الاختلاف سنة الحياة ، وهذا أمر طبيعي ، لكن علينا فهم الاختلاف وكيفية التعاطي معه .
الآن الجنوب فيه من المكونات السياسية العديدة ، ولكل منها نظرته ورؤيته الى القضية الوطنية الجنوبية .
وربما البعض منها يرى في نفسه الاصلح والانسب لقيادة الشعب الجنوبي ،،
أيضا هذا أمر مشروع ومن حق أي تيار الادعاء به .
لكن ما يعكر صفو الاختلاف ويحيله الى أدوات قاتلة للحراك هو ذلك الهجوم المتبادل بالخيانة
والعمالة ، والارتزاق .. وما الى ذلك من الاتهامات .
نقول ان من حق الكل ممارسة نشاطة بالطريقة التي يراها وعليه الاجتهاد لكسب الشارع
وإقناعه ببرامجه السياسية وجديتها في تخليص الجنوب من هذا الوضع الاحتلالي ، وجديتها في ارساء قواعد النظام المثالي الديمقراطي التنموي الذي تسوده العدالة والمساواة والتعددية .
أما الادعاءات الفارغة من أي مضامين فهي من قبيل العبث والفوضى تضر وتعرقل مسيرة الحراك .
من المفترض احترام كل كيان جنوبي ، ومن المفترض ان تلتزم هذه الكيانات بأخلاقيات التنافس على الساحة الجنوبية دون اللجوء الى وسائل التخوين والاتهام ، فهذه الاساليب تعكس حالة الفشل والعجز في التعامل مع اللعبة السياسية والعجز في اقناع جماهير الشعب الجنوبي بأدائهم .
لذلك ، لا نفزع كثيرا على القضية الجنوبية ، فهي ستبقى وستستمر ، ولكن لن تبقى معها الا القوى الحقيقية المعبرة فعلا عن طموحات الشعب الجنوبي .
أما أصحاب المشاريع السطحية والغير واقعية والبعيدة من أمنيات هذا الشعب ستبوء بالفشل حتما .
ستساقط مثل هذه المشاريع قبل ان تقف ، وستتاهوى قبل ان ترى النور .
مشروع الجنوب وشعب الجنوب هو الكفيل بالبقاء والصمود ،،
بقيادة القوة الوطنية الحية والفاعلة والمؤثرة .
|