين كالأعمى الذي يتخبط لا يدري بأي اتجاه يتحرك فتراه تارة ينادي بزيد وتارة أخرى بعمرو ليأخذ بيده ، ولأنه هو بذاته لا يدري إلى أي اتجاه يريد أن يذهب ولا أي طريق سيسلك ، فإن زيداً وعمر لم يستطيعا مساعدته لبلوغ مبتغاه ، وهو بالنسبة للخارج ــ بدون برنامج سياسي ــ كاللقيط مجهول النسب لا يستطيع أحد أن يتعرف عليه ولا أن ينسبه إلى احد ، فهل فكر احد من قيادة الحراك في إزالة الغشاوة عن عيني الحراك ورفع الجهالة عنه ... ؟ حانت صلاة الفجر ، ولي عودة لإكمال الحديث

للجمــــــــــــــــــــيع تحية





بأنتظار بائع المسك لحتى عودته بعد صلاه مقبوله ان شاء الله
تحيه بحجم الانسانيه للكلام المسك وبائعه
__________________


معرفة العالم الذي يعيش فينا اهم من معرفة العالم الذي نعيش فيه
منصور بلعيد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس