اصطدت من الحوار أفكاراً .. أتمنى اني وُفِقتُ لفهمها ....
اولاً : اعتقد ان ردة الفعل هي نتاج حضاري ( ولا يشترط ان يكون متحضر ) نتاج موجود ومُشاع ... بين كل وجميع العقليات .. إنما يظهر بصورة مميزة بين العقليات العربية ..
لتميزها بعدم الضغط بقوة على المكابح أثناء الحوار .. وقد تعني الجنوب لأنك تريد إرسال مباشرات التوجيه .. والتردد العقلي قبل الرد عليك ..
هنا .. توقفت وعلمت ان لديك أطروحة أشبه ما تكون بأطروحة القرن .. أو توجيهات متعوب عليها .. فنسخت كتابتك أستاذي واعتكفت على اسطرها ..
واعتمدت في تفسيرها على مداخلات عربي أمريكي .. وعلي المفلحي .. لأنهما المداخلتين التي بدءات تشرح لي شيء من عمق معاني الموضوع ...
عموماً ..
(نعترف دائماً ان هناك هيمنة فضائية على الفكر التربوي والتعليمي والبنيوي جاءت من مصدر يبث تعاليمه داخل الشبكة الجنوبية فتتوحد في الغالب الآراء ويتقارب بينهم الفكر والأفكار ؟ )
ولكن اسمح لي وليسمح لي قلمك اني خففت لون كلمة جنوبي في الموضوع .. حتى استطيع إيجاد علاقة بين الفكر العام الذي تنشده وبين فكر الجنوبي ..
ولأكون اكثر انصافا مع الجنوبي .. وبين تلك العقلية التي تعنيها .. وسيطرت على حوارك ..
لست ابحث يا سيدي ابدا ً .. عن مقارنة بين الشرق والغرب حين ارغب في الارتقاء .. فالإنسان بما يتلقى ويتشبع توارثيا و تغذية تعليمية وتربوية وفكرية من تجارب العالم ... وكل العالم النظري الذي أمامه فانه ان يك طفل الأمس او متخلف الأمس .. فاليوم امتزجت تلك التغذية في خلايا الفكر لديه .. وحين يطمح الى الرقي والتحضر فمن الاحتقار لي كإنسان ان انشد التحضر الأمريكاني أو الأوربي ... بدون الرؤية والتنقيح واستشارة خلايا صديقي الإنسان واختيار نتائج تلك الحضارة .. بصرف النظر عن مدى التفاوت بيني وبينهم اقتصاديا او فكريا او ثقافياً .. لأني ( الإنسان ) يا أستاذي العزيز وكما قلت انت سابقاً .. لازلت أتلقى موروثات شعبية وأعيش جدلاً مع الدولة وسياستها ومع عواطفي الخاصة ..
اذاً ... فالأولى بكل عربي ان يبحث عن الرقي في العالم بدون قياس الفوارق واحتقار الذات او المجتمع .. بل يصب مجهوداته في تطوير كيانه بآخر موجودات الحضارات .. مع كامل الاحترام للفكرة الدينية او المجتمعية السائدة والتي لا تتعارض إطلاقا مع أي حضارة عالمية مثلا ..
( احترام رجال الدين .. أو التعاون .. الكرم .. الفزعة .. او مراعاة دور المرءاة في المجتمع العربي .احترام القبلي لقبيلته , واحترام الإنسان لآدابه الاجتماعية ... وغيرها )
خلاصةً ... يجب ان نعترف بضرورة الانفتاح الثقافي على الآخر دون خطر الاجتياح والاستلاب ، والحفاظ على خصوصية الأنا الثقافية دون تحجر أو عزلة . ويجب ان نعيد في أفكارنا ما الذي نريده من العالمية .. لا ان نقيس مدى تخلفنا عنها ؟) وأن نستجيب الاستجابة اللائقة بالتحدي ، وأن ننتهز الفرصة كي نعيد النظر في حياتنا الثقافية العربية ، وفي مدلولاتها السياسية من منطلق الإيمان بـ (حرية أكبر، تسلط أقل).
( لست معك في كلمة ضياع .. التي رءايتها منك سابقاً حول الفكر او العقل الجنوبي .. فمصطلح الكلمة يعني وقوع الجنوب ( من .. والى ) تحت حكم آخر , ليس سياسياً فقط بل وفكرياً ونهجياً ... ينما يختلف في ذلك العقل الجنوبي فهو العقل المعترض لكل أشكال الاستغلال .. والذي لا يخجل ان يُعلن عن رفضه لمصدر الاستغلال .. ورغبته المستميتة في التحرر واثبات الكيان .. ولكن ... ربما ان كلمه اقل حتى من كلمة ضعف قد تفي بالغرض .. او ترجئة الجملة الى ما بعد التحرر او الانفصال لنرى هل كان الجنوبي في ضياع من ... ام صراع في ... موقفه )
هنا توقفت سلسلة افكاري وكأنها تختصر طريقا مَّا لتبحث عن النتائج .. او الحلول
إن الثقافة الوطنية مدعوة .. إلى الاحتماء من ردود أفعالها التقليدية في مواجهة المثيرات الجديدة ، بل هي مدعوة إلى المشاركة في صنع ثقافة المجتمع الدولي الجديد . إننا بحاجة الى مجيء الصوت مع الصورة هذه المرة ، والذي يمكن أن يدفع ثقافتنا الى إمكانية تشغيل الآليات الغربية في ثقافتنا كي نبدع منجزات تثري الحياة الإنسانية في المجتمع الحنوبي الجديد ، لا أن تتخندق ضد مد الثقافة العالمية . ونتعذر بالضروف الراهنة ,
ان التكنولوجيا ... جعلتنا لا نشعر بالفرق بين من يحاورنا ومن له القدرة على أن يحاورنا عبر آلاف أو ملايين الأميال ،اذ اصبحت تكنولوجيا الاتصالات وتكنولوجيا الكمبيوتر الشريك الكامل معنا في الحوار ، وهي علاقة يسودها طابع تبادل المنافع ،
ومن هنا فإن توصيف القضية بدقة يشكل شرطاً موضوعياً لفهمها والتفاعل معها من أرضية التحرر الفكري ومواجهة التبعية الاستعمارية عموماً .
ويطرح أحدهم القضية من منظور أن ثورة القبلية او الصراعات القيادية او المناطقية او احتقار الآخر هي السبب في تحكمها بالأخبار والمعلومات التي تصل إلى مواطنيها ، وقدرتها على ضبط ما يدخل إلى مواطنيها ، ومعنى هذا أن الأقمار السياسية الضاغطة ( المنظومة الفكرية التي نظن انها البث المؤثر ) تعمل على هجرة الأفكار والعقائد والصور والثقافات والاتجاهات كافة دون رقابة أو إذن وصول ، وهذا يفرض الحديث حول معنى التحرر الفكري في العالم الثالث ، وثمة تخوف أن يصبح العقل الجنوبي كما قال الاستاذ سايقاً علي المفلحي ضحية متطلبات ضرورية لم يقدرها القادة واصحاب الشأن بإنشغالهم بالحفاظ على صورتهم في اعين العامة ...
هذا ( العامة ) المسكين الذي لا يزال سبب ومسبب الصراعات الداخلية والخارجية ولايزال محتفظا بمظهره كمحرك اولي للثورات ومحرك ازلي لصوت القيادات .. والاسواء انه المتلقي لأعذار هفواتهم .. ونسينا اننا جميعا العامة واننا جميعاً الأداة الطيعة في أيدي القوى الفكرية المتقدمة في أي تكتل ننتمي اليه ،
فلماذا لا ننظر الى ظاهرة الـ ... C,n,n...
( قد تستغرب وقد تضحك ) لأنها ظاهرة مضحكة .. لكنها منطقية .. تعمل على تحويل أي حداثة إلى قضية عالمية في وقت واحد تقريباً ، فقد أصبحت تلعب دوراً في تشكيل نتيجة الأحداث ، عن طريق التغطية الفورية لدرجة الإشباع ، وخلقت قالباً جديداً يتعين على الدبلوماسية أن تعمل في إطاره لذلك فقد أحدثت ثورة في إحساسنا بسرعة التاريخ وجمع الأخبار .
هذه الظاهرة المضحكة والمنطقية في نفس الوقت لماذا لا نستخدمها .. لتصدير واستيراد الثقافة الاستهلاكية والمواد الإخبارية التي تتدفق من مصدر واحد ، داخل الشبكة الجنوبية ..
بمعنى ...كما يحدث تماما أثناء نقل التغطيات في المنتدى .. لماذ لا ننظر الى التوجيهات من نفس عامل ال ... C,n,n ... ويكون كل قادر على الكتابة او الحوار مجرد مراسل أخلاقي ... لا اظن ان الفكرة صعبة إطلاقا بقدر ما هي مرنة في المعاملة ومحببة الى المختلف العقليات .. خاصة مع ملامح المرِح او اللطيف او المترفق او الحنون أو حتى من اخذته غيرة الغضب ..
... مثالها ...
موضوع الاستاذ بركان عدن / قسم وميثاق شرف ,هذا ماينقصنا ,إن أردتم لهذا المنبر البقاء..فأقسموا!!
وموضوع الاستاذ بن عبيد / أزمة الفكر .. أزمة الحوار ..
وموضوع الاستاذ علي المفلحي / حول ازمة الحراك هل هي في الهدف او الوسيلة او الإدارة ...
وموضوع سابق لأبو عامر اليافعي / بدون الإجابة على هذه الأسئلة سيتحول الحراك إلى عبث أو عراك.
وموضوع / اجابتك على السؤال تحدد فهمك للقضية .ا
وموضوع الساعة لابن عطاف / الكتابات الغامضة والرؤى لأصحاب الصفوة [الشعب يريد شيء آخر .
والذي يجب ان يلتفت اليه كل قلم بحبر ( طبعا تستثنى تلك الأحبار الباهتة .. صاحبة إعلانات الشتائم والأحقاد ) انه حقا موضوع له ابعاد غريبة ولهجات فكرية ساحرة .. تخاطب كل الفئات المجتمعية .. ويمكن منه استغلال الأسطر في توجيه رسالات أخلاقية وتباشير نصر واقعية ولا اطلب الكذب على القارئ إنما اطلب ان تتغير الشخصيات الى شخصيات ( مِصْرِنجية ) على درجة كبيرة من التعامل الظاهري المتكاتف وسامي في العواطف .. وداعم للفكر بالإقناع اللطيف ... وأكيد انه سيكون كعملية ممارسة للعقل وتدريب للأقلام .. وبلمح البصر تتحول الأقلام الى المسابقة الى عالي الذوق والاحترام .. وكم ستنعدم الفكرة القبلية والحزبية .. ليس كلاميا فقط بل ستصل الى ارض الواقع .. وبصراحة الكلمة ان تلك القيادة التي نحبها ونتمسك بنفوذها وعقليتها .. ولا يسيئنا منها إلا التحزبية او القبلية .. فإننا من سوف .... يُ..رَ..بِّ..يْ..هَ..ا ..
وليس ذلك بسيئ الأخلاق .. فكم عاملنا والدينا أو كبار السن بأساليب كسبناهم الى أعمارنا وأفكارنا واستحبوا ان يعيشوها معنا .. بل وحتى مارسوا معنا تلك الأفكار ..
احترامي للقيادات الشريفة على وجه الأرض .. واحترامي للشعوب ... ولكني متأكدة ان كل كلمة مسيئة في قيادة أو عنصر لابد ان لها وجه لطيف آخر وهكذا ..
خلاصة افكاري التي اتعبتني اكثر مما اتعبت قارئي ...
لنخفف الضغط على فكر وقلب المناضل .. وكأن كل منا قاضيه وكل منا سجَّانه وكل منا سجنه وكل منا اغلاله ..
هاجمه واقعه المضطرب .. وهاجمته فوارق قياداته .. ومتطلبات نضاله .. وهاجمته دقائقه وايامه وهو ينتظر الاستقلال او الموت .. وهاجمته أقلامنا ونحن نطلب منه التوعي تارة والحماس أخرى والتحرر تارة والصمت أخرى .. وربما سيجن على أيدينا ... انه فكر يحتاج الى نظم كنظم الكتب المدرسية أو لتتركوه و شأنه .. وقدسو موقفه معكم ... واكفوه شر ان يكون الوجبة الشهية للحرب ... بانهزامه المعنوي ...لا تسألوني كيف ؟؟
فانا بينكم مثله ... اريد للشعارات ان تكون جبالاً حول بيتي وعلى ارضي وأريد من العالم ان يراها بل وينحني راكعاً .. احتراما لها ... واريد ان احيا بسلم واموت بسلم ..
.....................................