يبدو الامر أو واقعة الحوار بين جنوبي وشمالي ، والتي بطلها أخونا عبدالقادر الزعيم في إحدى الدول العربية وكأن شيئا استثنائيا ونادرا قد حصل أدى الى هذا الجدل بين الاعضاء .
والحقيقة ان هذا الحوار مع الاخوان الشماليين نمارسه بشكل يومي ، شخصيا لي اصدقاء كثير من الاخوة الشماليين ، ونتحدث معهم عن قضية الجنوب ، وحوارنا في معظمه يسوده الاسلوب الدبلوماسي والادب الحواري مراعاة للصداقات والعلاقات الودية بيننا .
المهم . هناك نقطة مهمة تتكرر عند كل الشماليين اوردها الاخ العزيز عبدالقادر الزعيم من حواره مع سائق التاكسي ، وهي انهم يقدرون موقف الجنوبييون و و و و .. ولكن في آخر الامر يأتي بعبارة : إلا الانفصال . والوحدة حلمنا الكبير ، والحجة تعود دائما علينا لاننا نفتت الوطن ونقسمه الى دويلات .
هذه هي العبارة التي يسوقونها دائما في حواراتنا معهم .
كيف يكون الرد عندما يتهمونا بالانفصال والتآمر على تقسيم الوطن ، وربما الارتباط بالاعداء الخارجيين .
نقول ، من الذي سعى الى بناء هذه الوحدة ، ومن الذي هيأ شعبه الى الوحده ، ومن الذي أصر على الوحدة الاندماجية ، ومن الذي تنازل عن سلطة وعمله وعلم وجيش و و و و ...
اليس الجنوبييون !! لماذا ؟؟ هل لأجل دولة واحدة أم من أجل تقسيمها الى دولتين او أكثر ؟
المنطق يقول من أجل دولة جديدة ديمقراطية يسودها العدل والمساواه والتنمية والنهضة الاقتصادية واللحاق بركب الامم من حولنا ؟
لكن مالذي حصل ؟ ان علي عبدالله صالح تلاعب بكل كل شي ، مارس الفهلوة والمكر وكل اساليب الخبث للانقلاب على ذلك المشروع الوطني الكبير الذي تسمونه اليوم الحلم الوحدة .
ليس ذلك فحسب بل ، حول الجنوب الى ضيعة ومرتعا للنهب والسلب والاستيلاء على الاراضي والعقارات والممتلكات العامة والخاصة ، وطرد اهلها من الوظائف وملاحقة قيادات الجنوب ونفيهم الى الخارج أو الزج بهم الى السجون او قتلهم .
هنا نبرز للاخوة الشماليين من هو الانفصالي الحقيقي ، من الذي دفعني الى الذود عن نفسي وعن هويتي ووجودي .
ولذلك هذا الذي ترونه في الجنوب هو دفاع عن النفس ، وعن ما تبقى من التاريخ والهوية والارض التي تخطفتها عصابات النظام .
نحن نكن لاخوتنا الشماليين كل الاحترام والتقدير ، ولكن لا يعني ان اتخلى عن ممارسة الدفاع عن حقي ووجودي .
أما موضوع الصبر حتى تأتي الظروف للتغيير ، لا ينطبق هذا المنطق علينا ، فليسنا مضطرين لذلك لاننا ابناء دولة وشعب له دولته التي تمثل هويته وشعب يمتلك خيار الاستقلال وهو خيار قانوني تحميه المواثيق الدولية .
التعديل الأخير تم بواسطة عبدالله السنمي ; 2010-05-08 الساعة 07:21 PM
|